أوكرانيا تواصل إجلاء السكان من الشرق وتطالب الغرب بالمزيد من الأسلحة

مارك ميلي: معركة كبيرة تنتظر أوكرانيا في جنوب شرق البلاد.
الجمعة 2022/04/08
إحباط أوكراني من نقص الإمدادات في الأسلحة

تستعد القوات الأوكرانية لخوض معركة كبيرة شرق البلاد مع استكمال روسيا لإعادة انتشارها بعد الانسحاب من مناطق قرب العاصمة. وتطالب كييف الحلفاء الغربيين بالإسراع بمدها بالمزيد من الأسلحة لمواجهة الهجوم الروسي.

كراماتورسك (أوكرانيا) - أعلنت سلطات شرق أوكرانيا الخميس أن الأيام المقبلة ستشكل بالنسبة إلى المدنيين "الفرصة الأخيرة" لإخلاء المنطقة وسط مخاوف من هجوم روسي كبير، في وقت تطالب كييف حلف شمال الأطلسي بتزويدها بالمزيد من الأسلحة للدفاع عن نفسها.

واستُهدفت روسيا المتّهمة بارتكاب جرائم حرب وفظائع ضد مدنيين في المناطق التي كانت تحتلها، بعقوبات جديدة وستواجه تصويتا في الأمم المتحدة على تعليق عضويتها في مجلس حقوق الإنسان.

وحذّر حاكم منطقة لوغانسك سيرجي غايداي عبر فيسبوك من أن "الأيام المقبلة قد تكون الفرصة الأخيرة للمغادرة. كافة المدن الحرّة في منطقة لوغانسك ترزح تحت نيران العدو”، مشيرا إلى أن الروس "يقطعون كافة مسارات الخروج المحتملة".

وقال "يجب اتخاذ القرار في أسرع وقت ممكن. الوضع تدهور كثيرا"، معلنا إقامة "ممرات" الخميس لإجلاء سكان من سبع مدن في هذه المنطقة التي يحتلّ الانفصاليون الموالون لموسكو جزءا منها منذ 2014. وفي اليوم السابق تمّ إجلاء 1200 شخص من المنطقة.

دميترو كوليبا: نطالب بثلاثة أمور: الأسلحة والأسلحة ثم الأسلحة

ويعني نداء المغادرة الجديد خصوصا مدينة سيفيرودونيتسك في أقصى الشرق التي تخضع لسيطرة القوات الأوكرانية وتتعرض لقصف منتظم من جانب القوات الروسية.

وتدعو السلطات الأوكرانية إلى إخلاء كافة أنحاء منطقة دونباس وكذلك منطقة خاركيف المجاورة.

وشدّدت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك على أن في حال شن الجيش الروسي هجوما كبيرا في المنطقة، فإن المدنيين الذين لا يزالون في المنطقة سيواجهون "خطر الموت".

وباتت منطقة شرق أوكرانيا حاليا هدفا رئيسيا للكرملين وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس أنها قصفت بصواريخ ليلا مستودعات وقود تزوّد القوات الأوكرانية.

واعتبر مصدر عسكري غربي أنه بموجب الاستراتيجية الروسية الجديدة، فإن انسحاب القوات الروسية من منطقة كييف وسائر مناطق الشمال “انتهى بجزئه الأكبر”، رغم أن إعادة الانتشار لم تُستكمل بعد وأن القوات الروسية لا تزال متمركزة في بيلاروسيا، حليفة موسكو، على الحدود الشمالية لأوكرانيا.

وتخشى السلطات الأوكرانية في شرق البلاد أن يتحوّل الوضع إلى ما هو عليه في ماريوبول في جنوب البلاد، حيث لا يزال الآلاف من الأشخاص عالقين في هذه المدينة المحاصرة التي تتعرض للقصف منذ أسابيع ويعيشون في جحيم.

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء روسيا بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى ماريوبول لإخفاء جثث الآلاف من الضحايا في هذه المدينة.

واستعدادا للهجوم المرتقب، تطالب كييف حلف شمال الأطلسي (ناتو) بمساعدتها. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا لدى وصوله إلى مقرّ الحلف في بروكسل لحضور اجتماع مع نظرائه من الدول الأعضاء "جئتُ لأطالب بثلاثة أمور: الأسلحة والأسلحة ثمّ الأسلحة. كُلّما تسلمناها أسرع، كُلّما أُنقذ المزيد من الأرواح وتجنّبنا دمارا أكبر".

