أوميكرون لديه قدرة كبيرة على الانتقال حتى بين الحاصلين على اللقاح

عدوى المتحورة الجديدة المكتشفة في جنوب أفريقيا أعلى بواقع أربع مرات مقارنة بدلتا .
السبت 2021/12/11
مخاطر «أوميكرون» تبقى عالية حتى في ظل التطعيم

يتوقع الخبراء أن تشكل “أوميكرون” المتحورة الجديدة من فايروس كورونا مخاطر عالية حتى في البلدان ذات المعدلات العالية من التطعيم وذلك لسرعة انتشارها مقارنة بالمتحورة السابقة دلتا. وأشار الخبراء إلى أن عدد الأشخاص الذين تصيبهم العدوى بالمتحورة الجديدة أعلى بواقع أربع مرات من متوسط عدد إصابات المتحورة دلتا.

طوكيو – أكد باحثون في اليابان أن سلالة أوميكرون المتحورة من فايروس كورونا لديها قدرة كبيرة للانتقال بين الأشخاص، حتى بين الحاصلين على اللقاح المضاد للفايروس، أو الذين أصيبوا بسلالات أخرى منه، بحسب ما أوردته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه).

وأعلنت مجموعة من الباحثين، يقودهم نيشيورا هيروشي الأستاذ في جامعة كيوتو اليابانية، نتائج تحليلهم المتعلقة بالانتشار السريع لمتحور أوميكرون بجنوب أفريقيا في اجتماع للجنة الاستشارية التابعة لوزارة الصحة.

وقامت المجموعة بفحص معلومات جينية لنحو 200 حالة تم الإعلان عن إصابتها في جنوب أفريقيا خلال الفترة منذ سبتمبر وحتى نهاية نوفمبر، بناء على قاعدة بيانات دولية.

وقال الباحثون إن متوسط عدد الأشخاص الذين يصيبهم كل شخص مصاب بالفايروس، جاء أعلى بواقع 4.2 مرة من متوسط عدد إصابات متحور دلتا في إقليم “جاوتنج” بجنوب أفريقيا، الأكثر تضررا بسبب متحور أوميكرون.

وقال الأستاذ نيشيورا إن متحور أوميكرون من المرجح أن يشكل مخاطر عالية حتى في الدول ذات معدلات التطعيم المرتفعة، مضيفا أنه سينتظر حتى يتم الحصول على معلومات أساسية بشأن المتحور، تتضمن حدة الأعراض التي يسببها ومدى فعالية اللقاح. وتابع نيشيورا خلال الاجتماع “إن أوميكرون ينقل المزيد، ويهرب أكثر من المناعة المبنية بشكل طبيعي ومن خلال اللقاحات”.

وكان نيشيورا، المتخصص في النمذجة الرياضية للأمراض المعدية، قد حلل البيانات الواردة من مقاطعة جوتنغ بجنوب أفريقيا اعتبارا من السادس والعشرين من نوفمبر. وتوصلت دراسة يابانية جديدة إلى أن متحوّر أوميكرون “فائق التحور” أكثر قابلية للانتقال في مراحله المبكرة بمقدار 4.2 مرة من متحوّر دلتا للفايروس التاجي.

ومنذ اكتشاف أوميكرون، الذي يحتوي على عدد قياسي من الطفرات، في جنوب أفريقيا الشهر الماضي، عبرت منظمة الصحة العالمية وعلماء الطب في جميع أنحاء العالم عن مخاوفهم من أنه قد يكون أكثر عدوى وأكثر مقاومة للقاحات الحالية. ويبدو أن البحث الجديد الذي قدّم في اجتماع اللجنة الاستشارية بوزارة الصحة اليابانية هو تأكيد آخر لتلك المخاوف.

من المرجح وفق الخبراء أن يشكل أوميكرون مخاطر عالية حتى في الدول ذات معدلات التطعيم المرتفعة

وأظهر نموذجه أنه في المرحلة المبكرة من اندلاع أوميكرون، تجاوز رقم التكاثر الفعال، متوسط عدد الأشخاص الذين أصيبوا من ناقل واحد، رقم R لمتحوّر دلتا بمقدار 4.2 مرة.

وكان عدد الحالات في جنوب أفريقيا منخفضا نسبيا في الأشهر الأخيرة، لكنه قفز إلى ما يقرب من 20000 حالة في اليوم بعد ظهور أوميكرون. ومع ذلك، أشارت الملاحظات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن المتحوّر لم يجعل المرض أكثر حدة، حيث كانت غالبية حالاته المتراجعة خفيفة أو معتدلة.

ولم تتم مراجعة دراسة نيشيورا بعد ونشرها في مجلة علمية، ولكن النتائج التي توصل إليها كانت كافية لرئيس المجلس الاستشاري تاكاجي واكيتا ليقترح أن السلطات الصحية اليابانية “بحاجة إلى الاستعداد لتفشي مرض أوميكرون محليا”.

وسارع صانعو اللقاحات بالفعل لتحديث لقاحاتهم حتى يتمكنوا من معالجة المتحوّر الجديد بشكل فعال. وقالت شركة فايزر إنها تخطط لتقديم مرشحها الخاص بأوميكرون للجهة المنظمة في الولايات المتحدة في مارس. وتتوقع شركة موديرنا الحصول على لقاح محدث في غضون 60 إلى 90 يوما. ووصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في تقرير صدر الخميس جائحة كورونا بأنها أسوأ أزمة تشهدها المنظمة في تاريخها على مدار 75 عاما.

