أوكرانيا تدعو الصين إلى التوسط في إرساء هدنة مع روسيا
كييف - دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء الصين إلى التوسط بين بلاده وروسيا من أجل إرساء هدنة.
وذكر بيان صادر عن الخارجية الصينية الأربعاء أن وزيرها وانغ يي أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الأوكراني بطلب من كوليبا.
وأشار إلى أن كوليبا أطلع وانغ على مجريات الجولة الأولى من المفاوضات الأوكرانية – الروسية، وأن أولوية كييف وقف الاشتباكات.
وأضاف أن كوليبا أوضح لنظيره الصيني أن أوكرانيا تؤيّد التوصل إلى حل عبر المفاوضات مع روسيا، وترغب في دفع المحادثات بالحفاظ على الهدوء، رغم صعوبات الوضع الحالي.
وأعرب وانغ عن قلق بلاده من سير المجريات في أوكرانيا، وخشيته على أرواح المدنيين، داعيا الطرفين الأوكراني والروسي إلى حل المشكلة عبر المفاوضات.
وأكد دعم بكين لكافة الجهود الدولية البناءة الرامية إلى إيجاد حل سياسي، وشدد على أن الصين تحترم سيادة ووحدة أراضي كافة الدول، مع ضرورة ألا تهدد دولة أمن دولة أخرى، والحفاظ على الأمن الإقليمي من خلال عدم توسيع التكتلات العسكرية.
وأظهرت الصين تضامنا مع روسيا في مواجهة منافستها الولايات المتحدة، لكن مراقبين يرون أنها تواجه معضلة، إذ يصعب عليها الترحيب بالهجوم الروسي على أوكرانيا.
ولم تدن الصين الهجوم الروسي حتى الآن. كما أنها ترفض توقيع عقوبات على روسيا. وامتنعت عن التصويت على محاولة إدانة الهجوم الروسي في مجلس الأمن الدولي.
وتبدو الصين أنها تنأى بنفسها عن روسيا من جانب، لكنها من جانب آخر توجه انتقادات حادة إلى الولايات المتحدة وتوسّع حلف شمال الأطلسي “الناتو” شرقا، وتؤكد مرارا على المصالح الأمنية لروسيا.
وتتمتع بكين بعلاقات سياسية واقتصادية متينة مع روسيا، ما يؤهلها للعب دور وساطة لإيقاف الحرب الأوكرانية.
ولا يتوقع مراقبون أن توقف روسيا الحرب في وقت لا تزال فيه تتقدم داخل الأراضي الأوكرانية، وأن قبولها بإيقاف إطلاق النار رهين بتوازن القوى على أرض المعركة أو استجابة الغرب لمطالبها الأمنية.
ويشير هؤلاء إلى أن تراجع روسيا عن هجومها بعد توغلها داخل الأراضي الأوكرانية، سيحسب على أنه هزيمة ما لم تتحقق مطالبها الرئيسية قبل بداية عملية الغزو.
