أوبن.أيه.آي تفاوض مؤسسات إعلامية لعقد صفقات لاستثمار محتواها

التعاون يهدف إلى خلق آلية جديدة للتوازن بين صناع المحتوى وبرامج الذكاء الاصطناعي.
السبت 2024/01/13
شراكات أساسية

نيويورك - تحاول أوبن.أيه.آي الشركة المالكة لتشات جي.بي.تي عقد صفقات مع العديد من منتجي الأخبار والفيديو ووسائل الإعلام الرقمية في مسعى منها لتأمين الوصول إلى المحتوى الإخباري لبناء منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بعد مواجهتها دعاوى قضائية من شركات إعلامية تزعم انتهاك حقوق الطبع والنشر.

وبحسب تقرير لبلومبرغ تجري شركة أوبن.أيه.آي محادثات مع سي.إن.إن وفوكس كورب ونيويورك تايمز تهدف إلى ترخيص أعمالها واستخدام محتواها لجعل روبوت الدردشة المدعم بالذكاء الاصطناعي أكثر دقة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.

وتناقش شركة أوبن.أيه.آي ترخيص المقالات من سي.إن.إن ليمكن استخدامها في تدريب تشات جي.بي.تي وأيضًا عرض محتواها في منتجات أوبن.أيه.آي، وتتفاوض الشركات الإعلامية أيضا حول محتوى الفيديو والصور.

وقالت جيسيكا سيبلي، الرئيسة التنفيذية لمجلة تايمز، في بيان إن الناشر “يجري مناقشات مع أوبن.أيه.آي ونحن متفائلون بشأن التوصل إلى اتفاق يعكس القيمة العادلة للمحتوى الخاص بنا”.

امتلاك البشر برامج ذكاء اصطناعي تلخص لهم الأخبار يعتبر مشكلة كبيرة بالنسبة إلى شركات إنتاج الأخبار والمحتوى

وأفادت أوبن.أيه.آي الأسبوع الماضي بأنها تتحدث مع العشرات من الناشرين بشأن صفقات الترخيص، لكنها لم تذكر شركات محددة. وتعتبر هذه الشراكات أساسية؛ ذلك أنها توازن بين الحاجة إلى بيانات محدثة ودقيقة لتطوير نماذجها من ناحية والتدقيق العام حول مصدر هذه البيانات من ناحية أخرى.

وإحدى المؤسسات التي كانت شركة الذكاء الاصطناعي تجري محادثات معها هي صحيفة نيويورك تايمز، التي رفعت دعوى قضائية ضد أوبن.أيه.آي ومايكروسوفت بسبب استخدام المقالات المنشورة دون إذن.

وقالت أوبن.أيه.آي في تدوينة الاثنين، ردًا على الدعوى القضائية، “إن أهدافنا هي دعم نظام بيئي صحي للأخبار، وأن نكون شريكًا جيدًا، ونخلق فرصًا متبادلة المنفعة”. وأضافت أنها “تابعت شراكات مع المؤسسات الإخبارية” لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها على “المحتوى غير المتاح للعام” وإظهار “المحتوى في الوقت الفعلي مع الإسناد” في تشات جي.بي.تي.

وتابعت أنها تجري مناقشات مع “تحالف وسائل الإعلام”، وهي مجموعة تجارية تمثل أكثر من 2200 وسيلة إعلامية في جميع أنحاء العالم، “لاستكشاف الفرص ومناقشة المخاوف وتقديم الحلول”.

وبعض شركات الإعلام الكبرى الأخرى مستعدة للدخول في محادثات مع أوبن.أيه.آي أيضا. وقالت الشركة الناشرة لصحيفة الغارديان البريطانية “لقد أجرينا حوارًا مسبقًا مع مجموعة واسعة من المطورين، بما في ذلك أوبن.أيه.آي والذي نتوقع أن ينتقل الآن إلى مناقشات تجارية حول استخدام صحافتنا لبناء منتجاتهم وتشغيلها”.

ووقعت شركة الذكاء الاصطناعي مؤخرًا اتفاقية ترخيص متعددة السنوات مع الشركة الأم لبوليتيكو مقابل عشرات الملايين من الدولارات، حسب ما ذكرته بلومبرغ في يوليو الماضي، كما أعلنت عن اتفاق مع وكالة أسوشيتد برس مقابل مبلغ لم يتم الكشف عنه.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد أقامت دعوى قضائية فيدرالية ضد شركتي أوبن.أيه.آي ومايكروسوفت سعيا لإنهاء ممارسة استخدامهما لموضوعاتها الصحفية من أجل تدريب روبوتات دردشة.

