أوباما: سنرد بطريقتنا وبقوة على قرصنة روسيا للانتخابات الرئاسية

تتجه الخلافات الأميركية الروسية نحو المزيد من التعقيد، في ظل اتهامات وجهتها جهات أميركية عليا للجانب الروسي بشأن عمليات قرصنة إلكترونية واسعة استهدفت العملية الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، غير أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب لا يبدو على الحماس نفسه لإدارة أوباما في مواجهة هذا التدخل الروسي.
السبت 2016/12/17
الصراع الأخير

واشنطن - اتهم البيت الأبيض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتورط في عمليات القرصنة المعلوماتية التي طالت الانتخابات الرئاسية ودفعت باراك أوباما إلى الإعلان عن رد انتقامي، ما من شأنه تصعيد التوتر مع موسكو قبل أسابيع من تولي دونالد ترامب مهامه.

وتؤكد تصريحات لأكثر من مسؤول أميركي هذه الهجمات التي أثرت على الانتخابات التي تنافس فيها ترامب مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

والأمر الأكيد هو أن الولايات المتحدة لن تقف بلا رد، كما قال أوباما في مقابلة مع إذاعة “ان بي آر” نشرت مقاطع منها مساء الخميس.

وقال أوباما “من الواضح أنه عندما تحاول حكومة أجنبية، أي حكومة، التأثير على نزاهة انتخاباتنا فإنه علينا الرد”.

وأضاف “نحن سنرد في الزمان والمكان اللذين نختارهما”، مؤكدا أن “البعض منه (الرد) سيكون واضحا وعلنيا. والبعض الآخر قد لا يكون كذلك”.

ولم يذكر أوباما اسم بوتين في هذه المقابلة، لكن أحد أقرب مستشاريه بن رودس أورده الخميس في حديث مع شبكة “ام اس ان بي سي”.

وقال رودس “لا أعتقد أن حوادث تبعاتها واسعة إلى هذا الحد يمكن أن تحدث داخل الحكومة الروسية دون أن يعرف بها الرئيس الروسي”.

وأضاف “في النهاية بوتين مسؤول عن أعمال الحكومة الروسية”.

ومن جهته، اتهم ترامب البيت الأبيض مجددا بالانحياز الحزبي عبر اتهام بوتين بالوقوف وراء عمليات القرصنة المعلوماتية ضد منافسته الديمقراطية.

وكتب ترامب على تويتر “إذا كانت روسيا أو أي كيان آخر يقوم بقرصنة، فلماذا انتظر البيت الأبيض كل هذا الوقت للرد؟ لماذا لم يتذمروا إلا بعد هزيمة كلينتون؟”.

وكان أوباما صرح قبل أيام أن الأمر “حدث قبل شهر من الانتخابات”، مذكرا بأن مكتبه وجه أصابع الاتهام إلى موسكو منذ السابع من أكتوبر أي قبل شهر من الاقتراع الذي جرى في الثامن من نوفمبر.

وقال النائب الديمقراطي آدم شيف العضو في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب إنه في روسيا “ليس هناك سوى صاحب قرار واحد هو بوتين”.

وتزداد عزلة ترامب مع إصراره على تبرئة بوتين الذي أشاد في معظم الأحيان بميزاته كقائد ويعتقد أنه يستطيع تحسين العلاقات معه.

ويعتبر استثنائيا أن يرفض القائد المقبل للجيش الأميركي نتائج توصلت إليها أجهزة الاستخبارات الأميركية، من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي). وهو يتعارض كذلك مع مصلحة حزبه إذ أن العداء للروس لدى المحافظين أقوى من أي يوم مضى.

وسيطلق الجمهوريون في الكونغرس عددا من التحقيقات البرلمانية حول دور روسيا في الحملة الأميركية.

وقال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية مايكل هايدن إن ترامب “هو الشخصية الأميركية الوحيدة التي لم تعترف بأن الروس شنوا حملة تأثير سرية ضد الولايات المتحدة”.

وكانت إدارة أوباما اتهمت روسيا، مطلع أكتوبر، بأنها قامت بعمليات قرصنة ضد منظمات سياسية أميركية- الحزب الديمقراطي وفريق كلينتون- للتدخل في العملية الانتخابية الأميركية. ومنذ ذلك التاريخ، كانت إدارة الاستخبارات الأميركية ترى أن “مسؤولين روس رفيعي المستوى” فقط سمحوا بهذه النشاطات.

وبعد الانتخابات، تم تسريب تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية إلى الصحف يتهم السلطات الروسية مباشرة هذه المرة بأنها حاولت عمدا الدفع باتجاه انتخاب ترامب.

وقال بيتر كينغ البرلماني الجمهوري المتحالف مع ترامب “من في السي آي ايه؟”، وأضاف “كل أجهزة الاستخبارات التي تحدثت إلينا حتى الآن قالت إنها لا تعرف ما هو الهدف باستثناء زعزعة الانتخابات ودفع الأميركيين إلى التشكيك”.

وتمت قرصنة عشرات الآلاف من رسائل مسؤولين ديمقراطيين وجون بوديستا رئيس حملة كلينتون ثم نشرت على الإنترنت في 2016 وخصوصا خلال الشهر الأخير من الحملة. وكشف ذلك المناقشات التي تجري داخل معسكر كلينتون وشوش على رسالة المرشحة الديمقراطية.

وفي محيط ترامب، يؤكد المسؤولون الرغبة في بداية جديدة مع الروس.

وقالت كيليان كونواي مستشارة ترامب لشبكة “ام اس ان بي سي” إنه “إذا أردنا العمل حول مشاريع مهمة وضرورية مثل هزيمة الإرهاب أو وقف الدولة الإسلامية، وإذا كانت روسيا تريد الانضمام إلى الولايات المتحدة في هذه المناسبة، فسنصغي إليهم”.

ورفضت موسكو بشدة الاتهامات الموجهة لبوتين. ووصف ناطق روسي هذه الاتهامات بأنها “سخافات”.

واعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف، الجمعة، أن اتهامات البيت الأبيض لروسيا بالإخلال بمجرى الانتخابات الرئاسية الأميركية عبر القرصنة المعلوماتية هي اتهامات “وقحة”.

وقال بيسكوف في ما يتعلق باتهام موسكو بالمسؤولية في هذه الاختراقات “في هذه المرحلة بات على (الأميركيين) إما التوقف عن التطرق إلى هذا الموضوع وإما تقديم أدلة. وإلا فهذا يفوق الوقاحة”، وذلك في حديث مع الصحافيين على هامش زيارة للرئيس الروسي إلى طوكيو.

5