أوبك+ تصدم الأسواق بخفض إنتاج النفط

خبير في مجال الطاقة يؤكد أن المجموعة تريد بشكل واضح إبقاء الأسعار مرتفعة والتي تؤمن لها عائدات وافرة.
الثلاثاء 2022/09/06
محادثات جديدة في الأفق

فيينا- فاجأ تحالف أوبك+ بعد اجتماع أعضائه الاثنين بإقرار خفض في إنتاج النفط بمقدار مئة ألف برميل يوميا بداية من أكتوبر المقبل، في أول تقليص مبرمج منذ نحو عام.

ويأتي قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها لدعم الأسعار في مواجهة المخاوف من حصول انكماش وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من سنة والاقتطاعات الكبرى التي تمت بسبب وباء كورونا.

وأعلنت أوبك+ في بيان أن ممثلي الدول الثلاث عشرة الأعضاء في منظمة أوبك بقيادة السعودية وشركاؤهم العشرة بقيادة روسيا، اتفقوا على “العودة إلى حصص شهر أغسطس”.

وتركت المجموعة التي عقدت اجتماعا عبر الفيديو الباب مفتوحا أمام محادثات جديدة قبل الاجتماع المقبل في الخامس من أكتوبر “للاستجابة إذا لزم الأمر لتطورات السوق”.

كارولين باين: هذا الخفض الرمزي ليس مفاجأة بعد سيل التكهنات

وخلال اجتماعاتها الشهرية، تقاوم أوبك+ دعوات الغربيين لزيادة إنتاجها من أجل احتواء ارتفاع الأسعار والتضخم الذي بلغ أعلى مستوياته منذ عقود.

وبعد هذا القرار، ارتفعت أسعار برميل نفط برنت مرجعية بحر الشمال بأكثر من ثلاثة في المئة لتصل إلى 96.4 دولار وبرميل النفط الخفيف الأميركي المرجعي إلى 89.9 دولار.

وقالت كارولين باين المحللة في كابيتال إيكونوميكس لوكالة الصحافة الفرنسية إن “هذا الخفض الرمزي لا يشكل مفاجأة فعلية بعد التكهنات التي سرت في الأسابيع الماضية”.

وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان قد أكد قبل عشرة أيام أنّ أوبك+ لديها الوسائل للتعامل مع تحديات سوق النفط المتذبذب، بما في ذلك إمكان خفض الإنتاج في أي وقت وبطرق مختلفة.

وقال في مقابلة نشرتها وكالة بلومبرغ إنّ “سوق البترول الآجلة وقعت في حلقة سلبية مفرغة ومتكررة تتكون من ضعف شديد في السيولة وتذبذب في الأسواق”.

وأوضح أن هذين العاملين “يعملان معا على تقويض أهم الوظائف الأساسية للسوق؛ ألا وهي الوصول بفاعلية إلى الأسعار المناسبة والصحيحة”.

لكن أمينة بكر الخبيرة في شركة إنيرجي إنتليجنس تدعو إلى عدم المبالغة في تفسير كلام الأمير عبدالعزيز الذي “أكد فقط أن التقلبات تضر بالسوق”.

وأشارت الخبيرة إلى أن ذلك يوجه رسالة “إلى كل الحكومات الغربية التي تدخلت في السوق” منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وكانت الأسعار وبسبب الآفاق الاقتصادية القاتمة، سجلت في الشهر الماضي ثالث تراجع شهري على التوالي بعيدا عن المستويات القياسية التي لامست 140 دولارا للبرميل.

وقال بيارن شيلدروب المحلل لدى سيب في معرض تفسيره قرار أوبك+ “من الأفضل التوقف الآن، من الآفضل توخي الحذر الشديد”.

كرايغ إرلام: المجموعة تريد بشكل واضح إبقاء الأسعار مرتفعة

أما كرايغ إرلام المحلل لدى أواندا فيعتقد أن “المجموعة تريد بشكل واضح إبقاء الأسعار مرتفعة” والتي تؤمن لها عائدات وافرة.

وأضاف “من جانب آخر، قد تكون لديها مخاوف من أن تؤدي عودة النفط الإيراني إلى الأسواق إلى ترجيح كفة العرض وبالتالي انخفاض الأسعار”.

وبحسب الكثير من محللي أسواق الطاقة فإن كل شيء سيكون رهنا الآن بتقدم المفاوضات حول الملف النووي الإيراني أم لا.

وتجددت في الآونة الأخيرة الآمال في التوصل إلى اتفاق يترافق مع تخفيف العقوبات الأميركية لاسيما في قطاع النفط.

لكن الآمال سرعان ما تبددت مجددا في هذه المفاوضات التي لا تنتهي، إذ اعتبرت الولايات المتحدة الخميس أن رد طهران على النص الذي عرضه الاتحاد الأوروبي كان “للأسف… غير بناء”.

وهناك عنصر آخر يؤخذ في الاعتبار هو عدم قدرة أوبك+ على بلوغ أهدافها. ويشير شيلدروب إلى أن “الإنتاج الحالي والحصص غير متصلين، بالتالي هي مسألة مصداقية”.

ومن الأزمات السياسية الممتدة أو نقص الاستثمار والصيانة خلال فترة انتشار الوباء كلها عناصر باتت تعطل البنية التحتية للنفط حيث هناك العديد من دول المجموعة مثل أنغولا أو نيجيريا لا يمكنها ضخ المزيد ويبدو أنها في أقصى طاقاتها.

وحدها السعودية والإمارات يبدو أنه لديهما طاقة إنتاجية فائضة. وهذه أيضا رسالة جديدة توجه إلى الغربيين الذين يحاولون بأي ثمن وقف التضخم.

وقد قررت دول مجموعة السبع الجمعة الماضي أن تضع “بشكل عاجل” سقفا لأسعار النفط الروسي بهدف الحد من الموارد التي تحصل عليها موسكو من بيع المحروقات.

لكن روسيا حذرت من أنها لن تبيع النفط بعد الآن للدول التي تتبنى هذه الآلية غير المسبوقة.

ويمكن بالتالي أن يخفض العرض في السوق، ما قد يساهم في ارتفاع جديد في الأسعار والتي رغم التراجع الأخير، تبقى مرتفعة تاريخيا ومتقلبة كثيرا.

مفط

 

10