أوبك+ تتمسك بسياساتها لتحقيق التوازن في سوق النفط

فيينا - أبقت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لتحالف أوبك+ سياسة الإنتاج دون تغيير في اجتماعها الأربعاء، مما سيسمح للمجموعة بالبدء في زيادة الإنتاج تدريجيا في بداية ديسمبر المقبل.
وتقلص أوبك+ الإنتاج حاليا بإجمالي 5.86 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل 5.7 في المئة من الطلب العالمي، وذلك في سلسلة من الخطوات المتفق عليها منذ أواخر 2022.
وتعتزم المجموعة زيادة الإنتاج 180 ألف برميل يوميا بدءا من ديسمبر، في إطار تراجع تدريجي عن أحدث شريحة من التخفيضات الطوعية على المدى العام المقبل. وتأجلت الزيادة من أكتوبر بعد انخفاض الأسعار.
وقبل ساعات من اجتماع اللجنة، اعتبر وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أن التحالف يقوم بعمل “نبيل” في تحقيق التوازن في سوق النفط حتى لو لم ينتج معظم النفط في العالم في أحدث دفاع للبلد الخليجي عن المجموعة التي تقودها السعودية وروسيا.
وقال خلال فعالية في إمارة الفجيرة “ضحّت أوبك+ أكثر من غيرها لكن العنصر الحاسم هو بقاء التحالف صفا واحدا”. وأضاف “أود أن تتخيلوا العالم دون وجود هذه المجموعة. سنكون في حالة فوضى”.
وتتوافق تعليقات المزروعي مع ما أدلى به نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الاثنين بأن التحالف يعمل على خفض إمدادات الخام بشكل إستراتيجي والتنازل عن حصة في السوق.
وأشار نوفاك إلى أن ذلك يأتي ضمن مساعي تحقيق هدف طويل الأجل يتمثل في حصول الدول المنتجة على استثمارات كافية والوصول إلى أسعار نفط تناسب المنتجين والمستهلكين.
وينتج تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء لها بقيادة روسيا، ما يعادل 48 في المئة من إمدادات النفط العالمية، وذلك وفقا لحسابات رويترز استنادا إلى بيانات وكالة الطاقة الدولية.
ولم يعلق المزروعي على التوقعات قصيرة الأجل بشأن النفط في العام 2025، ولكنه قال إن “هناك الكثير من العوامل المتغيرة بما في ذلك العوامل الجيوسياسية”.
وقفزت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل الأربعاء مع تزايد المخاوف من تصاعد التوتر في الشرق الأوسط والذي قد يؤدي إلى تعطل إنتاج الخام في المنطقة.
وجاء ذلك بعد أكبر ضربة عسكرية لإيران على الإطلاق على إسرائيل، حيث بلغ خام برنت 74.64 دولار للبرميل. وقال الوزير الإماراتي "سأحيلكم إلى توقعات أوبك لأنني شخصيا توقفت عن التعليق على التوقعات قصيرة الأمد".
وأضاف “أرى الكثير من العوامل المتغيرة حول العالم، ومنها الوضع الجيوسياسي، وهو ما يجعلنا جميعا نتمهل في توقعاتنا للمستقبل. نأمل في تحقيق السلام، ونأمل في تحقيق الرخاء، لكن حقائق الحياة هي حقائق الحياة”.
◙ 5.7 في المئة من الطلب العالمي هي النسبة التي تحجبها المجموعة عن الأسواق منذ أشهر
وانخفضت أسعار النفط في عام 2024، إذ وصل خام برنت الشهر الماضي إلى أقل من 70 دولارا للبرميل لأول مرة منذ عام 2021، تحت ضغط القلق بشأن الطلب العالمي وزيادة المعروض خارج أوبك+. وخفضت مجموعة أوبك+ الإنتاج بنحو 5.7 في المئة من الطلب العالمي في سلسلة خطوات تم الاتفاق عليها منذ أواخر 2022.
ووافقت أوبك+ في سبتمبر على تأجيل زيادة تدريجية مقررة في إنتاج النفط إلى ديسمبر من أكتوبر، قائلة إنها قد تؤجلها مجددا أو تتراجع عنها إذا لزم الأمر.
وذكرت صحيفة وول ستريت الأربعاء نقلا عن مندوبين في تحالف أوبك+ أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان قال إن “أسعار النفط قد تنخفض إلى 50 دولارا للبرميل إذا لم يلتزم أعضاء المجموعة بقيود الإنتاج المتفق عليها”.
وأوضح تقرير الصحيفة الأميركية أن منتجين آخرين في أوبك+ فسروا التصريحات على أنها تهديد من السعودية بأنها مستعدة لشن حرب أسعار للحفاظ على حصتها في السوق إذا لم تلتزم دول أخرى بما أقره التحالف.
وحذر الأمير عبدالعزيز الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف المنتجين الآخرين من تراجع الأسعار. ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن الوزير أشار في حديثه حول الإنتاج الزائد إلى العراق وكازاخستان تحديدا.
ومن المتوقع أن تركز أوبك+ في الأسابيع المقبلة على التزام الدول بحصص الإنتاج، وبالتحديد امتثال العراق وكازاخستان اللذين تعهدا بخفض الإنتاج 123 ألف برميل يوميا في سبتمبر وبمعدل أكبر في الأشهر اللاحقة للتعويض عن تجاوز الحصص في وقت سابق.