أوبرا الجزائر تحيي فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية

الجزائر - تنظم أوبرا الجزائر فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية إلى غاية الثاني والعشرين من مايو الجاري بمشاركة فرق ومجموعات موسيقية من عدة بلدان، منها الصين ضيف شرف الطبعة الحالية وكذلك إيطاليا والنمسا ومصر وسوريا وتونس وأنغولا وروسيا وفنزويلا.
وعلاوة على الحفلات المقدمة بأوبرا الجزائر تنشّط بعض الفرق الموسيقية المشاركة بالمهرجان برامجها الموسيقية بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي وأيضا بمسارح وهران وبجاية وتيزي وزو، كما ينشّط محترفون مهنيون جزائريون وأجانب ندوات ودروسا تكوينية مخصصة للأغاني وإصلاح الآلات الموسيقية.
انطلقت سهرات المهرجان منذ السادس عشر من مايو الجاري، بحفل أحيته الأوركسترا السيمفونية لأوبرا الجزائر تحت قيادة المايسترو لطفي السعيدي، وأوركسترا سوتشو السيمفونية تحت قيادة قائد الأوركسترا الصيني وبمشاركة الكورال البوليفوني تحت قيادة الفنان زهير مزاري ومجموعة من المطربين والعازفين الجزائريين.
كانت السهرة الثانية من المهرجان ألمانية – صينية، وقعها “رباعي كلينكي” من ألمانيا وأوركسترا “سوتشو” السيمفونية من الصين.
وكانت ثالث سهرات المهرجان من أهم فعاليات هذه الدورة، حيث قدم فيها الثلاثي “سان جيرمان” من فرنسا و”أوركسترا الغرفة سيمون بوليفار” من فنزويلا، وصلات مستوحاة من التراث الأوروبي والأميركي – اللاتيني، الكلاسيكي منه والمعاصر.
الحفل، الذي استمر لحوالي الساعتين من الزمن، انطلق مع الثلاثي “سان جيرمان”، ممثلا في كل من الفرنسية كارولين دوبون على الفلوت والتركي أوغوز كاراكاش على الكلارينيت والروماني يونيل ستريبا على البيانو، حيث قدموا مجموعة من المقاطع التي افتتحوها بمقطوعة للموسيقار الفرنسي كامي سان صونز (1835 – 1921) الذي عاش لفترة في الجزائر العاصمة وأحبها وتأثر بأجوائها حسب ما صرحت به العازفة كارولين دوبون.
وبالإضافة إلى كامي سان صونز، قدم أيضا هذا الثلاثي الذي بدأ العمل معا منذ أكثر من عشر سنوات وشارك في العديد من التظاهرات الدولية، وصلات كلاسيكية أخرى لموسيقيين فرنسيين آخرين تركوا بصماتهم في المرجع الموسيقي الفرنسي وهم كل من فلورون شميت، غابريال فوريه، جورج بيزيه وجاك إيبير.
وكان الجزء الثاني من الحفل مع أوركسترا الغرفة سيمون بوليفار الفنزويلية، التي تحضر لأول مرة للجزائر، بقيادة الموسيقار جوشوا دوس سانتوس، حيث قدمت مجموعة من المقاطع جمعت بين الموسيقى السيمفونية العالمية والتراث الأميركي – اللاتيني، بقيادة المايسترو جوشوا دوس سانتوس.
وافتتح بهذه المناسبة أعضاء الأوركسترا فقرتهم بمقاطع من السيمفونية السابعة للموسيقار الألماني لودفيج فان بيتهوفن (1770 – 1827) قبل أن يتبعوها بفقرات أخرى من التراث المعاصر على غرار “مامبو بيريز برادو” للموسيقار المكسيكي يوخينيو توسان أوثوف والمعروف بموسيقاه في الجاز و”أيرس دي فنزويلا” للمؤلف الموسيقي الفنزويلي خوسيه تيرينزيو.
وسميت “أوركسترا الغرفة سيمون بوليفار”، التي تأسست في السبعينات من القرن الماضي وتضم أحيانا أكثر من 150 عضوا، باسم القائد السياسي والعسكري الفنزويلي سيمون بوليفار (1783 – 1830) الذي قاد بلاده والعديد من دول أميركا اللاتينية للتحرر من الاستعمار الإسباني، وهي واحدة من الأوركسترا السيمفونية الأكثر شهرة في أميركا اللاتينية.
وإلى جانب العروض الموسيقية، ينظم المهرجان ورشات تدريبية وماستر كلاس بمشاركة أعضاء من الوفود الأجنبية المشاركة.
ويذكر أن المهرجان عاد إلى الساحة الفنية، بعد أن تأجل موعده الذي كان مقررا في أكتوبر الماضي، بسبب تجميد كل الفعاليات الفنية والثقافية في الجزائر جراء الحرب على قطاع غزة.