أوبك+ على أعتاب قفزة إنتاجية ضخمة للنفط في أغسطس

المجموعة تدرس زيادة كبيرة أخرى تبلغ 411 ألف برميل يوميا في إطار سعيها لاستعادة حصتها السوقية حيث يتوقع الرئيس الروسي ارتفاع الطلب العالمي في فصل الصيف.
السبت 2025/06/28
زيادة الإنتاج لاستعادة الهيمنة

لندن/موسكو/دبي –  تتجه أنظار السوق النفطية نحو اجتماع "أوبك+" المرتقب الشهر المقبل، حيث من المقرر أن تبحث المجموعة تمديد زياداتها الضخمة في الإنتاج، في الوقت الذي تقود فيه السعودية، بالتعاون مع الأعضاء الرئيسيين، جهودا مكثفة لاستعادة حصتها السوقية التي تآكلت خلال سنوات خفض الإنتاج، في خطوة تأتي في ظل تعقيدات جيوسياسية تشمل احتمالية عودة الإمدادات الإيرانية للسوق.

وقال أربعة مندوبين من أوبك+ لرويترز إن المجموعة ستقر زيادة كبيرة أخرى تبلغ 411 ألف برميل يوميا في أغسطس، في إطار سعيها لاستعادة حصتها السوقية.

وفي حال الاتفاق على الزيادة، سيصل إجمالي الزيادة في إمدادات أوبك+ إلى 1.78 مليون برميل يوميا منذ بداية العام، أو ما يعادل أكثر من 1.5 بالمئة من إجمالي الطلب العالمي.

وتأتي هذه الخطوة رغم أن المجموعة لم ترفع إنتاجها بعد بالكميات المتفق عليها بالكامل، حيث يعوض بعض الأعضاء فائض إنتاج سابق، بينما يحتاج آخرون لوقت أطول لاستعادة مستويات الإنتاج.

وأجرت المجموعة تغييرا جذريا في سياستها هذا العام بعد عدة سنوات من تخفيضات للإنتاج تجاوزت خمسة ملايين برميل يوميا. وجاء ذلك عندما بدأ ثمانية أعضاء في تقليص أحدث شريحة من تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل يوميا بداية من أبريل، وسارعوا بزيادة الإنتاج في مايو ويونيو ويوليو، على الرغم من تأثير ارتفاع المعروض على أسعار الخام.

وجاء ذلك التغيير بعد أن تجاوز بعض الأعضاء، مثل كازاخستان، الحصص المتفق عليها بكثير، مما أثار غضب أعضاء آخرين كانوا أكثر التزاما بالتخفيضات.

وتسعى أوبك+ إلى استعادة حصتها السوقية قبل فترة التخفيضات التي عزز خلالها منافسون، مثل الولايات المتحدة، إنتاجهم.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة إن أوبك+ تتوقع ارتفاع الطلب العالمي، ولا سيما في فصل الصيف، مما يشير إلى أن المجموعة قد تواصل زيادات الإنتاج الكبيرة.

وستجتمع الدول الثمانية، وهي السعودية وروسيا والكويت والعراق والإمارات وكازاخستان وسلطنة عمان والجزائر، في السادس من يوليو.

ويتوقع محللون في إنرجي أسبكتس وحليمة كروفت من آر.بي.سي كابيتال ماركتس زيادة قدرها 411 ألف برميل يوميا في أغسطس آب.

وقال ريتشارد برونز من إنرجي أسبكتس "نعتقد أن المجموعة ستمضي على الأرجح في برنامج التقليص المتسارع (للتخفيضات) في شهر أغسطس".

ولم ترد أوبك ولا السعودية على طلبات للتعليق الجمعة.

وقال مصدران مطلعان على مناقشات أوبك+، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، إن المجموعة قد تناقش زيادة أكبر من 411 ألف برميل يوميا في أغسطس، على الرغم من أنه لم يتضح ما إذا كان جميع الأعضاء يدعمون هذه الخطوة.

ومن العوامل التي قد تعقد المحادثات احتمال زيادة الإمدادات من إيران بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء إن الولايات المتحدة لم تتخل عن سياسة أقصى الضغوط على إيران، لكنه أشار إلى احتمال تخفيف العقوبات لمساعدة البلاد على إعادة الإعمار.

إلا أن ترامب عاد وأكد الجمعة أنه كان يعمل على إمكان رفع العقوبات المفروضة على إيران، لكنه توقف فورا عن العمل على تخفيفها بعد تلقيه "بيانًا مليئا بالغضب والكراهية والاشمئزاز" من إيران. في إشارة إلى تصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الذي اشاد الخميس بما سماه "انتصار" الشعب الإيراني على "الكيان الصهيوني الزائف" وقلل من شأن الضربات الأميركية على منشآت نووية رئيسية.

وبلغت أسعار النفط أعلى مستوى في خمسة أشهر متجاوزة 81 دولارا للبرميل في 23 يونيو بعد الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، قبل أن تتراجع إلى 68 دولارا الجمعة، إذ أدى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران إلى خفض التوتر ومخاطر الإمدادات.

وفي أبريل، انخفضت الأسعار إلى أدنى مستوى في أربع سنوات دون 60 دولارا للبرميل بعد أن أعلنت أوبك+ أنها سترفع الزيادة في إنتاجها ثلاثة أمثال في مايو، وذلك بعدما أثارت رسوم ترامب الجمركية مخاوف بشأن ضعف الاقتصاد العالمي.

وتضخ أوبك+ نحو نصف إمدادات النفط العالمية. وحتى تاريخ قرارها بشأن إنتاج يوليو، أعلنت الدول الثماني الأعضاء في المجموعة عن زيادات في الإنتاج بلغ مجموعها 1.37 مليون برميل يوميا، أي ما يعادل 62 بالمئة من التخفيضات البالغة 2.2 مليون برميل يوميا، والتي تتراجع عنها تدريجيا.

وتزيد الإمارات إنتاجها 300 ألف برميل يوميا، ليصل إجمالي الزيادة إلى 2.5 مليون برميل يوميا.