وقالت اليونيسف إن الجائحة باتت تتحدى عقودا من التقدم الذي تحقق لمجابهة التحديات الرئيسية في مرحلة الطفولة، بما في ذلك الفقر والتعليم والتغذية والصحة العقلية. وصرحت المديرة التنفيذية هنرييتا فور بأن التأثير الواسع النطاق لكورونا لا يزال يتعمق ويزيد من الفقر ويرسخ عدم المساواة ويهدد حقوق الأطفال.

وأضافت “في حين أن عدد الأطفال الذين يعانون الجوع أو خارج التعليم أو يتعرضون للإيذاء أو يعيشون في فقر أو يجبرون على الزواج يشهد ارتفاعا، فإن عدد الأطفال الذين يحصلون على الرعاية الصحية واللقاحات والغذاء الكافي والخدمات الأساسية في انخفاض. وفي عام ينبغي أن نتطلع فيه إلى الأمام، نعود إلى الوراء”. وذكر التقرير أن هناك 100 مليون طفل إضافي يعيشون الآن في فقر متعدد الأبعاد بسبب الجائحة، بزيادة قدرها 10 في المئة منذ عام 2019.

Thumbnail

وفي عام 2020 لم يحظ أكثر من 23 مليون طفل بفرصة تلقي اللقاحات الأساسية، بزيادة قدرها 4 ملايين طفل تقريبا عن عام 2019، وهو أعلى رقم منذ 11 عاما، وفقا للتقرير. وقالت فور “في عصر الجائحة العالمية والصراعات المتنامية وتفاقم تغير المناخ، لم يكن نهج الطفل أولا أكثر أهمية مما هو عليه اليوم”.

وتحدث عالم المناعة وأخصائي الحساسية الروسي فلاديمير بوليبوك عن أخطر طفرة لكوفيد – 19. وقال “ستظهر أخطر طفرة للفايروس التاجي في حال يبدأ كوفيد ـ 19 في مهاجمة الخلايا اللمفاوية التائية، وهي خلايا الجهاز المناعي التي لا يمكن إنتاج الأجسام المضادة دونها”.

وتابع قائلا “إن أخطر طفرة لفايروس كورونا ستظهر في حال اندماج فايروس كورونا مع فايروس نقص المناعة البشرية، بصفته فايروسا ينتمي إلى أسرة فايروسات ‘آر.أن.إي’ أيضا. وإنه يفاجئ بمهاجمته الخلايا اللمفاوية التائية التي تعد الخلايا الرئيسية في الجهاز المناعي. وإذا تعلم الفايروس التاجي مهاجمة الخلايا اللمفاوية التائية، فإنه سيتعلم كذلك تعطيل جهاز المناعة عن العمل، ما يؤدي إلى فقدان الإنسان لقدرته على الشفاء والتعافي مبدئيا”.

هذا وقد أعلن كبير اختصاصيي الأمراض المعدية السابق في موسكو نيقولاي ماليشيف أن التغيرات التي تطرأ على بروتين “أس”، الموجود على سطح الفايروس التاجي، لها أيضا خطورة كامنة مرتبطة باحتمال تغيير اللقاحات كلها ضد فايروس كورونا. وكشفت الدكتورة أسيت خاتشيروفا أخصائية أمراض القلب التغيرات التي يسببها الفايروس التاجي المستجد في عمل القلب، وأوضحت كيفية تجنبها.

وأشارت الأخصائية في حديث لراديو “سبوتنيك” إلى أن نبض الشخص السليم في حالة الراحة يتراوح بين 60 و90 نبضة في الدقيقة، ولكن بعد الإصابة بمرض كوفيد – 19 يمكن أن يتجاوز الحدود العليا.

وقالت “بعد التعافي من المرض، أي نشاط بدني مهما كان خفيفا، سيؤدي إلى زيادة في نبضات القلب لأن الجسم في حالة ضعف، ومن أجل الحفاظ على حجم الدم المتدفق، يضطر القلب إلى الانقباض أسرع من المعتاد. وهذا يحصل بعد الإصابة بالتهاب القنوات التنفسية العليا، ويحصل أيضا بعد كوفيد – 19. وهذا ما يشكو منه الكثيرون ممن
تعافوا منه”. وأضافت محذرة “إذا استمر ازدياد نبضات القلب فسوف يؤدي إلى تآكل القلب”.

وأكدت أن معدل النبض الاعتيادي هو بين 60 و90 نبضة في الدقيقة، فإذا كان أعلى، فإنه يشير إلى وجود حمولة إضافية على القلب. وهذا يمكن مقارنته بمحرك السيارة، حيث يزداد دورانه بزيادة الحمولة. كما يؤدي استمرار ارتفاع معدل نبضات القلب إلى استهلاكه السريع. وتشير الأخصائية إلى أنه ببساطة يمكن تجنب هذه الحالة بعد كوفيد – 19.

وقالت “نوضح للمرضى أنه بعد التعافي من المرض، يجب انتظار استعادة الجسم لجميع وظائفه. واتباع نظام صحيح للنوم والراحة يسرّع في ذلك، وكذلك التغذية، كما يجب تجنب أي نوع من النشاط البدني حتى لا تظهر عوامل استفزازية تسبب ارتفاع معدل ضربات القلب”.

17