أوكرانيا تعلن تحرير ضواحي كييف وإجلاء المدنيين من ماريوبول

زابوريجيا (أوكرانيا) - أعلنت أوكرانيا أن منطقة كييف بكاملها قد “تم تحريرها”، حيث تقوم القوات الروسية بـ”انسحاب سريع” من شمال البلاد من أجل “الحفاظ على السيطرة” بشكل أفضل على “الأراضي الشاسعة” التي تحتلها في الشرق والجنوب.
وعلى صعيد المفاوضات كشف كبير المفاوضين الأوكرانيين في مفاوضات السلام مع روسيا السبت أن موسكو وافقت “شفهيا” على مقترحات أوكرانية رئيسية، ما يعزز الآمال بإحراز تقدم في المحادثات لإنهاء الحرب.
وأعلنت مساعدة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار أن الأوكرانيين استعادوا السيطرة على منطقة كييف بكاملها بعد انسحاب القوات الروسية من مدن رئيسية قرب العاصمة.
وقالت ماليار إن “إيربين وبوتشا وغوستوميل ومنطقة كييف بكاملها حررت من الغزاة”. وشهدت كل هذه المدن معارك طاحنة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير.
وقال رئيس بلدية بوتشا أناتولي فيدوروك إن نحو 300 شخص تم دفنهم “في مقابر جماعية” في المدينة الواقعة أيضا شمال غرب كييف.

فولوديمير زيلينسكي: روسيا تُعدّ لضربات قوية في جنوب البلاد وشرقها
وتقع غوستوميل أيضا شمال غرب العاصمة، وتضم مطار أنطونوف العسكري الذي هاجمته القوات الروسية في الخامس والعشرين من فبراير.
وقالت الحكومة الأوكرانية السبت إن القوات الروسية تنفذ “انسحابا سريعا” من مناطق كييف وتشيرنيهيف في شمال أوكرانيا بهدف إعادة الانتشار في اتجاه الشرق والجنوب.
وأعلن الأوكرانيون الاثنين الماضي أنهم استعادوا السيطرة على إيربين التي سقطت في أيدي الروس منذ نهاية فبراير.
وقتل ما لا يقل عن مئتين من سكان هذه المدينة الصغيرة في الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة منذ بدء الغزو الروسي، وفق ما أفاد رئيس بلديتها أولكسندر ماركوشين الأربعاء.
وفي ماريوبول فرّ أكثر من ثلاثة آلاف شخص في حافلات وسيارات خاصة على ما أعلنت السلطات الأوكرانية، بينما يستعد الصليب الأحمر لتنفيذ عملية إجلاء جديدة من هذه المدينة الساحلية المحاصرة والمدمرة، بعد فشل محاولة أولى.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن روسيا تُعدّ “لضربات قوية” في جنوب البلاد وشرقها خلافا لتصريحات موسكو بأنها عمدت إلى تخفيف حدة المواجهات، لاسيّما في ماريوبول حيث تشير التقديرات الأخيرة إلى أن نحو 160 ألف شخص لا يزالون عالقين في المدينة.
وسقوط ماريوبول يؤمن تواصلا جغرافيا من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى الجمهوريتين الانفصاليتين المواليتين للروس في منطقة دونباس.
وتجري عمليات إجلاء المدنيين من ماريوبول بشكل تدريجي بعدما كانت مستحيلة على مدى أسابيع.
وقال زيلينسكي في مقطع مصور “عملت الممرات الإنسانية في ثلاث مناطق: دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا. تمكنّا من إنقاذ 6266 شخصا، بينهم 3071 من ماريوبول”.
وعرض وزير الدفاع التركي خلوصي آكار السبت المساعدة على أوكرانيا من خلال “الدعم البحري، خصوصًا في إخلاء ماريوبول من المدنيين والجرحى الأتراك أو من جنسيات أخرى”.
وكانت روسيا اتهمت الجمعة أوكرانيا بتنفيذ هجوم بواسطة مروحيات على أراضيها ولوحت باحتمال تشديد نهجها خلال المفاوضات.
واستهدفت الضربة الجوية منشآت تخزين وقود تابعة لشركة “روسنفت” للطاقة في بلغورود في روسيا على بعد حوالي 40 كيلومترا من حدود أوكرانيا.
وغردت وزارة الدفاع البريطانية مساء الجمعة قائلة إن تدمير خزانات الوقود في بلغورود فضلا عن انفجار مخزن للذخيرة قرب المدينة “يفرض ضغوطا إضافية على المدى القصير على السلاسل اللوجيستية الروسية التي تتعرض أصلا لضغط كبير”.
وحذرت أوكرانيا من أن الجنود الروس الذين غادروا محطة تشرنوبيل النووية بعد احتلالها مدة أسابيع، قد يكونون تعرضوا لإشعاعات. وكانت هذه المحطة العام 1986 مسرحا لأسوأ كارثة نووية في العالم.
واستؤنفت محادثات السلام بين المسؤولين الأوكرانيين والروس الجمعة عبر الفيديو لكن الكرملين حذر من أن هجوم بلغورود قد يعيق هذه المفاوضات، لكنه أكد الأحد أن المفاوضات ستستأنف الاثنين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف “واضح أننا لا نستطيع أن نعتبر أن ما حصل سيوفر ظروفا ملائمة لمتابعة المفاوضات”.