أول اتصال هاتفي بين بايدن ونتنياهو بعد طول انتظار أثار الكثير من التكهنات

جو بايدن وبنيامين نتنياهو تناولا ملفّات عدّة بينها تعزيز اتفاقات السلام في المستقبل والتهديد الإيراني والتحديات الإقليمية.
الخميس 2021/02/18
بايدن لا يرغب في أن يُنظر إليه على أنه يدعم نتنياهو قبل الانتخابات الإسرائيلية

تل أبيب/واشنطن – أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن أول اتصال هاتفي طال انتظاره مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء، بعد تأخر دفع واشنطن إلى نفي أنه كان تجاهلا للزعيم الإسرائيلي.

وتحدث بايدن مع أكثر من عشرة من زعماء العالم الآخرين منذ توليه منصبه، ولكن البيت الأبيض أكد أن تأخر الاتصال مع نتنياهو "لم يكن إهانة متعمدة".

وكان تأخر اتصال بايدن بنتنياهو قد أثار الكثير من اللغط والتأويلات، من بينها أن الرئيس الديمقراطي مستاء من العلاقات الوثيقة بين نتنياهو والرئيس السابق دونالد ترامب، الذي اتصل بالزعيم اليميني بعد يومين من تنصيبه في عام 2017.

والولايات المتحدة أكبر حليف تاريخي للدولة العبرية. وكان نتنياهو قد وصف ترامب بأنه "أفضل صديق" على الإطلاق حظيت به إسرائيل في سدة الرئاسة الأميركية. لكنّ تأخّر التواصل بين بايدن ونتنياهو لنحو شهر، شكل مادة دسمة لوسائل الإعلام الإسرائيلية التي انخرطت في جملة من التأويلات حول سر هذا التحفظ.

واعتبر محللون على نطاق واسع أيضا تأخر اتصال المجاملة التقليدي، علامة على أن بايدن لا يرغب في أن يُنظر إليه على أنه يدعم نتنياهو قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الـ23 من مارس. وقال البعض إنه قد ينذر أيضا بالمزيد من الفتور في العلاقات، إذا فاز رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وأكد الرئيس الأميركي للصحافيين في المكتب البيضاوي، أن المحادثة "كانت طيبة".

وقال مكتب نتنياهو في بيان، إنهما تحدثا لنحو ساعة عن قضايا من بينها إيران وعلاقات إسرائيل الناشئة مع الدول العربية والإسلامية في المنطقة.

وجاء في البيان أن "الرئيس بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو بحثا تعزيز اتفاقات السلام في المستقبل والتهديد الإيراني والتحديات الإقليمية، واتفقا على مواصلة الحوار".

وأضاف البيان أن "الزعيمين أشارا إلى علاقاتهما الشخصية الطويلة، وقالا إنهما سيعملان معا لتعزيز التحالف القوي بين إسرائيل والولايات المتحدة". كما تحدثا أيضا عن سبل التعامل مع جائحة فايروس كورونا.

وأقر نتنياهو هذا الأسبوع، بوجود خلافات مع بايدن بشأن القضايا الإيرانية والفلسطينية، لكنه قال إنهما يتمتعان بعلاقة عمل قوية.

وقال دبلوماسي إسرائيلي إن تل أبيب كانت قلقة من تأخر اتصال بايدن مع نتنياهو، لكنها كانت تدرك أن الرئيس الأميركي يتعامل مع قضايا أخرى أولا، مثل الجائحة والتحديات التي تمثلها روسيا والصين. وأضاف أن كون نتنياهو أول زعيم في الشرق الأوسط يتصل به بايدن، اعتبر إشارة إيجابية.

وأكّدت الإدارة الجديدة أنها ستُبقي على السفارة الأميركية في القدس، وأنّ الولايات المتحدة ستواصل اعتبار المدينة المقدّسة عاصمة للدولة العبرية رغم الاحتجاجات الدولية.

ووعدت إدارة بايدن بإعادة فتح الممثلية الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن واستئناف تقديم المساعدات للفلسطينيين، بعدما قطعتها إدارة ترامب في الأعوام الأخيرة، لكن يبدو أن إدارة بايدن لا تزال تبحث عن توازن في ملفات أخرى لم تفصح بعد عن موقفها منها.

ورفض بلينكن أن يبدي رأيا حاسما بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية التي ضمّتها الدولة العبرية في 1981، كما لم يعلن موقفه من قرار سلفه مايك بومبيو عدم اعتبار المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية منافية للقانون الدولي.

وقال جيرمي بن عامي رئيس المنظمة الأميركية اليهودية التقدميّة "جي ستريت"، "في ظلّ إدارة ترامب، مُنح الإسرائيليون ضوءا أخضر لفعل ما يريدون في الضفة الغربية والمضيّ قدما في ضمّ المستوطنات، ونأمل أن يصطدموا بضوء أحمر في أقرب وقت ممكن".