أول سفينة مساعدات تنطلق إلى غزة من قبرص

نيقوسيا - أبحرت من ميناء لارنكا في قبرص صباح الثلاثاء أول سفينة تحمل مساعدات عبر الممر البحري بين الجزيرة المتوسطية وقطاع غزة، وفق ما أفادت إحدى المنظمتين غير الحكوميتين المشرفتين على العملية.
وقالت لورا لانوزا، المتحدثة باسم منظمة "أوبن آرمز" (الأذرع المفتوحة)، إن سفينة المنظمة التي تحمل على متنها 200 طن من المواد الغذائية "انطلقت" قرابة الساعة 06:50 ت غ الثلاثاء.
وكتب الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليتس على منصة "إكس"، "أبحرت السفينة أمالثيا في سياق مبادرة الممر البحري القبرصي لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. إنه شريان حياة للمدنيين".
وتحمل السفينة نحو 200 طن من الأرز والدقيق والمعلبات التي سيتم توزيعها في القطاع الفلسطيني المحاصر من خلال منظمة المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشن" التي أسسها الطاهي الإسباني الأميركي خوسيه أندريس.
وقالت المنظمة في رسالة على إكس إن "المساعدات التي قدمتها منظمة المطبخ المركزي أبحرت إلى غزة... ونعمل على إرسال أكبر عدد ممكن من السفن".
ونشر المطبخ المركزي العالمي فرقًا في غزة منذ بداية الحرب وتولى بناء رصيف ليتمكن من تفريغ الحمولة بمجرد وصول السفينة إلى القطاع. لكن لم يتمّ تحديد موقع هذا الرصيف لأسباب أمنية.
وتستغرق الرحلة إلى غزة نحو 15 ساعة، ولكن ربما تستغرق رحلة سفينة القطر الثقيل وقتا أطول بكثير قد يصل إلى يومين. وتبعد قبرص ما يزيد قليلا على 320 كيلومترا إلى الشمال الغربي من غزة.
في السياق، غادرت سفينة عسكرية أميركية الولايات المتحدة السبت محملة بالمعدات اللازمة لبناء رصيف لتفريغ شحنات المساعدات، وهو ما قد يستغرق 60 يومًا.
وفي ظل شح المساعدات التي تصل عن طريق البر إلى القطاع المدمر بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، يجري إسقاط طرود المساعدات جوا وسيتم تسليمها عن طريق البحر بفضل فتح هذا الممر الإنساني البحري .
وقالت وسائل إعلام رسمية أردنية إنه تم تنفيذ سبع عمليات إسقاط جوي لمساعدات إنسانية الاثنين بمشاركة الأردن والولايات المتحدة ومصر وفرنسا وبلجيكا. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه من المقرر أيضا أن ينضم المغرب إلى هذه الجهود.
لكن الأمم المتحدة تؤكد أن إرسال المساعدات عن طريق البحر وعمليات الإنزال الجوي التي تشارك فيها عدة دول وتنفذ يوميًا منذ أسابيع، لا يمكن أن تحل محل الطريق البري.
وأدى الصراع إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتكدس الكثير منهم في خيام مؤقتة في مدينة رفح جنوب القطاع، وسط شح في إمدادات الغذاء والإمدادات الطبية الأساسية.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن سبعة فلسطينيين قتلوا وأصيب عشرات بنيران إسرائيلية أثناء انتظار حشود لشاحنات مساعدات في مدينة غزة في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن وإزالة العوائق أمام وصول المساعدات المنقذة للحياة. وقال إن التهديد بشن هجوم إسرائيلي على رفح يمكن أن يضع سكان غزة في "دائرة جحيم أشد وطأة".
وتقول إسرائيل إن الهجوم الذي شنه مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير قطاع غزة في السابع من أكتوبر على إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة. وأشعل الهجوم فتيل واحدة من أكثر الحروب إزهاقا للأرواح في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.
وتقول السلطات في غزة إن الحملة العسكرية الانتقامية الإسرائيلية أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 31 ألف فلسطيني وتدمير البنية التحتية في غزة.
لا تزال المفاوضات حول وقف إطلاق النار في الحرب التي تشنها إسرائيل على حماس متعثرة في القاهرة. وتقول إسرائيل إن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون مؤقتا وإن هدفها يظل تدمير حماس. وتقول حماس إنها لن تطلق سراح الرهائن إلا في إطار اتفاق ينهي الحرب.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن الآمال في وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان تلاشت أمس الاثنين عندما أدت غارة جوية إسرائيلية على منزل في مدينة غزة إلى مقتل 16 شخصا وإصابة عدد آخر.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن إسرائيل قتلت أيضا فلسطينيين اثنين في غارة جوية على منزل في مدينة خان يونس في جنوب القطاع بينما كان السكان يفطرون في اليوم الأول من شهر رمضان.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور على تلك الغارات لكنه قال إن قواته قتلت نحو 15 مسلحا في وسط غزة وإن قوات خاصة استهدفت مواقع يعتقد أن مقاتلي حماس يستخدمونها في خان يونس.