أوبك+ تعتزم زيادة إنتاجها النفطي مدفوعة بآمال اللقاح

خطوة لا تخلو من مخاطر المعارضة السعودية ومفاجآت الخام.
الاثنين 2021/05/31
انتعاش الطلب على النفط يدفع أوبك لزيادة الإنتاج

تجمع تحاليل خبراء سوق الطاقة أن منظمة أوبك+ ستزيد إنتاجها النفطي خلال اجتماعها المرتقب التزاما بجدول زمني، غير أن هذه الخطوة لا تخلو من مخاطر تتعلق أساسا بمعارضة سعودية ومفاجآت الخام التي قد تحدث بالتزامن مع عودة إمدادات طهران وليبيا ما من شأنه إعادة خلط أوراق سوق الطاقة.

لندن - يعقد تحالف أوبك+ الثلاثاء اجتماعا لأعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائهم العشرة قد يقر زيادة في إنتاج النفط في ظل انتعاش الطلب.

وبعدما امتنعت الدول الـ23 عن استخراج ملايين براميل النفط يوميا لتفادي إغراق سوق متباطئة في ظل تفشي كوفيد – 19 قامت في مايو بزيادة إنتاجها من الخام مع بدء تعافي الاقتصاد مستفيدا من حملات التطعيم ضد الوباء.

وتم ذلك بموجب إستراتيجية تدريجية تقضي بزيادة شهرية تم تحديدها حتى يوليو.

وعلى جدول أعمال التحالف الثلاثاء إعادة تقييم هذه السياسة مع احتمال تمديدها اعتبارا من أغسطس.

ورأت حليمة كروفت المحللة لدى شركة “أر.بي.سي” أن أوبك+ “ستلتزم بالجدول الزمني الحذر الذي تم الاتفاق عليه في أبريل”، وهو رأي يتبناه أيضا العديد من المحللين.

حليمة كروفت: أوبك+ ستلتزم بالجدول الزمني الحذر الذي تم الاتفاق عليه في أبريل

وتابعت أن روسيا التي تتزعم الدول الحليفة لمنظمة أوبك “ستسعى على الأرجح إلى تسريع الوتيرة” مثلما فعلت منذ مطلع العام، لكنها ستصطدم حتما بمعارضة السعودية، زعيمة الكارتيل التي تتمسك بالحذر. وأشارت كروفت إلى أن الإصابات بكوفيد – 19 في آسيا عاودت الظهور.

وتفيد المؤشرات في الواقع بأن السوق تلقت صدمة في مايو مع تسجيل موجة واسعة من الإصابات في الهند، الدولة الأساسية التي تحتل المرتبة الثالثة بين الدول المستهلكة للنفط بعد الولايات المتحدة والصين.

إلى جانب الهند هناك أسواق أخرى أعلنت عن غلق شامل فيها أو في مدن كبرى لمنع تفشي فايروس كورونا، مثل اليابان التي أعلنت عن غلق العاصمة طوكيو ومدن كبرى لمدة أسبوعين، قبل ثلاثة أشهر على حلول موعد الأولمبياد التي ستستضيفها.

وأكدت سيكو هاشيموتو رئيسة اللجنة المنظمة لطوكيو 2020 أن دورة الألعاب الأولمبية المؤجلة إلى الصيف المقبل بسبب فايروس كورونا قد تُجرى خلف أبواب مغلقة، وتعهدت بضمان سلامة الألعاب.

وتعتبر اليابان رابع أكبر مستورد للنفط الخام في العالم بعد كل من الصين والولايات المتحدة والهند، بمتوسط واردات يومية قدره 2.6 مليون برميل يوميا، وبلغ 3.2 مليون برميل يوميا قبل تفشي الوباء.

ولا تزال أسواق رئيسة مثل كوريا الجنوبية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا تعمل وفق حالة الطوارئ، وسط إجراءات وقيود لمنع تفشي الوباء، وهي إجراءات تهدد باستمرار الضغط سلبا على طلب الخام.

وأمام هذه الإجراءات تظل حركة الطيران العالمية ضعيفة بالتزامن مع استمرار تعطل صناعة السياحة لدى غالبية أسواق العالم، ما يعني تراجع الطلب على وقود الطائرات.

وبالرغم من معاودة فرض قيود على التنقلات في العديد من الدول الآسيوية، ما يكبح استهلاك النفط، توقعت ميليندا إيرسدون من شركة “أواندا” أن “يواصل الطلب الارتفاع مع تكثيف حركة السفر خلال الصيف في أوروبا والولايات المتحدة بفضل حملات توزيع اللقاحات المكثفة” في هاتين المنطقتين.

كما تبدي أوبك تفاؤلا بشأن انتعاش الطلب، وقد أبقت في مطلع الشهر على توقعاتها التي تنص على زيادة الاستهلاك بمقدار 6 ملايين برميل في اليوم هذه السنة بالمقارنة مع 2020، وصولا إلى 96.65 مليون برميل يوميّا في العالم.

أوبك تراقب باهتمام الطلب على النفط
أوبك تراقب باهتمام الطلب على النفط

وأدى ذلك، مقترنا بخفض عرض الكارتيل وحلفائه، إلى “ميزان عالمي للنفط يظهر بوضوح عجزا بحوالي 3 ملايين برميل في اليوم في يوليو وأغسطس”.

وانعكس ذلك على الأسعار التي عادت وارتفعت في الأيام الأخيرة إلى مستويات ما قبل الوباء، فأقفل نفط برنت الأوروبي على حوالي 70 دولارا للبرميل الجمعة فيما قارب سعر نفط غرب تكساس الوسيط الأميركي 66 دولارا للبرميل.

ولئن كانت أوبك تراقب باهتمام الطلب على النفط فإنها تتابع أيضا عن كثب عرض منافسيها، مثل الولايات المتحدة (أكبر المنتجين في العالم) وأعضائها أنفسهم، وهو ما يثير على الدوام خلافات خلال الاجتماعات الوزارية.

وبعد عودة الإنتاج الليبي تدريجيا إلى السوق وصولا إلى مليون برميل في اليوم في نهاية 2020 تستعد المجموعة لاستيعاب دفعة جديدة في المستقبل، مع ترقب عودة الإنتاج الإيراني إلى السوق، وهو بحسب كروفت “نقطة أساسية في المناقشات”.

فالجمهورية الإسلامية تخوض مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا سعيا لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي.

وفي حال أفضت محادثات فيينا إلى نتيجة فإن رفع قسم من العقوبات الاقتصادية عن إيران، ومنها الحظر على صادراتها النفطية الساري منذ 2018، سيسمح بزيادة في الإنتاج قدرها حوالي 1.5 مليون برميل في اليوم إذا ما قارنا مستوى إنتاج طهران الحالي بما كان عليه قبل ثلاث سنوات.

10