أوبر تسعى للهيمنة على الشرق الأوسط بالاستحواذ على كريم

اقتربت شركة أوبر لتطبيقات نقل الركاب من إعلان استحواذ على شركة كريم الإماراتية، أكبر منافسيها في الشرق الأوسط. ويرى محللون أن نجاحات كريم أجبرت الشركة الأميركية على هذه الصفقة للاستفادة من خبرتها المحليّة في فتح أسواق المنطقة.
لندن - أكدت تقارير عالمية اطلاعها على وثيقة تؤكد أن شركة أوبر تكنولوجيز تتأهب لتقديم عرض بقيمة تصل إلى 3.1 مليار دولار لشراء منافستها كريم نتوركس الإماراتية، التي تتخذ من دبي مقرّا له، وهو ما يجعلها واحدة من أكثر الشركات التكنولوجية الناشئة قيمة في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة تأكيدها أن الصفقة قد يُكشف عنها في وقت قريب هذا الأسبوع.
وأكدت وكالة بلومبيرغ الأميركية للأنباء الاقتصادية أنها اطلعت على وثيقة شروط تؤكد أن أوبر سوف تدفع 1.4 مليار دولار نقدا، ونحو 1.7 مليار دولار في صورة أوراق قابلة للتحويل إلى أسهم في أوبر بسعر يعادل 55 دولارا للسهم.
ولم تؤكد كريم وأوبر تلك الأنباء إلا أنهما لم تصدرا أي نفي للتقارير التي تداولتها الكثير من وكالات الأنباء العالمية.
ويرجّح محللون أن تكون الصفقة مقدمة للطرح الأولّي لأسهم أوبر في البورصة، لأنها يمكن أن تدعم الطرح بسبب النجاحات الكبيرة التي حققتها كريم في العديد من أسواق الشرق الأوسط، إضافة إلى خططها للتوسع خارج المنطقة.
وأكدوا أن الصفقة سوف تدعم نجاح إدراج أسهم أوبر بإشاعة أنباء إيجابية بعد المتاعب الكثير التي واجهتها في الكثير من الأسواق العالمية، بسبب المنافسة من تطبيقات محليّة.
وأشار المصرفيون الذين يتولّون إدارة الطرح إلى أن قيمة الشركة، التي يقع مقرها في الولايات المتحدة قد تصل إلى 120 مليار دولار، في وقت تسعى فيه لإيجاد مصادر جديدة للنموّ، في ظل المنافسة الشديدة التي تخوضها أمام منافسين مثل شركة ليفت.
وتقدّم الشركتان خدمات النقل الذكية عبر تطبيقات الهاتف النقال، وتتنافسان في تقديم خدمات إضافية، مثل توصيل الطعام والسلع إلى جانب الركاب.
وتعمل كريم منذ عام 2012 في منطقة الشرق الأوسط. وقد توسّعت لتشمل 15 دولة وأكثر من 90 مدينة. وتشير البيانات إلى أن لديها أكثر من 30 مليون مشترك، ويعمل لديها مليون سائق، بحسب بيانات الشركة التي تقدّر قيمتها بنحو ملياري دولار.
في المقابل تعمل أوبر تكنولوجيز في أكثر من 70 دولة، وتقدّم خدمات التنقل للأفراد وخدمات إضافية أخرى، مثل توصيل الطعام في بعض الأسواق.
كما تعمل على تطوير حلول تكنولوجيا جديدة، مثل القيادة الذاتية والنقل الجوي في المناطق الحضرية وتوفير الرعاية الصحية الطارئة وإنشاء حلول جديدة لحجز عمليات الشحن.
وتشير التسريبات إلى أنه تمت مطالبة المساهمين الكبار في تطبيق كريم، والذين من بينهم الشركة الاستثمارية للأمير السعودي الوليد بن طلال وشركة راكوتين اليابانية للتجارة الإلكترونية، الموافقة على شروط الصفقة.
وأكدت وكالة بلومبيرغ إمكانية الإعلان عن الصفقة اليوم الثلاثاء على أقرب تقدير، رغم استمرار تكتم أوبر وكريم دون نفي تلك التسريبات.
ومن المتوقّع أن تتقدّم بملف إفصاح إلى بورصة نيويورك للقيام بطرح عام أولّي في الشهر المقبل، والذي من المرجّح أن يكون واحدا من أكبر الاكتتابات في السوق الأميركية على الإطلاق.
وتكشف قيمة كريم المحتملة حجم النجاحات الكبيرة التي حققتها في أسواق الشرق الأوسط، خاصة عند الإشارة إلى أنها كانت قد قدّرت قيمتها بنحو مليار دولار في عام 2016.
أما بالنسبة لأوبر، فإن الصفقة تشير إلى التزامها بالعمل في الشرق الأوسط، حيث يوجد واحد من أكبر مستثمريها، وهو صندوق الاستثمارات العامة وهو صندوق الثروة السيادي الرئيسي للسعودية.
ويرى مراقبون أن خطط أوبر للتوسّع في الشرق الأوسط اصطدمت بنجاحات كريم التي تفوّقت عليها في الكثير من الأسواق مثل الدول الخليجية ومصر.
وفي نوفمبر الماضي ذكرت تقارير أن أوبر بحثت إنشاء تحالف مع كريم لتعزيز نشاطها في منطقة الشرق الأوسط، في محاولة للاستفادة من خبرتها في مواجهة العقبات التنظيمية التي كبّدت أوبر خسائر كبيرة.
وذكرت بلومبيرغ حينها أن الشركتين بحثتا عدة هياكل محتملة للاتفاق تدير كريم بمقتضى النشاط المدمج الجديد، مع الاحتفاظ بإحدى أو بكلتا العلامتين التجاريتين المحليتين للشركتين. لكن كريم رفضت حينها التعليق على تلك الأنباء التي وصفتها بأنها “إشاعات”.
وتصطدم أوبر، إحدى أنشط الشركات الناشئة والمتخصّصة في حجز سيارات الأجرة عبر تطبيق إلكتروني، بعراقيل كثيرة في طريق توسّعها في العالم نتيجة عقبات تنظيمية وأخرى تتعلق بالرواتب، إضافة إلى منافسة تطبيقات محلية أكثير دراية بالسوق، مثلما هو الحال مع كريم.
ويبدو أن أوبر أدركت الآن صعوبة تنفيذ خطط توسّعها في الشرق الأوسط دون الاستحواذ على أكبر منافسيها، وهو ما يفسر التقييم المرتفع للصفقة والذي يزيد بأكثر من الثلث على تقييم كريم لنفسها.