أوريدو القطرية تدرس صفقات استحواذ على أبراج للاتصالات

الكويت - كشفت شركة الاتصالات القطرية أوريدو الاثنين أنها تدرس صفقات استحواذ على أبراج للاتصالات في المنطقة العربية، في استكمال لخطط إعادة هيكلة أعمالها والتي انطلقت أواخر العام 2022.
وقال الشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس إدارة شركة للاتصالات المتنقلة (أوريدو) الكويتية، وهي وحدة تابعة للمجموعة القطرية إن “الشركة بدأت مع شركائها التفاوض مع جهات في دول مختلفة للاستحواذ على 30 ألف برج بقيمة 2.2 مليار دولار”.
وفي ديسمبر الماضي، تم الإعلان عن توقيع اتفاقيات بين أوريدو القطرية ومجموعة زين الكويتية وتاسك القابضة الإماراتية لتأسيس أكبر شركة أبراج في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للقيام بعمليات استحواذ ودمج.
وبموجب بنود الاتفاق تمتلك كل من أوريدو وزين 49.3 في المئة لكل منهما من الشركة الجديدة بينما تحتفظ تاسك بالنسبة الباقية.
وقال الشيخ محمد، وهو نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة الأم لرويترز، إن “الشركات الثلاث تعمل حاليا على الاستحواذ على الأبراج في كل من العراق والكويت وقطر والجزائر وتونس”، بالإضافة إلى سلطنة عمان التي قال إن “لها لوائح تنظيمية خاصة بها”.
وأوضح أنه لم يتم إغلاق أيّ صفقة بعد لكن هذه الصفقات “الآن خاضعة للجهات التنظيمية والجهات الرقابية في كل دولة.. وهذه تأخذ لها وقتا”.
ورفض الشيخ محمد الحديث عن إطار زمني متوقع لإتمام عمليات الدمج والاستحواذ لأن “الموافقات تختلف من دولة إلى دولة”، مشيرا إلى أن المفاوضات في كل من العراق وقطر وصلت إلى مراحل متقدمة.
وأوضح أن تقييمات أسعار الأبراج تختلف من دولة إلى أخرى، كما أن القواعد التنظيمية والشركاء يختلفون من دولة إلى أخرى.
وتأسست أوريدو في نوفمبر 1998 وتعمل في عشر دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكذلك جنوب شرق آسيا، وهي مدرجة في بورصة قطر منذ يناير 1999 وأيضا مدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية.
وكانت أبراج الاتصالات هدفا للعديد من عمليات الاستحواذ الكبرى لها في السنوات القليلة الماضية مع سعي شركات القطاع إلى تقليل الديون والتكاليف.
وبدأت شركات الاتصالات في منطقة الخليج بالتخلي عن شبكاتها من الأبراج لصالح مستثمرين إستراتيجيين، وذلك في محاولة لتقليل التكاليف الباهظة لتشغيل البنية التحتية والتركيز على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
تقييمات أسعار الأبراج تختلف من دولة إلى أخرى، كما أن القواعد التنظيمية والشركاء يختلفون من دولة إلى أخرى
وتعمل أوريدو الكويتية في دول عديدة وكذلك في الأراضي الفلسطينية، حيث تعرضت عملياتها في قطاع غزة لضرر كبير في الأشهر الأخيرة بسبب الحرب.
وقال الشيخ محمد إن شبكات الاتصالات تعرضت “لانقطاع تام” بسبب القصف إذ تضرر كامل قطاع الاتصالات هناك وليس شبكة أوريدو فقط، موضحا أن الحرب عطلت خطط الشركة لتحديث التكنولوجيا التي تعمل بها في غزة، ورجعنا إلى الخلف كثيرا”.
وأشار إلى أن الحرب كان لها تأثير على العملاء والمجتمع، كما كان لها تأثير مالي على الشركة لكنه لم يشكل “ضررا كبيرا” في سنة 2023 لأن الحرب بدأت في الأشهر الثلاثة الأخيرة منها كما أن الإدارة المعنية اتخذت إجراءات تحوطية خففت الضرر.
وقال “كان هناك تحوط من الإدارة واجتهادات في الضفة أو غيرها لتعويض أيّ خسارة تعرضوا لها في غزة”.
وتعكف أوريدو حاليا مع شركاء إستراتيجيين على إنشاء شركة جديدة لمراكز البيانات، تعمل في دول متعددة وتكون كيانا قائما بذاته، وتنتقل إليها عمليات أوريدو من مرافق البيانات الحالية.
وقال الشيخ محمد إن أوريدو تتفاوض حاليا مع شركاء عالميين للدخول معهم في شراكات يمكنهم من خلالها إدارة مراكز بياناتها بشكل “أكثر فاعلية وكفاءة”.
وأوضح أن إتمام هذه الشراكة سيسمح للشركة بأن تركز على عملها الأساسي، لكنه رفض الإفصاح عن الجهات التي تتفاوض معها الشركة حاليا.
وبسؤاله حول وجود أيّ خطط للشركة للتوسع، قال إن الشركة ليس لديها هدف للتوسع في سوق معينة اليوم “لكن أيّ فرصة مواتية لن نتردد في الاستثمار بها طالما فيها عائد على المساهمين”.