وقالت الصحيفة في الدعوى المقامة في مانهاتن إن الشركتين تعملان على تطوير تقنيتهما من خلال “الاستخدام غير القانوني لموضوعات التايمز من أجل إنشاء منتجات ذكاء اصطناعي تنافسها وتهدد قدرتها على تقديم تلك الخدمة”.

وتعرضت مؤسسات إعلامية لضربة شديدة بسبب هجرة القراء إلى المنصات الإلكترونية، حيث تقوم شركات الذكاء الاصطناعي بجمع المعلومات المتاحة عبر الإنترنت، ومن بينها مقالات تنشرها مؤسسات إعلامية، لتدريب روبوتات الدردشة. واجتذبت هذه الشركات استثمارات بمليارات الدولارات بسرعة كبيرة.

ولم تذكر التايمز التعويضات المحددة التي تسعى للحصول عليها، لكنها قالت إن الإجراء القانوني يسعى إلى “تحميل أوبن.أيه.آي ومايكروسوفت مليارات الدولارات من الأضرار القانونية والفعلية المستحقة عليهما بسبب النسخ والاستخدام غير القانوني لموضوعاتها الصحفية ذات القيمة الفريدة”.

وتابعت الصحيفة أن “الشركتين تسعيان للاستفادة من استثمارات التايمز الضخمة في صحافتها مجانا، من خلال استخدامها لبناء منتجات دون مقابل أو إذن”.

وقال المدير التنفيذي لشركة أوبتوماتيكا محمد عادل البلتاجي إن دعوى نيويورك تايمز ضد شركتي أوبن.أيه.آي ومايكروسوفت بشأن استخدام محتواها، في حال تعميمها ومطالبة الأفراد وصناع المحتوى بالحصول على جزء من أرباح شركات محركات البحث المستخدمة للذكاء الاصطناعي، ستسبب مشكلة في إدارة المحتوى حول العالم.

صحيفة نيويورك تايمز الأميركية كانت قد أقامت دعوى قضائية فيدرالية ضد شركتي أوبن.أيه.آي ومايكروسوفت سعيا لإنهاء ممارسة استخدامهما لموضوعاتها الصحفية 

وأضاف البلتاجي في مقابلة مع “العربية بيزنس” أن هذا الوضع يمثل تحدياً للأنظمة التشريعية التي وضعت لزمن غير الزمن الحالي.

ويعتبر امتلاك البشر برامج ذكاء اصطناعي تلخص لهم الأخبار مشكلة كبيرة بالنسبة إلى شركات إنتاج الأخبار والمحتوى، ولذلك من المهم التوصل إلى كيفية عمل توازن بين متطلبات منتجي المحتوى وإعادة الاستخدام العادل له من جانب الذكاء الاصطناعي.

وأكد على ضرورة إحداث توازن عادل بين البحث عن التطور وبناء أنظمة أكثر ذكاء وبين الحفاظ على حقوق الملكية لصناع المحتوى. فبينما خلقت العديد من الصحف مساحة رقمية لها على الإنترنت، هددت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بإحداث أضرار كبيرة في العديد من الصناعات ومن بينها وسائل الإعلام.

ووصف المدير التنفيذي لشركة أوبتوماتيكا الفارق بين محركات البحث التقليدية والمستخدمة للذكاء الاصطناعي بأن المحرك التقليدي عند استخدامه يجلب رابط الخبر أو المقالة كما هو، وليس إعادة استخدامه ومعالجته من جانب برامج الذكاء الاصطناعي الجديدة، حيث تزداد العملية تعقيدا عند البحث عن قضية معينة ويبحث بين عدد كبير من صانعي المحتوى ويقدم لك توصيفا أو تلخيصا جيدا، دون النظر إلى حقوق كل هؤلاء من صناع المحتوى.

وستؤدي هذه العلاقة إلى خلق آلية جديدة بها مرونة للتوازن بين صناع المحتوى وبرامج الذكاء الاصطناعي، وسيكون هناك تطور جديد في التكنولوجيا.

وتابع أن “تشات جي.بي.تي ليس من الضروري معرفة حالياً من أين يأتي بالمعلومة والمحتوى”، مضيفا أنه ستتم معرفة من أين يأتي بالمعلومة وبالتالي سيتم تحديد عائدات صانع المحتوى. وبحسب البلتاجي فإن دعوى نيويورك تايمز ستسرع العمل على إحداث هذا التطور.

5