أوروبا في نزاع تجاري مع الصين بشأن منتجات الألبان

الشكوى الأوروبية تعد أحدث خطوة في الخلاف التجاري بين الطرفين.
الثلاثاء 2024/09/24
معركة السلع الناعمة!

بروكسل - بدأ الاتحاد الأوروبي إجراء في منظمة التجارة العالمية الاثنين للطعن في تحقيق تجريه الصين يستهدف منتجات الألبان، والذي فتحته بعد إعلان بروكسل فرض رسوم إضافية على واردات السيارات الكهربائية.

وتعد الشكوى الأوروبية أحدث خطوة في الخلاف التجاري بين الطرفين، والذي يتنامى أصلا منذ سنوات، وسط مخاوف من أن يتوسع ليشمل سلعا وبضائع أخرى، قد تهدد أعمال الشركات.

وتقول المفوضية الأوروبية إن تحركها في منظمة التجارة العالمية كان الخطوة الأولى في إجراءات تسوية النزاعات في الهيئة، مشيرة إلى أنها “إذا لم تؤد إلى حل مرض، فيمكن للاتحاد أن يطلب من منظمة التجارة العالمية تشكيل لجنة لاتخاذ القرار بشأن هذا التحقيق”.

وقالت الذراع التنفيذية للاتحاد “اليوم، أطلقت المفوضية (الأوروبية) طلبا للتشاور في منظمة التجارة العالمية، تتحدى فيه بدء الصين تحقيقا لمكافحة الدعم ضد واردات منتجات الألبان معينة من الاتحاد الأوروبي”.

الطعن الأوروبي المقدم لدى منظمة التجارة العالمية ضد بكين قد يستغرق وقتا للتوصل إلى تسوية، وربما لن يتم حل الخلاف

وأضافت “كان تحرك الاتحاد الأوروبي مدفوعا بنمط ناشئ من قيام الصين ببدء تدابير دفاع تجاري، استنادا إلى مزاعم مشكوك فيها وأدلة غير كافية، في غضون فترة قصيرة من الزمن”.

ونزاعات تجارية من هذا النوع قد تستغرق سنوات لفضها، وحتى وإن تم حلها بالطرق المتعارف عليها، فإن تحدي تطبيقها يشكل عقبة أخرى في حال لم يتوصل طرفا الخلاف إلى تنفيذ القرار بشكل ودي لتجنب أي انعكاسات قد تعمق المشكلة.

وأعلنت السلطات الصينية عن تحقيقها في أغسطس الماضي، بعد أن كشف الأوروبيون عن خطة لفرض رسوم جمركية باهظة تصل إلى 36 في المئة على واردات المركبات الكهربائية الصينية.

ويغطي التحقيق الصيني مجموعة من العناصر من الجبن الطازج واللبن الرائب إلى الجبن الأزرق، بما في ذلك بعض الحليب والقشدة.

وتستهدف التحقيقات الصينية الإعانات المقدمة إلى الدول الأعضاء السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي بموجب السياسة الزراعية المشتركة، ولكن أيضا خطط دعم الحكومات في النمسا وبلجيكا وإيطاليا وكرواتيا وفنلندا ورومانيا وجمهورية التشيك.

التحقيق الصيني يغطي مجموعة من العناصر من الجبن الطازج واللبن الرائب إلى الجبن الأزرق، بما في ذلك بعض الحليب والقشدة

ومن بين الدول المدرجة، أيرلندا أكبر مصدر لمنتجات الألبان إلى الصين، حيث باعت سلعا بقيمة 415.9 مليون يورو (461 مليون دولار) إلى أكبر اقتصاد في آسيا العام الماضي.

وكان الاتحاد الأوروبي، ثاني أكبر مصدر لمنتجات الألبان إلى السوق الصينية خلال العام الماضي، بما لا يقل عن 36 في المئة من القيمة الإجمالية للواردات، بعد نيوزيلندا، وفقا لبيانات الجمارك الصينية.

وصدر التكتل ما قيمته 1.7 مليار يورو (1.84 مليار دولار) من منتجات الألبان إلى الصين العام الماضي، بانخفاض من 1.87 مليار يورو (ملياري دولار) عن عام 2022، وفق المديرية العامة للزراعة والتنمية الريفية التابعة للمفوضية الأوروبية نقلا عن يوروستات.

وأعلنت المفوضية الأوروبية في يوليو الماضي، عن خطط لفرض رسوم جمركية على المركبات الكهربائية المستوردة من الصين بعد أن وجد تحقيق مناهض للدعم بدأ العام الماضي أنها تقوض المنافسين الأوروبيين بشكل غير عادل.

وتريد الدول الأعضاء في التكتل حماية صناعة السيارات، وهي جوهرة في التاج الصناعي الأوروبي، حيث توفر فرص عمل لنحو 14 مليون شخص.

والرسوم الجمركية مؤقتة حاليا ولن تصبح نهائية إلا لمدة خمس سنوات بعد تصويت الدول الأعضاء، الذي يجب أن يتم قبل نهاية أكتوبر المقبل.

وردت بكين بغضب على هذه الخطة، محذرة من أنها ستطلق العنان لحرب تجارية. وفي الشهر الماضي، قدمت أيضا استئنافا إلى منظمة التجارة العالمية بشأن الرسوم الجمركية.

كما بدأت بالفعل تحقيقات في منتجات البراندي ولحوم الخنزير الأوروبية المستوردة إلى سوقها، فضلا عن التحقيق في منتجات الألبان.

وقال المفوض التجاري للاتحاد فالديس دومبروفسكيس إنه أجرى محادثات “بناءة” مع وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو الخميس الماضي، حيث تسعى بكين إلى التوصل إلى اتفاق مع بروكسل لتجنب الرسوم الجمركية الباهظة على المركبات الكهربائية المستوردة.

10