أوكرانيا تتطلع إلى تواجد دبلوماسي أكبر في أفريقيا

دول أفريقية تحافظ على علاقات متزنة مع طرفي الصراع في أزمة أوكرانيا.
السبت 2022/12/24
أوكرانيا تبحث عن حلفاء في القارة السمراء

كييف - قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة إن كييف ستعزز وجودها في أفريقيا العام المقبل من خلال فتح عشر سفارات جديدة وتعزيز علاقاتها التجارية مع دول القارة.

وتحاول أوكرانيا حاليا حشد الدول الأفريقية للدفاع عن قضيتها في الوقت الذي تواجه فيه الغزو الروسي الشامل منذ فبراير الماضي، وتأمل في تحقيق ذلك جزئيا من خلال تشجيع مبادرة الحبوب الإنسانية للتخفيف من حدة الجوع في البلدان المعرضة بشدة للخطر.

وتسبب الحصار الروسي لصادرات أوكرانيا الزراعية عبر البحر الأسود في حدوث نقص عالمي في الحبوب والأسمدة في وقت سابق من هذا العام، مما عرض حياة الملايين حول العالم للخطر قبل أن يخفف اتفاق بوساطة الأمم المتحدة هذا الحصار إلى حد ما في يوليو الماضي.

وقال زيلينسكي أمام تجمع للدبلوماسيين في كييف “نعمل على إصلاح علاقاتنا مع العشرات من الدول الأفريقية. سنحتاج إلى تعزيز هذه العلاقات العام المقبل”.

فولوديمير زيلينسكي: نعمل على إصلاح علاقاتنا مع العشرات من الدول الأفريقية
فولوديمير زيلينسكي: نعمل على إصلاح علاقاتنا مع العشرات من الدول الأفريقية

وإلى جانب افتتاح سفارات جديدة لبلاده في أفريقيا، قال زيلينسكي إن أوكرانيا تهدف أيضا إلى إنشاء مكاتب تمثيل تجاري في العديد من المراكز الرئيسية بالقارة، والتي قال إن “تمثيل مصالح أوكرانيا فيها أقل مما ينبغي أن يكون عليه حتى الآن”.

ولم يحدد زيلينسكي الدول التي سيتم فيها إنشاء هذه السفارات أو المكاتب التجارية، لكنه أوضح أنه يود أن يكون لبلاده تمثيل في 30 دولة أفريقية في نهاية المطاف.

وكشفت أزمة الحرب الروسية على أوكرانيا حجم التباين في مواقف الدول الأفريقية، ففي حين أصدرت مفوضية الاتحاد الأفريقي بيانا أدانت فيه حرب روسيا على أوكرانيا، لم يكن الأمر كذلك بين الدول الأفريقية، ففي اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في فبراير الماضي للتصويت على مشروع قرار يدين روسيا كان لأفريقيا تأثير على نتيجة التصويت، حيث تمثل دول القارة الـ54 ما نسبته 27 في المئة من مجموع الأصوات.

وقد صوتت 28 دولة أفريقية لصالح قرار الإدانة، فيما تراوحت مواقف 26 أخرى ما بين امتناع وغياب ورفض، وهو ما قال عنه بيتر فابيس الباحث بمعهد الدراسات الأمنية بأفريقيا إنه يكشف عن مجموعة من معايير الحكم والرؤى لأفريقيا المتأثرة بالمصالح والروابط الأيديولوجية والعسكرية، سواء مع المعسكر الغربي أو مع روسيا.

ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، ما انفكت قارة أفريقيا تسير بحذر فوق خط دقيق يفصل بين موازنة معقدة، للحفاظ على مستويات مقبولة من العلاقات مع طرفي الصراع في أزمة أوكرانيا، بهدف التقليل - قدر الإمكان - من تأثيراتها، حيث تواجه القارة السمراء تحديا صعبا، يحتم عليها احترام توازن القوى، حتى لا تتضرر مصالحها الوطنية، جراء أي خطوة غير محسوبة.

5