أوريدو تستعين بإنفيديا لدمج الذكاء الاصطناعي في مراكز بياناتها العربية

الدوحة - كشفت مجموعة أوريدو القطرية للاتصالات أنها ستستعين بتقنية الذكاء الاصطناعي لشركة إنفيديا الأميركية، التي باتت عرش أكبر شركات العالم قيمة، لنشرها في مراكز بياناتها في أسواق بمنطقة الشرق الأوسط.

وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة عزيز العثمان فخرو في مقابلة مع وكالة رويترز الأحد إن "إنفيديا وقعت اتفاقا لنشر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في مراكز البيانات المملوكة لأوريدو في خمس دول عربية". وأضاف “سيتمكن زبائننا من الشركات، بفضل هذا الاتفاق، من الوصول إلى الخدمات التي من المحتمل ألا يتمكن منافسوهم منها لمدة 18 إلى 24 شهرا أخرى”.

ويمثل الاتفاق أول إطلاق واسع النطاق لشركة إنفيديا في المنطقة التي قيدت الولايات المتحدة تصدير الرقائق الأميركية المتطورة إليها لمنع الشركات الصينية من استخدام دول الشرق الأوسط كباب خلفي للوصول إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقد يعمل الاتفاق على تشجيع شركات أخرى في منطقة الخليج لاعتماد مثل هذا التمشي خاصة وأن ثمة شركات على رأسها إي آند الإمارات، عززت حهودها لدمج الذكاء الاصطناعي لتحسين شبكتها وتعزيز الاستدامة من حيث تخصيص الموارد وتوفير الطاقة.

وذكرت أوريدو في بيان لها إن الصفقة ستجعلها “أول شركة في المنطقة قادرة على منح زبائن مراكز البيانات التابعة لها في قطر والجزائر وتونس وسلطنة عمان والكويت وجزر المالديف إمكانية الوصول المباشر إلى تقنية الذكاء الاصطناعي ومعالجة الرسومات من إنفيديا”.

وقال روني فاشيشتا، نائب الرئيس الأول للاتصالات في إنفيديا إن “توفير هذه التكنولوجيا سوف يسمح لأوريديو بمساعدة مستخدمي شبكتها بشكل أفضل على نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية”.

وأزاحت إنفيديا مايكروسوفت الأسبوع الماضي، من قمة أكبر شركات العالم ذات الوزن الثقيل في مجال التكنولوجيا، وذلك بفضل معالجاتها المتطورة التي تلعب دورا رئيسيا في التدافع للسيطرة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

ولم تكشف الشركتان عن قيمة الصفقة التي تم توقيعها على هامش منتدى تي. أم في العاصمة السويدية كوبنهاغن الأربعاء الماضي. ولم تكشف أوريدو أيضًا عن نوع تقنية إنفيديا التي ستقوم بتثبيتها في مراكز البيانات الخاصة بها، قائلة إن "ذلك يعتمد على التوافر وطلب الزبائن". وتسمح الحكومة الأميركية بتصدير بعض تقنيات إنفيديا إلى الشرق الأوسط، لكنها تقيد صادرات رقائق الشركة الأكثر تطورا.

وقال فخرو إن أوريديو "تستثمر مليار دولار لتعزيز قدرة مراكز البيانات الإقليمية لديها بمقدار 20 إلى 25 ميغاواط إضافية، بالإضافة إلى نحو 40 ميغاواط الموجودة لديها حاليًا، وتخطط لزيادة ذلك ثلاث مرات تقريبًا بحلول نهاية العقد الحالي".

ومنذ تأسيس أوريدو في نوفمبر 1998 توسعت أعمالها لتشمل عشر دول منها بلدان عربية، وكذلك جنوب شرق آسيا، وهي مدرجة في بورصة قطر منذ يناير 1999 وأيضا مدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالي.

وقامت المجموعة القطرية بتقسيم مراكز البيانات الخاصة بها إلى شركة منفصلة بعد خطوة مماثلة العام الماضي، لإنشاء أكبر شركة أبراج في الشرق الأوسط في صفقة مع شركة زين الكويتية وشركة تاسك تاورز القابضة في دبي.

وفي ديسمبر الماضي، تم الإعلان عن توقيع اتفاقيات بين الشركات الثلاث للقيام بعمليات استحواذ ودمج. وبموجب بنود الاتفاق تمتلك كل من أوريدو وزين 49.3 في المئة لكل منهما من الشركة الجديدة بينما تحتفظ تاسك بالنسبة الباقية.

وأكد فخرو أن أوريدو لديها أيضا خطط لتقسيم شبكة الكابلات والألياف البحرية الخاصة بها إلى كيان منفصل. وتدرس المجموعة منذ فترة صفقات استحواذ على أبراج للاتصالات في أسواق المنطقة العربية، وذلك في استكمال لخطط إعادة هيكلة أعمالها والتي انطلقت أواخر العام 2022.

وفي مارس الماضي قال الشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس إدارة شركة للاتصالات المتنقلة الكويتية، وهي وحدة تابعة لأوريدو القطرية إن “الشركة بدأت مع شركائها التفاوض مع دول مختلفة للاستحواذ على 30 ألف برج بقيمة 2.2 مليار دولار”.