أوبك+ يمدد خفض إنتاج النفط الخام حتى نهاية 2024

1.4 مليون برميل يوميا حجم الخفض العام المقبل ليبلغ الإجمالي 4.66 مليون برميل يوميا.
الاثنين 2023/06/05
الأمير عبدالعزيز بن سلمان: بلادنا ستخفض الإنتاج بواقع مليون برميل يوميا

فيينا - صدم تحالف أوبك+ الذي تقوده السعودية باعتبارها أكبر أعضاء أوبك، وروسيا باعتبارها أكبر المنتجين من خارجها، الأسواق والمحللين بوضع خطة مرحلية تقتضي تمديد تخفيضات إنتاج النفط الخام حتى العام المقبل.

واتفق أعضاء أوبك+ الأحد خلال اجتماع أعضائه في فيينا على تمديد اتفاق خفض الإنتاج من ديسمبر المقبل إلى نهاية 2024، في مسعى لإعادة التوازن إلى الأسواق سواء من حيث العرض والطلب أو الأسعار.

وكان التحالف قد بدأ في نوفمبر الماضي تنفيذ خفض الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا قبل أن يفاجئ الأسواق بخفض طوعي من كبار المنتجين اعتبارا من أول مايو الماضي بواقع 1.66 مليون برميل يوميا.

وأشار التحالف في بيان عقب اجتماع اللجنة الوزارية إلى أن إجمالي مستوى إنتاج الخام لدول أوبك+ سيكون 40.46 مليون برميل يوميا، اعتبارا من أول يناير 2024 وحتى نهاية العام نفسه.

◙ السعودية ستقوم بتمديد خفضها الطوعي للنفط حتى نهاية شهر ديسمبر 2024 بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك+

ووفق حسابات رويترز القائمة على بيان أوبك، فإن المنظمة ستخفض مستوى الإنتاج المستهدف للعام المقبل بواقع 1.4 مليون برميل يوميا عن مستهدفات الإنتاج الحالية.

وسيزيد هذا إجمالي التخفيضات إلى حوالي 4.66 مليون برميل يوميا أو نحو 4.5 في المئة من الطلب العالمي.

وأظهرت بيانات جدول خطط الإنتاج المستهدفة إلى خفض سقف إنتاج روسيا وأنغولا ونيجيريا خلال العام المقبل مقارنة بالمستويات الحالية، وزيادة إنتاج الإمارات بنحو 200 ألف برميل يوميا.

ولطالما عجزت نيجيريا وأنغولا عن تحقيق أهداف الإنتاج، لكن الدولتين تعارضان خفض خطوط الأساس لأن الأهداف الجديدة قد تجبرها على إجراء تخفيضات حقيقية.

في المقابل، تصر دولة الإمارات على رفع خطوط الأساس بما يتماشى مع تزايد قدرتها الإنتاجية إلا أن هذا يعني أن حصتها في التخفيضات الإجمالية قد تتقلص.

وقررت السعودية تقديم خفض طوعي إضافي مؤقت، حيث أكد وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع التحالف أن بلاده ستخفض الإنتاج طواعية بواقع مليون برميل يوميا اعتبارا من أول يوليو المقبل ولمدة شهر قابل للتمديد.

وستقوم السعودية كإجراء احترازي بتمديد خفضها الطوعي للنفط البالغ نحو 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية شهر ديسمبر 2024 بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك+.

وفي إطار الخفض الطوعي الحالي، قررت روسيا والسعودية وسلطنة عمان والإمارات والعراق في تصريحات منفصلة، تمديد خطة الخفض الطوعي للإنتاج التي تم الاتفاق عليها في أبريل الماضي لتنتهي في ديسمبر 2024.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن "روسيا تفي بكامل التزاماتها المتعلقة بخفض إنتاج النفط، وذلك بعد اجتماع لتحالف أوبك+ لكبار المنتجين".

وأضاف في مقابلة مع قناة روسيا 24 التلفزيونية أن "إجمالي تخفيضات التحالف تبلغ 3.66 مليون برميل يوميا لضمان استقرار سوق النفط".

وكان المنتجون الرئيسيون للنفط في تحالف أوبك+ قد أعلنوا في أبريل الماضي عن خفض طوعي للإنتاج بواقع 1.16 مليون برميل يومياً، بدءاً من مايو وحتى نهاية هذا العام وذلك بعد اتخاذ روسيا خطوة سابقة بخفض طوعي يصل حجمه إلى 500 ألف برميل يومياً.

وشهدت أسعار النفط تقلبات حادة خلال الأسبوع الماضي، حيث فقدت نحو 6 في المئة متأثرة بصفقة سقف الدين الأميركية التي كانت تحوم حولها الشكوك وانتهت بالاتفاق الأربعاء الماضي.

◙ بيانات جدول خطط الإنتاج المستهدفة أظهرت خفض سقف إنتاج روسيا وأنغولا ونيجيريا خلال العام المقبل مقارنة بالمستويات الحالية

وهذه الخطوة عوضت الخسائر في السوق ليغلق النفط الجمعة الماضي لعقود شهر يوليو عند مستوى 76 دولارا للبرميل لخام برنت، و71.8 دولار للخام الأميركي.

وساعد قرار أبريل الماضي في زيادة أسعار النفط بنحو تسعة دولارات ليتجاوز سعر البرميل 87 دولارا، لكنها تراجعت بسرعة تحت ضغط من المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي والطلب. وسجل سعر خام برنت يوم الجمعة 76 دولارا للبرميل عند التسوية.

وفي الأسبوع الماضي، قال الأمير عبدالعزيز إن على المستثمرين الذين يراهنون على انخفاض أسعار النفط أن "يحذروا"، وهو ما فسره العديد من مراقبي السوق على أنه مؤشر على تخفيضات إضافية للإمدادات.

وتتهم دول غربية أوبك بالتلاعب بأسعار النفط وإضافة مخاطر إلى الاقتصاد العالمي من خلال تكاليف الطاقة المرتفعة. كما يتهم الغرب أوبك بالانحياز أكثر من اللازم لروسيا رغم العقوبات الغربية المفروضة بسبب غزو أوكرانيا.

إلا أن مصادر مطلعة ومراقبين في أوبك يقولون إن تحرك الغرب لطباعة النقود على مدى العقد الماضي فاقم التضخم وأجبر الدول المنتجة للنفط على التحرك بدورها للحفاظ على قيمة السلعة الرئيسية بين صادراتها.

وتشتري دول آسيوية مثل الصين والهند النسبة الأكبر من صادرات النفط الروسية ورفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية على روسيا.

10