أهداف كبرى تحققت.. واشنطن تلوح بنهاية قريبة للحرب في لبنان

تل أبيب/بيروت - أعلنت الحكومة الأميركية أن إسرائيل حققت بعض الأهداف المهمة في حربها ضد حزب الله اللبناني مشيرة إلى أن نهاية الحرب قد تكون قريبة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي في واشنطن الأربعاء "ما رأيناه هو أن (إسرائيل) حققت عددا من الأهداف المهمة".
وأضاف ميلر "لقد رأينا (إسرائيل)، على مدار الشهرين الماضيين، فعالة جدا في تطهير البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود، ولهذا السبب نعتقد أننا في المكان الذي يمكننا فيه التوصل إلى حل دبلوماسي الآن".
في غضون ذلك، وصل المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى إسرائيل، قادما من بيروت حيث أجرى مناقشات مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي يتفاوض نيابة عن حزب الله.
ويلتقي هوكستين الذي يحاول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس، وفق ما أفاد مصدر رسمي.
وأكّد الناطق باسم نتانياهو عمر دوستري أنه من المقرر أن يجتمع المسؤولان في وقت لاحق اليوم. ويفترض أن يعقد الاجتماع عند الساعة 12:30 ظهرا (10:30 ت غ)، وفقا لبيان صادر عن حزب الليكود. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن هوكستين قد تحدث مساء الأربعاء مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وأفادت تقارير بأن حزب الله ينظر للمقترح الأميركي على أنه أساس للمفاوضات المستقبلية.
ووفقا لمصادر أمنية لبنانية، ينص المقترح الأميركي على أن توقف إسرائيل وحزب الله الأعمال القتالية لمدة 60 يوما في البداية. وخلال هذه الفترة، من المقرر أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من لبنان، وتنتشر القوات المسلحة اللبنانية على الحدود.
وإذا صمد وقف إطلاق النار، فإنه من المتوقع أن تعقد إسرائيل ولبنان بعد 60 يوما مفاوضات بشأن التنفيذ الكامل للقرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة منذ قبل 18 عاما.
ويعطي القرار السلطة الوحيدة للجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، الذي يبعد حوالي 30 كيلومترا عن الحدود الفعلية مع إسرائيل.
ورغم التحركات الدبلوماسية، تصاعدت حدة المعارك على الأرض، حيث أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الجيش الإسرائيلي قصف أهدافا قرب مدينة صور الساحلية في لبنان في وقت متأخر مساء اليوم الأربعاء، مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة 65 آخرين.
وأفادت الوزارة بأن رجال الإنقاذ ما زالوا يعملون لانتشال الأشخاص من تحت الأنقاض في بلدة معركة في محافظة صور.
وفي اتجاه أبعد جهة الشرق، واصلت القوات البرية الإسرائيلية هجومها وتقدمت باتجاه بلدة كفرشوبا في منطقة الحدود، وفقا لما ذكرته تقارير إعلامية.
ويتزامن هذا التوغل الجديد مع عمليات برية إسرائيلية متواصلة في الأحياء الجنوبية والأطراف الشرقية لبلدة الخيام، حيث وردت تقارير عن قتال عنيف يدور بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله طوال أيام.
وأعلن حزب الله، بين عمليات أخرى، أنه هاجم تجمعا لجنود إسرائيليين بالصواريخ في المنطقة.
وعلى الجانب الآخر، أعلن الجيش الاسرائيلي الأربعاء مقتل ثلاثة من جنوده في المعارك في جنوب لبنان حيث تخوض الدولة العبرية حربا ضد حزب الله منذ نهاية سبتمبر.
وقال الجيش في بيان إن "زيف حانوخ إرليخ (70 عاما) من عوفرا، سقط أثناء القتال في جنوب لبنان، كما سقط جندي آخر خلال الحادثة وتمّ إخطار عائلته ولم يتمّ السماح بنشر اسمه بعد".
وأشار البيان إلى إصابة جندي آخر بجروح "خطرة" نقل من جرائها إلى المستشفى.
وفي وقت سابق الأربعاء أعلن الجيش مقتل أحد جنوده في معارك جنوبي لبنان.
وبذلك يرتفع إلى 52 عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في المعارك في لبنان منذ بدء الهجوم الإسرائيلي.
وبحسب مجلس المستوطنات (يشع) الذي يمثّل المستوطنين الإسرائيليين الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة فإنّ إرليخ هو "رائد أبحاث في الجغرافيا والآثار والتاريخ اليهودي".
وفي ظل هذا التصعيد العسكري قال هوكستين الأربعاء إن المحادثات بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله أحرزت تقدما إضافيا وأضاف هوكستين "الاجتماع (الأربعاء) بني على الاجتماع الذي عقد (الثلاثاء) وحقق تقدما إضافيا".
ورغم الصعوبات الميدانية ترى الولايات المتحدة أن التطورات الأخيرة قد تمهد الطريق لإنهاء الحرب.
ويرى مراقبون أن التحركات الأميركية قد تكون الفرصة الأخيرة لوقف الصراع الذي تسبب في خسائر بشرية ومادية فادحة في كل من لبنان وإسرائيل.
وفتح حزب الله جبهة إسناد لغزة ضد إسرائيل غداة الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 وأدى إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة.
ودخل حزب الله والجيش الإسرائيلي في حرب مفتوحة في 23 سبتمبر وتوغّل الجيش الإسرائيلي بعدها بأسبوع في جنوب لبنان.
وتسبّبت الغارات وعمليات القصف الإسرائيلية على مختلف أنحاء لبنان والمواجهات بمقتل أكثر من 3540 شخصا في لبنان منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، غالبيتهم منذ بدأت حملة القصف الإسرائيلية العنيفة في 23 سبتمبر.