أول ظهور لسي 919 الصينية في أكبر معرض جوي بآسيا

سنغافورة- قامت شركة كوماك الصينية التي تريد أن تكون منافسا أيرباص وبوينغ، بأول رحلة لطائرتها ضيقة البدن سي 919 بأول رحلة لها في الخارج أمام الجمهور حيث قامت بجولة جوية في معرض سنغافورة للطيران الأحد.
واستثمرت الشركة الحكومية بكثافة في محاولتها كسر سيطرة شركتي صناعة الطائرات الغربيتين المهيمنتين على سوق الركاب العالمية مع خطط لبناء 150 طائرة بحلول 2028.
وأشارت الصين إلى سعيها هذا العام لتعزيز بصمة كوكاك عبر سي 919 محليا ودوليا، حيث أن الطائرة معتمدة فقط داخل السوق المحلية.
وفي سبتمبر الماضي أقلعت أول طائرة ركاب سي 919 الأحد تسيرها شركة إيسترن أيرلاينز ضمن باكورة رحلاتها بالسوق المحلية من مطار هونغكياو في شنغهاي وهبطت بنجاح في مطار بكين قبل موعدها المحدد بأربعين دقيقة.
وفي ظل سعي شركتي أيرباص وبوينغ لزيادة الإنتاج وتلبية الطلب على الطائرات الجديدة، ومعاناة شركة بوينغ لسلسلة من الأزمات، تراقب صناعة الطيران كيف تضع شركة كوماك نفسها كبديل قابل للتطبيق.
ونقلت وسائل الإعلام الصينية عن مسؤول في كوماك، لم تذكر اسمه، في يناير الماضي قوله إن “الشركة ستستثمر عشرات المليارات من اليوانات على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة لتوسيع الطاقة الإنتاجية لطائرة سي 919”.
وقال آدم كاوبورن من شركة ألتون لاستشارات الطيران لرويترز “لقد شهدنا أيضا اتجاها متزايدا حيث يقوم الزبائن بإدراج خيار سي 919 في تقييم أسطولهم”. وتم تسليم طائرتين من هذا الطراز خلال العام الماضي. وتتوقع شركة استشارات الطيران آي.بي.أي إمكانية تسليم ما بين 7 و10 طائرات سي 919 هذا العام.
وقال مايك يومانز من آي.بي.أي “مع بيع طائرات إيرباص وبوينغ ضيقة البدن من عائلات أي 320 نيو وماكس 737 خلال معظم هذا العقد، فإن لدى سي 919 فرصة قوية للحصول على حصة في السوق، خاصة في سوقها المحلية”. وأضاف أن “التحديات المباشرة التي تواجهها شركة كوماك تتعلق بالإنتاج لتلبية الطلب المحلي وإصدار الشهادات لاختراق الأسواق الدولية”.
وذكرت هيئة الطيران الصينية الشهر الماضي أنها ستسعى هذا العام للحصول على موافقة وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي على الطائرة سي 919، وهي العملية التي بدأت في عام 2018.
وكانت الطائرة سي 919 واحدة من شركتين تجاريتين لتصنيع الطائرات تحلقان بطائراتهما قبالة ساحل سنغافورة إلى جانب شركة أيرباص في عرض أولي لأكبر معرض جوي في آسيا، فيما لن تعرض بوينغ طائرة تجارية هذا العام.
ولدى كوماك منتجان للركاب؛ الطائرة الإقليمية أي.آر.جي 21 والطائرة الأكبر حجما سي 919 ذات المحركين ضيقة الجسم والتي تتسع لما بين 158 و198 مقعدا، والتي تتنافس مع طرازات أيرباص أي 320 نيو وبوينغ 737 ماكس 8.
وقامت الطائرة سي 919 بأول رحلة لها خارج البر الرئيسي للصين في ديسمبر الماضي، إلى هونغ كونغ، فيما يتم استخدام طائرات أي.آر.جي 21 من قبل شركة ترانس ناسو أير الإندونيسية.
ويحذر الكثيرون داخل الصناعة من أن أربع طائرات فقط من طراز سي 919 موجودة في الخدمة في الصين؛ الطائرة معتمدة فقط من قبل الهيئات التنظيمية الصينية وتعتمد على سلاسل التوريد الدولية.
ومع ذلك، فإن أزمة العرض على مستوى صناعة الطيران، والتي تختبر العائد الكامل المتوقع ومن ثم نمو القدرة المدنية في آسيا، تحظى بالمزيد من الاهتمام من كوماك.
وبدأ تصنيع هذا الطراز قبل سبعة عشر عاما، وقد أجرت أول رحلة تجريبية في العام 2017، وحصلت على شهادة الجودة الصادرة عن إدارة الطيران المدني الصينية في سبتمبر 2022.
وفي يناير 2023 صرح تشانغ يوجين نائب المدير العام كوماك لصحيفة “ذا بايبر” الصينية شبه الرسمية أن الشركة قد تسلمت أكثر من 1200 طلبية لشراء سي 919. وقال في ذلك الوقت إن “كوماك تخطط لزيادة طاقتها الإنتاجية السنوية إلى 150 طائرة في غضون خمس سنوات”.