أوكرانيا ساحة مواجهة جديدة قديمة بين روسيا والولايات المتحدة

كييف – حذّرت موسكو الجمعة من وجود قوات أميركية على الأراضي الأوكرانية مهددة باتخاذ إجراءات ردا على مثل هذه الخطوة.
ووسط مخاوف من التصعيد في أوكرانيا، والحشد العسكري الروسي، هددت موسكو بأنها قد تضطر إلى اتّخاذ إجراءات إضافية لضمان الأمن في حال أرسلت دول غربية قوات إلى أوكرانيا، في ظل التقارير التي تتحدّث عن تكثيف روسيا تواجدها العسكري عند الحدود ونية واشنطن دعم أوكرانيا.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين “لا شك في أنه من شأن سيناريو كهذا أن يزيد التوتر قرب الحدود الروسية. بالطبع، سيستدعي ذلك إجراءات إضافية من قبل روسيا لضمان أمنها”، لكنه شدد على أن بلاده “لا تهدد” أوكرانيا.
وأدى التحرك العسكري المتزايد للجيش الروسي على الحدود مع أوكرانيا، ومقتل 4 جنود أوكرانيين الأسبوع الماضي على يد الانفصاليين الموالين لموسكو في منطقة “دونباس”، شرقي أوكرانيا، إلى تصاعد التوتر بين البلدين مرة أخرى.
وتعدّ أوكرانيا ساحة مواجهة قديمة متجددة بين واشنطن وموسكو، فمنذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على مسؤولين روس كبار، وهي تدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وحذّرت الولايات المتحدة روسيا الخميس من “ترهيب” أوكرانيا، بينما اتصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن بنظيريهما الأوكرانيين للتأكيد على دعم واشنطن لكييف.
وعارضت واشنطن على لسان الناطق باسم الخارجية نيد برايس الخميس الخطوات الروسية على الحدود الأوكرانية، التي اعتبرتها "معادية هدفها ترهيب وتهديد شريكتنا أوكرانيا".
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين “نشعر بقلق تام حيال التصعيد مؤخرا لتحرّكات روسيا العدائية والاستفزازية في شرق أوكرانيا… ما نعارضه هو خطوات معادية هدفها ترهيب وتهديد شريكتنا أوكرانيا”.
وكانت الولايات المتحدة وأوكرانيا قد أعربتا هذا الأسبوع عن تخوفهما من تحرك للجنود الروس في شبه جزيرة القرم، وعلى الحدود الروسية - الأوكرانية في دونباس.
وتتهم الولايات المتحدة روسيا بالتدخل في الأزمة الأوكرانية منذ عام 2014، وترفض روسيا تلك الاتهامات، مشيرة إلى عدم وجود أي أساس لها من الصحة.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد الشهر الماضي أن بلاده تدعم أوكرانيا بحزم وتعتزم زيادة هذا الدعم سواء في مجال الاقتصاد والأمن، أو في ما يخص جهودها لتعزيز الديمقراطية في البلاد.
وتعتبر إدارة الرئيس الأميركي أن أوكرانيا تضطر إلى مواجهة العدوان من الخارج، فيما تتمسك بالموقف الرافض للاعتراف بانضمام القرم إلى روسيا.
وكانت تقارير إعلامية أميركية حذرت من وجود مخاوف من عدم صمود اتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين أوكرانيا والمقاتلين الموالين لروسيا في شبه جزيرة القرم في يوليو 2020، وذلك بعد رصد حشود روسية في مناطق تماس مع أوكرانيا، تقابلها حالة تأهب قصوى في صفوف القوات الأوكرانية، عقب المناوشات الدموية التي شهدتها المنطقة الحدودية شرقي أوكرانيا.
وفي وقت سابق، أعلن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية رسلان خومتشاك أن روسيا تعزز وجودها العسكري بكثافة قرب الحدود الشرقية، مشيرا إلى وجود 28 كتيبة تابعة للقوات المسلحة الروسية على طول الحدود تضم نحو 32 ألفا و700 جندي، ومتهما موسكو باتباع "سياسة عدوانية".
وعبر حلف الأطلسي عن قلقه الخميس بشأن ما قال إنه حشد عسكري روسي كبير قرب شرق أوكرانيا، بعدما حذرت روسيا من أن أي تصعيد كبير للصراع في إقليم دونباس قد “يدمر” أوكرانيا.
وذكرت وسائل إعلام روسية الثلاثاء الماضي أن الرئيس فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقدوا اجتماعا افتراضيا بحثوا خلاله عدة ملفات بينها أوكرانيا.
واتهم بوتين كييف خلال الاجتماع بزيادة التوتر في المنطقة من خلال عدم الامتثال لوقف إطلاق النار.