أوبك+ قادر على تحمل صدمة فقدان إمدادات إيران

أسعار النفط تقفز والطاقة الفائضة في الشرق الأوسط معرضة للخطر إذا اتسع نطاق الحرب.
الجمعة 2024/10/04
يقولون إن الحرب على الأبواب، ما رأيك؟

يراقب المحللون بقلق الخطوة التالية من التصعيد في الشرق الأوسط وتأثيراته على أسواق النفط في حال استهدفت المنشآت والبنية التحتية الإيرانية من إسرائيل، ولكنهم مع ذلك يعتقدون أن حلفاء طهران في أوبك+ سيكون بمقدورهم سد أي فجوة محتملة للحفاظ على الإمدادات والأسعار.

لندن - تمتلك أوبك طاقة نفطية فائضة كافية لتعويض غياب كامل الإمدادات الإيرانية إذا ضربت إسرائيل منشآت تلك الدولة، لكن المنظمة ستواجه صعوبات إذا ردت طهران بضرب منشآت في دول الخليج المجاورة.

وأطلقت إيران وابلا من الصواريخ على إسرائيل الثلاثاء ردا على الغارات الجوية والهجمات على حلفائها في المنطقة. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن “إيران ارتكبت خطأ فادحا وستدفع ثمنه”، فيما هددت طهران برد ساحق إذا هاجمتها إسرائيل.

ونقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي الأربعاء عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن خياراتهم تشمل استهداف منشآت إنتاج النفط الإيرانية وغير ذلك من المواقع الإستراتيجية.

وإيران عضو في أوبك ويبلغ إنتاجها نحو 3.2 مليون برميل يوميا تعادل ثلاثة في المئة من الإنتاج العالمي، وارتفعت صادراتها هذا العام إلى أعلى مستوياتها في سنوات إلى 1.7 مليون برميل يوميا رغم العقوبات الأميركية.

وتشتري المصافي الصينية معظم هذه الإمدادات، حيث لا تعترف بكين حليفة طهران بالحظر الأميركي على الاقتصاد الإيراني.

جيوفاني ستونوفو: القدرة الفائضة في المنطقة ستتقلص إذا تفاقم الصراع
جيوفاني ستونوفو: القدرة الفائضة في المنطقة ستتقلص إذا تفاقم الصراع

وتقول أمريتا سين، المؤسس المشارك لشركة إنبرجي آسبكتس، لرويترز إن “من الناحية النظرية، إذا فقدنا كل الإنتاج الإيراني، وهو ليس الافتراض الأساسي لدينا، فإن أوبك+ لديه طاقة فائضة كافية لامتصاص الصدمة”.

ويخفض تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة أوبك وحلفاء من خارجها من بينهم روسيا وكازاخستان، الإنتاج منذ سنوات لدعم الأسعار في ظل ضعف الطلب العالمي، وبالتالي، فإن التحالف لديه قدرة إنتاج احتياطية بالملايين من البراميل.

ويبلغ إجمالي التخفيضات التي ينفذها منتجو أوبك+ حاليا 5.86 مليون برميل يوميا. وتشير تقديرات المحللين إلى أن السعودية قادرة على زيادة الإنتاج بثلاثة ملايين برميل يوميا، وأن الإمارات قادرة على زيادته بواقع 1.4 مليون برميل يوميا.

وعقد أعضاء أوبك+ وعددهم 23 بلدا اجتماعا الأربعاء لمناقشة الالتزام بتخفيضات الإنتاج. وذكرت مصادر في المجموعة أن التحالف لم يتطرق إلى الصراع بين إسرائيل وإيران.

وقال مصدر مطلع على المناقشات إن “الشيء الوحيد الذي جرت الإشارة إليه ويتعلق بالوضع الجيوسياسي والصراع هو التعبير عن الأمل في عدم التصعيد”.

ويرى جيوفاني ستونوفو، المحلل لدى يو.بي.أس، أنه في حين أن لدى أوبك طاقة فائضة كافية لتعويض خروج الإمدادات الإيرانية، فإن معظم هذه الطاقة موجود في منطقة الخليج في الشرق الأوسط وربما يكون هو الآخر عرضة للخطر إذا تصاعد الصراع.

