أول هجوم على القوات الإسرائيلية منذ توغلها في سوريا

مجموعة مسلحة تطلق على نفسها "المقاومة السورية" تعلن مسؤوليتها عن إطلاق النار، وتتوعد الجيش الإسرائيلي وما سمته بعصابات الجولاني.
السبت 2025/02/01
الجيش الإسرائيلي ينفي وقوع اصابات في صفوف جنوده

دمشق - أفاد الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة بأن مجموعة من المسلحين أطلقت النار على قواته التي تنشط في المنطقة العازلة في الأراضي السورية، وهي عملية تبنتها مجموعة تطلق على نفسها "المقاومة السورية".

وهذا أول هجوم على الجنود الإسرائيليين في تلك المنطقة التي دخلتها القوات الإسرائيلية بعد سقوط النظام السوري السابق في 8 ديسمبر.

وقال الجيش في بيان، إن "5 مسلحين أطلقوا النار باتجاه القوات الإسرائيلية المتواجدة بشمال المنطقة العازلة التي ردت بالمثل"، دون تسجيل إصابات في صفوف عناصره.

من جهتها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الحادثة تُعد "غير عادية"، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي يتم فيها استهداف قوات إسرائيلية بالنيران منذ بدء توغلها في المنطقة العازلة وجنوب سوريا.

وفي وقت لاحق، أعلنت مجموعة تطلق على نفسها "المقاومة السورية"، وهي منظمة مرتبطة بالنظام السابق في سوريا، صباح اليوم السبت، في بيان مسؤوليتها عن إطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة. وفق ما موقع "أي 24 نيوز" الإسرائيلي.

وجاء في الرسالة التي نشرتها المنظمة عبر حسابها على تلغرام أن "المقاومة السورية بدأت عملياتها ضد العدو الإسرائيلي تزامنًا مع العمليات ضد عصابات الجولاني الإرهابية".

ووفقًا لبيان "المقاومة السورية"، تعرضت قوة من الجيش الإسرائيلي لأول مرة لهجوم في ضواحي القنيطرة وأجبرته على التراجع.

كما أكدت أنها لن تسمح لإسرائيل بـ"احتلال أرضنا وسنكون بالمرصاد لكم ولعصابات الجولاني بكمائننا الدقيقة وهجماتنا المباغتة".

ومع إطاحة قوات المعارضة بالأسد في الثامن من ديسمبر، تحركت القوات العسكرية الإسرائيلية إلى الجانب السوري من المنطقة العازلة منزوعة السلاح، التي أنشئت بعد حرب عام 1973 في الشرق الأوسط.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ديسمبر الماضي إن القوات الإسرائيلية ستبقى في المنطقة إلى أجل غير مسمى، ما يطمس الحدود مع جارتها الشمالية.

من جانبه، ذكر موقع "والا" الإسرائيلي أن وحدة هالفانتيسم (جبال الألب) التابعة للقيادة الشمالية تولت مسؤولية منطقة جبل الشيخ السوري، مضيفا أن الوحدة تعتمد على جنود احتياط، وأغلبهم من قدامى المحاربين في وحدة النخبة "أغوز".

وتقدمت الحكومة السورية الجديدة بشكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن التقدم الإسرائيلي في الأراضي السورية. وأدان أحمد الشرع، الذي عين الأربعاء رئيسا لسوريا في المرحلة الانتقالية، العمليات الإسرائيلية علناً، لكنه قال إن سوريا لا تسعى إلى صراع عسكري مع إسرائيل.

وكان محافظ دمشق الجديد ماهر مروان قد قال في حوار مع إذاعة "إن بي آر" الأميركية في ديسمبر الماضي "لا ينتابنا خوف من إسرائيل، ولا نريد التورط في أي شيء يهدد أمن إسرائيل أو أي دولة أخرى".

وأضاف أنه يرى من المعقول أن تكون إسرائيل قد شعرت بالخوف عند تسلمت الحكومة السورية الجديدة السلطة، لذلك "تقدمت قليلاً" في مرتفعات الجولان.

لكن مروان نشر شريط فيديو لاحقاً، ليقول إن تصريحاته أسيء فهمها، وأنه "ليس من صلاحياته الحديث عن السلام مع إسرائيل، وأنه كان يقصد أن الشعب السوري في حاجة إلى سلام داخلي ولا يريد حروباً خارجية".

ولا تزال إسرائيل تنظر بعين الريبة للقيادة السورية الجديدة وتخطط لإبقاء قوات من الجيش الإسرائيلي في سوريا بما يشمل إقامة منطقة سيطرة تحسبا لأي طارئ.

وقالت إسرائيل مرارا منذ سقوط الأسد إنها غير مطمئنة للنظام الجديد وأبقت على حذرها من تهديدات جدية لأمنها بعد أن حيّدت إلى حد كبير المخاطر التي كان يشكلها حزب الله اللبناني حليف الأسد وباقي الأذرع الإيرانية.

وكانت إسرائيل أعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974، واحتلت جبل الشيخ السوري، ثم توغلت في ريف درعا وبعض القرى الحدودية مع سوريا، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.

وتقع الجولان في الجزء الجنوبي الغربي من سوريا ويحدها غربا فلسطين ونهر الأردن وبحيرة طبريا ومن الشمال الغربي الجمهورية اللبنانية ومن الجنوب المملكة الأردنية الهاشمية. ويبلغ طول حدود الجولان مع فلسطين المحتلة مسافة 80 كيلومتراً، يمر فيها خط الهدنة مع إسرائيل. ويعزز موقعها الجغرافي من مكانتها الإستراتيجية، حيث يحدها جبل الشيخ من جهة الشمال، ووادي اليرموك من جهة الجنوب، وتطل على الجليل الأعلى وسهلي الحولة وطبريا.