أوستن يضغط على الحكومة العراقية لوقف الهجمات على القوات الأميركية

وزير الدفاع الأميركي يحث على التحرك لحماية البعثات الدبلوماسية في العراق والتصدي للميليشيات.
الأحد 2023/12/10
ارتباك السوداني بين ترضية الميليشيات وإغضاب واشنطن

بغداد - حث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على التحرك لحماية البعثات الدبلوماسية في العراق، والتصدي للميليشيات التي دأبت على تنفيذ هجمات ضد قواعد تتمركز فيها القوات الأميركية. وجاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه أوستن مع السوداني، مساء الجمعة، وفق بيان لوزارة الدفاع الأميركية.

وفي المكالمة الهاتفية، شدد أوستن على ضرورة “حماية الموظفين الدبلوماسيين ومستشاري التحالف (الدولي لمحاربة داعش) ومنشآته". وأدان أوستن “الهجوم الذي وقع الليلة قبل الماضية على السفارة الأميركية في بغداد وسلسلة الهجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا خلال الأسابيع الأخيرة”، وفق البيان. وأوضح أن "الهجمات ضد القوات الأميركية يجب أن تتوقف".

والجمعة، أعلنت السفارة الأميركية في بغداد تعرض مقرها لهجوم بصاروخين دون وقوع إصابات، داعية الحكومة العراقية إلى "حماية البعثات الدبلوماسية"، وفق ما نقلته قناة الحرة الأميركية (حكومية). وعقب وقت قصير من إعلان سفارة واشنطن، وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بملاحقة مستهدفي السفارة، مؤكدا “رفض بلاده أيّ مساس بالبعثات الدبلوماسية”، وفق بيان لمكتبه.

وتجد الحكومة العراقية نفسها في وضع حرج بين الرد أو عدمه على استهداف ميليشيات تدين بالولاء لإيران السفارة الأميركية في بغداد، بعد أن لامت القوات الأميركية على استهداف فصائل من تلك الميليشيات ردا على هجمات سابقة. ويكمن الحرج في أن رئيس الحكومة العراقية لا يقدر على استهداف الميليشيات، التي كان يحتاج إلى دعمها للفوز بالسلطة قبل عام، والتي تشكل الآن كتلة قوية في ائتلافه الحاكم. كما أنه يحتاج إليها لضمان استمرار حكومته.

لويد أوستن: الهجمات التي تشنها الميليشيات المدعومة من إيران تقوض سيادة العراق واستقراره
لويد أوستن: الهجمات التي تشنها الميليشيات المدعومة من إيران تقوض سيادة العراق واستقراره

واكتفى السوداني بالقول إن مهاجمي البعثات الدبلوماسية "يقترفون إساءة إزاء العراق واستقراره وأمنه"، داعيا القوات الأمنية إلى "ملاحقة" مرتكبي "الاعتداء". وأضاف في بيان أن "استهداف البعثات الدبلوماسية أمر لا يمكن تبريره، ولا يمكن القبول به، تحت أي ظرف". ولا يجد السوداني ما يقوله للأميركيين لتفسير تردد حكومته في التصدي للميليشيات، خاصة أن رئيس الحكومة العراقية سبق أن أقرّ لواشنطن برفضه استهداف الميليشيات بالقصف، ووصف وزير الدفاع الأميركي الهجوم على سفارة بلاده بأنه "عمل إرهابي يعرض الأمن الداخلي العراقي للخطر".

وأكد أن كتائب حزب الله وحركة النجباء، المدعومتان من إيران، “كلاهما منظمتان إرهابيتان مسؤولتان عن معظم الهجمات ضد أفراد التحالف”. ولفت إلى أن “الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في الرد بشكل حاسم ضد تلك الجماعات للتصدي للتهديدات والهجمات ضد أفراد الولايات المتحدة وقوات التحالف".

وشدد أوستن على أن "الهجمات التي تشنها الميليشيات المدعومة من إيران تقوض سيادة العراق واستقراره، وتهدد سلامة المدنيين العراقيين، وتعيق حملة هزيمة داعش". من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي خلال الاتصال الهاتفي "التزام الحكومة بحماية البعثات الدبلوماسية والعاملين ضمن بعثة التحالف الدولي ومنشآته"، وفق بيان لمكتب السوداني.

وشدد على أنّ "الأجهزة الأمنية قادرة على ملاحقة وكشف المتورطين بهذه الاعتداءات، أياً كانوا"، دون الإشارة إلى جهات معينة. وجرى خلال الاتصال الهاتفي "بحث علاقات التعاون الثنائي في المجالات الأمنية، وسبل تطويرها بين البلدين لمواجهة مختلف التحديات، والحد من الهجمات الأخيرة التي استهدفت مقرّ السفارة الأميركية"، وفق البيان العراقي.

وفي ما بدا أنه استجابة للضغوط الأميركية، كشف متحدث عسكري عراقي السبت أنّ "الأجهزة الأمنية المختصة توصلت إلى خيوط مهمة حول العناصر التي قامت بالاعتداء على مبنى السفارة الأميركية ومقر جهاز الأمن الوطني ومبان سكنية داخل المنطقة الخضراء الحكومية".

وقال اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، في بيان صحفي إنه "تم تشكيل فريق عمل مشترك للتحقيق مع المسؤولين الأمنيين عن المنطقة التي حصل فيها الاعتداء". وأوضح أنه تم في هذا الإطار “إحالة الضباط والمنتسبين، من القطعات الماسكة والمفارز المختصة ضمن هذا القاطع، إلى لجان تحقيقية مختصة لمحاسبة المقصرين منهم في ما تقرر تبديل الفوج الرئاسي بفوج من الفرقة الخاصة لمسك القاطع”.

وأكد رسول أن “فريق العمل يواصل ملاحقة مرتكبي هذا الفعل الإجرامي لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل وليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بالأمن". وقال "إنّ الإجراءات الأمنية ستكون حازمة بحق العناصر التي أقدمت على هذا الفعل الإرهابي، وستكون تحت طائلة القانون، ولاسيما أنّ الأجهزة الأمنية المختصة توصلت إلى خيوط مهمة عنهم".

وكانت القوات الأميركية المتواجدة بالقواعد العسكرية في العراق وسوريا، “تعرضت لأكثر من 70 هجوما منذ منتصف أكتوبر الماضي بالصواريخ والطائرات دون طيار، بحسب قناة "الحرة"، وذلك ردا على الموقف الأميركي الداعم لإسرائيل. ويعد هذا الهجوم الأول من نوعه على السفارة الأميركية في بغداد منذ بدء حرب غرة، وفق رصد مراسل الأناضول.

3