ولفت إلى أن “القدرة الفائضة المتاحة فعليا ربما تكون أقل بكثير إذا تجددت الهجمات على البنية التحتية للطاقة في دول المنطقة”، مضيفا أن الغرب ربما يضطر إلى اللجوء إلى الاحتياطيات الإستراتيجية إذا حدثت اضطرابات حادة.

ولم تهاجم إسرائيل حتى الآن منشآت نفطية إيرانية. ويقول محللون في قطاع النفط وخبراء أمنيون إنها قد تستهدف مواقع تكرير النفط وميناء النفط في جزيرة خرج المنفَذ لنحو 90 من صادرات طرهان من الخام.

3.2

في المئة صادرات إيران اليومية من الخام وهي تعادل ثلاثة في المئة من الإنتاج العالمي

وخلال الحرب العراقية – الإيرانية في ثمانينات القرن العشرين هاجمت بغداد في مناسبات كثيرة ناقلات النفط حول جزيرة خرج وهددت بتدمير الميناء النفطي.

وقالت هيليما كروفت من آر.بي.سي كابيتال ماركتس “قد تستهدف إيران ووكلاؤها عمليات الطاقة في أجزاء أخرى من المنطقة إذا تحولت الأزمة الحالية إلى حرب شاملة من أجل تدويل الثمن”، في إشارة إلى إيجاد أزمة طاقة عالمية.

وفي عام 2019، أدى هجوم بمسيرات نفذه وكلاء لإيران على منشآت معالجة نفط بالسعودية إلى تعطيل 50 في المئة من إنتاج البلاد من الخام لفترة وجيزة.

وتحقق الرياض وطهران بعض التقارب السياسي منذ العام 2019، مما ساعد في تخفيف التوترات بالمنطقة لكن الانتقال بالعلاقات لما هو أبعد من ذلك لا يزال أمرا صعبا.

وظلت أسعار النفط تتأرجح في نطاق يتراوح بين 70 و90 دولارا للبرميل خلال السنوات الماضية رغم الحرب بين روسيا وأوكرانيا والصراع في الشرق الأوسط.

لكن اندلاع أي صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط يتبعه تأثير كبير على الإنتاج سيدفع أسعار النفط إلى الارتفاع حتما.

توني سيكامور: دخلنا مرحلة لعبة الانتظار لمعرفة التطورات اللاحقة
توني سيكامور: دخلنا مرحلة لعبة الانتظار لمعرفة التطورات اللاحقة

وقال ييب جون رونغ، خبير إستراتيجيات السوق في آي.جي، “بعد التوتر الأولي الناجم عن المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، شهدنا عودة بعض الهدوء إلى الأسواق العالمية، ولكن بالطبع مع استمرار المتعاملين في السوق في مراقبة أي رد فعل إسرائيلي قادم”.

وأضاف “السؤال الآن في ما يتعلق بالنفط هو ما إذا كانت البنية التحتية للطاقة في إيران ستكون في مرمى نيران إسرائيل”.

والخميس، ارتفعت الأسعار مدعومة بتوقعات باتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعطل إمدادات الخام من منطقة التصدير المهمة، وفاق تأثير ذلك توقعات أقوى بخصوص الإمدادات العالمية.

وفي حين ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 94 سنتا أو 1.27 في المئة إلى 74.84 دولارا للبرميل، صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 99 سنتا أو 1.41 في المئة إلى 71.09 دولارا للبرميل.

وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى آي.جي، “إنها لعبة انتظار لمعرفة كيفية الرد الإسرائيلي، وأعتقد أن ذلك سيأتي بعد انتهاء عطلة رأس السنة العبرية غدا (الجمعة)”.

وأضاف “أشك في أن إسرائيل ستستهدف البنية التحتية النفطية الإيرانية، لأن مثل هذه الخطوة من المرجح أن تدفع أسعار النفط نحو 80 دولارا، وهو ما قد يثير حنق حلفاء إسرائيل الذين يحاولون السيطرة على التضخم”.

وفي غضون ذلك، أكدت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة زادت 3.9 مليون برميل إلى 417 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في السابع والعشرين من سبتمبر، مقارنة مع توقعات في مسح أجرته رويترز بهبوط قدره 1.3 مليون برميل.

وقال محللون في بنك أي.أن.زد في مذكرة “أضاف ارتفاع المخزونات الأميركية مؤشرا على أن السوق تتلقى إمدادات جيدة ويمكنها الصمود في وجه أي اضطرابات”.

10