أوبك تستبعد وسائل إعلام إخبارية عالمية من تغطية اجتماعاتها

فيينا - أفادت مصادر بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بأن المنظمة استبعدت وسائل إعلام إخبارية عالمية من تغطية الاجتماعات الوزارية في فيينا مطلع الأسبوع التي تناقش السياسة النفطية المستقبلية.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء أوبك وحلفاؤها، في إطار مجموعة أوبك+ التي تضم المنتجين الكبيرين السعودية وروسيا، يومي السبت والأحد في اجتماع نصف سنوي دوري. وتضخ المجموعة أكثر من 40 في المئة من إمدادات النفط العالمية.
ولم يتلق الصحافيون في رويترز الذين يغطون الاجتماعات والمسجلين ضمن ممثلي الصحافة لدى أوبك دعوة لتغطية الفعالية.وقال متحدث باسم بلومبرغ إن أوبك لم تعرض اعتماد بلومبرغ لتغطية الاجتماع.
وأكدت مصادر مطلعة إن اثنين من المراسلين من صحيفة وول ستريت جورنال يغطيان شؤون أوبك بانتظام لم يتلقيا أي دعوات.
دون دعوة لن يحصل الصحافيون على الاعتماد لدخول أمانة أوبك حيث يجتمع الوزراء أو حضور المؤتمر الصحفي في نهاية الفعالية
وقال متحدث باسم رويترز “نشعر بخيبة أمل لعدم دعوة رويترز”. وأضاف “تواصلنا مع أوبك لاستيضاح الأمر. نعتقد أن الصحافة الحرة تخدم القراء والأسواق والمصلحة العامة”.
وقال مصدر في أوبك إنه دون دعوة لن يحصل الصحافيون على الاعتماد لدخول أمانة أوبك حيث يجتمع الوزراء أو حضور المؤتمر الصحفي في نهاية الفعالية.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز ضمن خبر نشر الأربعاء أنها تلقت دعوة. وقال مراسلون في بعض وسائل إعلام أخرى منها سي.إن.بي.سي ووكالتا التسعير “أرجوس” و”بلاتس” إنهم تلقوا دعوات لتغطية الاجتماعات.
وجاء في دعوة من إدارة العلاقات العامة في أوبك اطلعت عليها رويترز وأرسلت إلى صحافي في وسيلة إعلام أخرى “يرجى ملاحظة أن هذه الدعوة خاصة بالمتلقي”. واطلعت رويترز على دعوات أرسلت إلى وسيلتي إعلام.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مسؤولين قولهم إن “الخطوة تحركها السعودية في الوقت الذي تكافح فيه لدعم أسعار النفط”.
واستبعاد وسائل الإعلام من تغطية الاجتماعات أمر غير معتاد بالنسبة إلى أوبك، حيث تحمل عناوين اجتماعاتها إمكانية تحريك أسعار النفط والأسواق المالية في جميع أنحاء العالم، لاسيما في وقت يصارع فيه الاقتصاد العالمي التضخم.
ولم يتم إبداء أيّ سبب لاستبعاد المجموعات الإعلامية. ورفضت أوبك ووزارة الطاقة السعودية والمجموعات الإخبارية المعنية التعليق أو لم ترد على طلبات للتعليق.
لكن الأشخاص المطلعين على القرار قالوا إن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان – الأخ غير الشقيق لوليّ العهد الأمير محمد بن سلمان – كان وراء القرار.
استبعاد وسائل الإعلام من تغطية الاجتماعات أمر غير معتاد بالنسبة إلى أوبك، حيث تحمل عناوين اجتماعاتها إمكانية تحريك أسعار النفط والأسواق المالية في جميع أنحاء العالم
وقاد الأمير عبدالعزيز منظمة أوبك ومجموعة أوبك+ الأوسع التي تضم روسيا، في سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ أكتوبر، متحديا البيت الأبيض بمحاولة رفع أسعار النفط خلال أزمة الطاقة الناجمة عن غزو موسكو الشامل لأوكرانيا.
وتتنافس المنظمات الإخبارية مثل رويترز وبلومبرغ وذا وول ستريت جورنال مع فايننشال تايمز ومنشورات أخرى في الكثير من الأحيان لمحاولة معرفة نتيجة الاجتماع قبل اختتامه بالكامل، مما يؤدي إلى تأرجح أسعار النفط على النتيجة.
وتشتهر التغطية الصحافية لأوبك بالفوضى في الصناعة، حيث يميل الوزراء إلى تقديم تعليقات مؤثرة على السوق للصحافيين الموجودين في بهو الفنادق الفاخرة قبل الاجتماع.
وفي بعض الأحيان يلاحق الصحافيون الوزراء في شوارع فيينا إذا تعطلت الاجتماعات بشكل حاد، دون بيان رسمي بشأن أيّ اتفاق يتم الإدلاء به.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لما وصفوه بـ”توبيخ” وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان لمراسل قناة رويترز باجتماع لمنظمة أوبك العام 2022 بسبب مقالاته “الكاذبة” وقال “لن أتحدث إلى رويترز، حتى تحترم المصدر الرئيسي وهو وزير الطاقة وممثل الحكومة السعودية”.
وقال معلقون إن بعض وسائل الإعلام لا تفوت أية فرصة لتوجيه انتقادات لاذعة لدول أوبك وخاصة السعودية. وتأكد عداء الإعلام الغربي لأوبك بعد أن اتفق أعضاء المنظمة على الدفاع على مصالحهم وعدم الرضوخ للاملاءات.