وصرّح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن "أوكرانيا لديها حقّ الدفاع عن نفسها. سنصغي إلى الحاجات التي سيقدّمها كوليبا وسنناقش كيفية الاستجابة لها”. وكييف ليست عضوا في الناتو لكن لا شيء يمنع الدول الأعضاء الثلاثين من تقديم مساعدتها لها.

وقال الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الخميس إن القوات الأوكرانية نجحت في التصدي لمحاولة روسيا السيطرة على كييف لكن معركة كبيرة مازالت تنتظرها في جنوب شرق البلاد.

وقال ميلي للمشرعين خلال جلسة استماع "هناك معركة كبيرة مازالت في الانتظار في جنوب شرق البلاد، حول منطقة دونباس، دونيتسك إذ يعتزم الروس حشد قواتهم ومتابعة هجومهم". وأضاف "أعتقد أن هناك سؤالا بلا إجابة الآن.. كيف سينتهي ذلك؟".

وفي سياق الدعم المقدّم لأوكرانيا، شدّدت واشنطن ولندن الأربعاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، بعد العثور على العشرات من الجثث في مدن عدة قرب كييف، بينها بوتشا، بعد انسحاب القوات الروسية منها.

وتنفي روسيا أي تورط بها وتتهم أوكرانيا في المقابل بـ"الاستفزاز"، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن اعتبر أن “ما يحدث لا يصنف أقل من جرائم حرب كبيرة"، متوعدا بـ”خنق التنمية الاقتصادية لروسيا لسنوات".

الأوروبيون يُفترض أن يحذوا حذو الولايات المتحدة في معظم هذه الإجراءات الجديدة لكنهم لا يزالون منقسمين بشأن العقوبات في مجال الطاقة

وأعلنت الولايات المتحدة الأربعاء فرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية والمالية على روسيا، وصفتها بأنها "مدمّرة" وتستهدف خصوصا البنوك الكبيرة وابنتين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبحسب واشنطن، قد ينهار اقتصاد روسيا بنسبة 15 في المئة هذا العام.

ويُفترض أن يحذو الأوروبيون حذو الولايات المتحدة في معظم هذه الإجراءات الجديدة، لكنهم لا يزالون منقسمين بشأن العقوبات في مجال الطاقة، ما يثير غضب زيلينسكي الذي انتقد الأربعاء "تردد" الأوروبيين.

واتّهمت كييف الخميس المجر "بمساعدة بوتين" في حربه على أوكرانيا، غداة تصريحات لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قال فيها إنه مستعدّ لشراء الغاز الروسي بالروبل، خلافا لسائر دول الاتحاد الأوروبي.

ويدرس الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات تتضمن للمرة الأولى إجراءات تستهدف قطاع الطاقة مع حظر عمليات شراء الفحم من روسيا وإغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية.

ورغم الانقسامات بين الدول التي تعتمد بشكل متفاوت على موارد الطاقة الروسية، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه سينبغي اتخاذ قرارات بشأن الغاز والنفط الروسيين "عاجلا أم آجلا".

وأكد كوليبا أنه "يجب فرض حظر على النفط والغاز الروسيين وآمل ألا يتطلّب الأمر فظائع جديدة في أوكرانيا كي يُتخذ قرار فرض هذه العقوبات".

ومن بين تداعيات موجة الغضب الغربية التي أُثيرت بعد نشر صور العشرات من الجثث في الشوارع وفي مقابر جماعية، دُعيت الدول الأعضاء الـ193 في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى التصويت على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

ويتطلّب إقرار تعليق عضوية روسيا الذي اقترحته الولايات المتحدة ودعمته بريطانيا، غالبية ثلثَي الدول التي ستصوّت سواء لصالح القرار أو ضدّه. وتقول مصادر دبلوماسية إن هذا التصويت يحمل رمزية كبيرة ولا تزال نتيجته غير مؤكدة.

وطالبت دول مجموعة السبع في بيان مشترك الخميس بتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، وتوعد وزراء الخارجية السبعة بأن مرتكبي مجازر بوتشا "سيحاسبون وستتم ملاحقتهم".

5