أوبك تحتاج إلى تعديل بوصلة تخفيضات الإنتاج

الدول الخمس المضطربة في أوبك تسجل مؤشرات إيجابية على تعافي إنتاجها.
السبت 2023/08/26
مراجعة الحسابات بشأن عملية إنتاج النفط أكثر من ضروري

فيينا - أكد محللون أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تحتاج إلى تعديل بوصلة تخفيضات الإنتاج حيث تحقق بعض الدول الأكثر اضطرابا في المجموعة نموا غير متوقع في الإمدادات.

وقالت مجموعة سيتي غروب المصرفية الأميركية إن "الدول الرئيسية في أوبك عليها التفكير مجددا في خفض إنتاج النفط نظرا إلى أن بعض الدول الأعضاء الأشد اضطرابا حققت نموا غير متوقع في الإنتاج".

وذكرت سيتي في مذكرة نشرتها في وقت مبكر الجمعة أن الدول الخمس الهشة في المنظمة، وهي إيران والعراق وليبيا ونيجيريا وفنزويلا، زادت إنتاجها بنحو 900 ألف برميل يوميا خلال العام الحالي، وهو ما يكفي لتلبية النمو القادم في الطلب على النفط.

وعانت هذه البلدان كثيرا خلال السنوات الماضية في مواجهة تراجع إنتاجها النفطي والاضطرابات التي حدّت من إيراداتها وجعلت الأسواق العالمية في حالة ارتباك.

وقال إيد مورس رئيس إدارة أبحاث السلع في سيتي غروب في مقابلة مع بلومبرغ "فجأة أصبحت هذه الدول مصادر للنمو وستكون منتعشة لمدة 5 أو 4 سنوات مقبلة".

ورجح موريس أن تطول الفترة إلى أكثر من ذلك في حالة فنزويلا والعراق. وأضاف "من المدهش أن الدول الأساسية في أوبك تمتلك حل المشكلة".

إيد مورس: من المدهش أن الدول الأساسية في أوبك تمتلك حل المشكلة
إيد مورس: من المدهش أن الدول الأساسية في أوبك تمتلك حل المشكلة

وسجلت الدول الخمس المضطربة في أوبك مؤشرات إيجابية على تعافي إنتاجها، في حين يتعثر نمو الطلب على الطاقة نتيجة تباطؤ نمو اقتصاد الصين أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم.

وبدأ إنتاج إيران يتعافى في ظل زيادة صادراتها النفطية إلى الصين، في الوقت الذي انخرطت فيه في محادثات أولية مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات الأميركية.

ويمكن أن يستعيد العراق قوة إمداداته بعد أن توصل إلى اتفاق لاستئناف تشغيل خط تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي. كما زادت الطاقة الإنتاجية لقطاع النفط العراقي.

ومن المتوقع استمرار المحادثات بين تركيا وحكومة إقليم كردستان العراق شبه المستقل بشأن صادرات النفط الخام من شمال العراق بعد فشل المسؤولين في التوصل إلى اتفاق لاستئناف صادرات النفط في وقت سابق هذا الأسبوع.

وتجري فنزويلا محادثات مع واشنطن لتخفيف العقوبات الأميركية ضدها، وهناك احتمالات قوية لتحسن إنتاج ليبيا من النفط.

وفي وقت سابق هذا الشهر أعلن تحالف أوبك+ أنه سيبقى على مساره، في الوقت الذي أعلنت فيه السعودية، التي تقود التحالف، تمديد خفضها الطوعي لإنتاج النفط الذي يهدف إلى دعم استقرار أسواق النفط العالمية.

ونقلت بلومبرغ عن أحد المندوبين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن "لجنة مراقبة تضم السعودية وغيرها من دول أوبك+، أوصت بعدم إجراء تغييرات على سياسة إمدادات التحالف في اجتماع افتراضي عبر شبكة الفيديو كونفراس الجمعة.

وأعلنت الرياض مطلع الشهر الجاري اعتزامها تمديد الخفض الطوعي البالغ مليون برميل يوميا، والذي بدأ تطبيقه في يوليو الماضي لشهر آخر، ليشمل سبتمبر، مع إمكانية تمديد الخفض أو تمديده وزيادته، ليبلغ إنتاجها 9 ملايين برميل يوميا، وذلك لدعم السوق الهشة.

وتتداول أسعار النفط الخام قرب أعلى مستوى لها منذ ثلاثة أشهر فوق 85 دولارا للبرميل الواحد، ورغم ذلك تسود مخاوف من تأثير انتعاش الاقتصاد الصيني على توقعات الطلب على النفط.

وتوقع بنك مورغان ستانلي استمرار نقص المعروض خلال بقية هذا العام، لكنه يتوقع تباطؤ الطلب في عام 2024 مما يؤدي إلى زيادة متواضعة في المعروض في أوائل العام المقبل.

ومع ذلك قال جون إيفانز من شركة بي.في.أم للسمسرة في النفط لرويترز إن "احتمال حدوث عجز في المعروض ليس حتميا".

غراف

 

11