أهمية فيتامين "د" في الثلث الأول من الحمل

نقص فيتامين "د" يرتبط بارتفاع معدل الولادات المبكرة وتباطؤ النمو لدى الجنين.
الاثنين 2025/06/16
وجب تناول ما يكفي من فيتامين "د"

ميونخ( ألمانيا) - تكتسي عملية إمداد الجسم بفيتامين “د” خلال الثلث الأول من الحمل، أهمية كبرى، وفق ما أكدته الرابطة المهنية لأطباء أمراض النساء والتوليد بألمانيا، موضحة أن فيتامين “د” لا يساعد على نمو عظام الطفل فحسب، بل يُعزز أيضا جهازه المناعي، كما أنه يلعب دورا رئيسيا في نمو دماغ الجنين.

وأضافت الرابطة أن نقص مستوى فيتامين “د” في هذه المرحلة يرتبط بارتفاع معدل الولادات المبكرة وتباطؤ النمو لدى الجنين، وذلك استنادا إلى نتائج دراسة عملية حديثة أجراها باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا.

وقام الباحثون بفحص مستويات فيتامين “د” في الدم لدى 351 امرأة حامل، ووجدوا أن الأمهات اللواتي يعانين من نقص في فيتامين “د” في دمائهن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، كنّ أكثر عُرضة للولادة المبكرة بأربع مرات من الأمهات اللواتي لديهن مستويات طبيعية.

واعتُبر المستوى الأقل من 40 نانومول في الليتر (16 نانوجرام في المليلتر) الحد الحرج. أما الأمهات، اللواتي لديهن مستويات أعلى من 80 نانومول في الليتر (32 نانوجرام في المليلتر)، فقد كنّ أقل عرضة للخطر بشكل ملحوظ.

ومن النتائج المهمة الأخرى للدراسة أن أطفال الأمهات، اللواتي لديهن مستويات عالية من فيتامين “د”، كانوا أكبر حجما عند الولادة مقارنةً بأطفال الأمهات اللواتي لديهن مستويات منخفضة.

وأوضحت الرابطة أن الجسم يمكنه إنتاج فيتامين “د” بنفسه من خلال التعرض لأشعة الشمس على نحو كافٍ. ولهذا الغرض ينبغي التعرض لأشعة الشمس لمدة تتراوح بين 10 و20 دقيقة يوميا، ويفضل أن يكون الجلد مكشوفا (الوجه واليدين والذراعين).

التعرض لأشعة الشمس لا يكون كافيا دائما، ولذا يتمّ تدعيم حليب الأطفال وجميع أنواع الحليب بفيتامين "د"، كما يُمكن للأم الحامل الحصول عليه من الأغذية المُدعمة

وينبغي أيضا تناول الأطعمة الغنية بفيتامين “د” مثل الأسماك الدهنية (السلمون والماكريل) والبيض ومنتجات الألبان. وفي حالة النقص الشديد، يمكن اللجوء إلى تناول المكملات الغذائية تحت إشراف الطبيب.

وتوصى الأم الحامل بالحرص على تناول ما يكفي من فيتامين “د” من المصادر الغذائيّة خلال فترة الحمل، وذلك للحفاظ على صحّة الأمّ، ولضمان نموّ الطفل بشكلٍ سليم.

ويعزز فيتامين “د” قوة العظام والأسنان، وذلك عن طريق تنظيم كميّات الكالسيوم والفسفور في الجسم، إذ أنّ هذين العُنصرين يعتبران مهمّين للحفاظ على العظام والأسنان، والعضلات بصحة جيدة.

والتعرض لأشعة الشمس لا يكون كافيا دائما، ولذا يتمّ تدعيم حليب الأطفال وجميع أنواع الحليب بفيتامين “د”، كما يُمكن للأم الحامل الحصول عليه من الأغذية المُدعمة، أو المصادر الأخرى، أو خلال المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب.

وقد يساهم تناول فيتامين “د” في التقليل من خطر الإصابة بأعراض ما قبل تسمم الحمل وانخفاض وزن المولود، والولادة المبكرة.

وأشارت مراجعة لحولي 30 دراسة نُشرت في عام 2019، وشملت 7033 امرأة، أنّ استهلاك النساء الحوامل لمكمّلات فيتامين “د” وحدها، قد يُقلل خطر الإصابة بسكري الحمل، ومرحلة ما قبل تسمم الحمل، ونزيف ما بعد الولادة، إلا أنّ تأثيره في تقليل خطر الولادة المُبكرة لم يكن كبيرا بالمُقارنة مع النساء اللواتي لم يتناولنَ مكمّلات فيتامين “د”، كما قّلت أعراض ما قبل تسمم الحمل عند استهلاك مكملات فيتامين “د” مع الكالسيوم.

16