أوجلان لاعب أساسي في أي اتفاق مع تركيا لحل القضية الكردية

نقل النائبة أن ليلى غوفين المضربة عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة أشهر تضامنا مع الزعيم التاريخي للتمرد الكردي إلى المستشفى.
الخميس 2019/02/14
تأثير قوي

أنقرة – ذكرت مصادر طبية أن نائبة مضربة عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة أشهر في تركيا، تضامنا مع الزعيم التاريخي للتمرد الكردي عبدالله أوجلان، قد نقلت إلى المستشفى الأربعاء إثر توعّك صحي.

 ويقول الخبراء إن أوجلان لا يزال يتمتع بنفوذ كبير كلاعب أساسي في أي اتفاق سلام مستقبلي مع حزب العمال الكردستاني المحظور، رغم أن اعتقاله من قبل السلطات التركية قبل عقدين اعتبر ذلك ضربة قاصمة لحركته الانفصالية المتمردة.

وأضافت المصادر أن ليلى غوفين، النائبة عن حزب الشعوب الديمقراطي، الموالي للأكراد، قد نُقلت إلى المستشفى في ديار بكر (جنوب شرق) إثر ارتفاع في ضغط الدم وشعورها بآلام في الصدر. وأدخلت وحدة العناية الفائقة، لكنها ترفض تناول أدوية، كما ذكرت المصادر.

وكانت غوفين (55 عاما) بدأت إضرابها عن الطعام في الثامن من نوفمبر الماضي، عندما كانت في السجن، للتنديد بظروف اعتقال أوجلان.

وأسس أوجلان الحزب المدرج على لوائح الإرهاب في أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عام 1978 مع مجموعة من الطلبة، في مسعى إلى الحصول على حكم ذاتي للأكراد.

وتحوّل الحزب إلى جماعة مسلحة في العام 1984 تهدف إلى إقامة دولة كردية مستقلّة. ومنذ ذلك الحين، قتل أكثر من 40 ألف شخص خلال حركة تمرد حزب العمال الكردستاني.

وقبل اعتقاله عام 1999، عاش أوجلان في المنفى في سوريا إلى أن توصلت دمشق وأنقرة إلى اتفاق في 1998 أُجبره على المغادرة.

وألقى عناصر من الاستخبارات التركية القبض عليه أخيرا في كينيا خارج السفارة اليونانية في نيروبي بتاريخ 15 فبراير 1999.

ويقبع أوجلان الآن في سجن سيء الصيت على جزيرة إمرالي قبالة إسطنبول، فيما لا يزال رغم عزلته التامة تقريبا يعدّ شخصية مرجعية بالنسبة للقضية الكردية ليس في تركيا فحسب بل في المنطقة بأكملها.

وبحسب أليزا ماركوس، مؤلفة كتاب “الدم والمعتقد: حزب العمال الكردستاني والكفاح الكردي من أجل الاستقلال”، “شكّل توقيف أوجلان في البداية ضربة قاصمة للمنظمة لأنه كان يمسك بيده كل المفاتيح المتعلقة بحزب العمال الكردستاني وأنشطته، وفجأة اختفى”.

لكن حزب العمال الكردستاني تمكّن من التكيّف. ويعود ذلك “جزئيا إلى أن أوجلان كان قادرا على التواصل من السجن عبر مقابلات ولقاءات مع محاميه”، بحسب ماركوس.

وفي 2013 مثلا، دعا أوجلان عبر نواب وسطاء من حزب الشعوب الديمقراطي المناصر لقضية الأكراد، إلى وقف لإطلاق النار للسماح بإجراء محادثات السلام بينه وبين أنقرة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية.

وانهار وقف إطلاق النار الهش في 2015 واندلعت المواجهات الدامية في جنوب شرق البلاد مجددا.

5