أهداف تدشين فرقة عسكرية إسرائيلية على حدود الأردن أبعد من تعزيز الأمن

القدس- أعلن الجيش الإسرائيلي عن تدشين فرقة عسكرية جديدة على الحدود مع الأردن، بدعوى “حماية الحدود الشرقية”، بهدف تعزيز أمن الحدود الشرقية بعد العمليات التي تمت أخيرا، غير أن محللين يرون أن الخطوة تهدف إلى أبعد من ذلك ضمن مخطط ضم الضفة وتهويدها وبالتالي تهجير السكان منها.
ويأتي الإعلان عن نشر هذه القوة مع التوجه الإسرائيلي لبناء سياج حدودي بين البلدين وسط تساؤلات عن تأثيراته المحتملة على المملكة وسيادتها، إضافة إلى الأهداف الإسرائيلية من هذه الخطوة.
ونشر متحدث الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي بيانا مساء الأربعاء أفاد فيه بموافقة وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي على “إنشاء فرقة لحماية الحدود الشرقية لإسرائيل”.
وتابع أن قرار تدشين الفرقة جاء بعد دراسة فحصت الاحتياجات العملياتية والقدرات الدفاعية في المنطقة، و”سيتم إخضاعها لمسؤولية القيادة الوسطى بالجيش”.
وقال أدرعي إن الهدف من الفرقة هو “تعزيز الجهود الدفاعية في منطقة الحدود والطريق رقم 90 والبلدات وتوفير استجابة للتعامل مع أحداث إرهابية وتهريب الأسلحة مع الحفاظ على حدود سلام وتعزيز التعاون مع الجيش الأردني”.
ويبلغ طول الحدود الأردنية مع إسرائيل والضفة الغربية 335 كيلومترا، هي 97 كيلومترا مع الضفة الغربية و238 كيلومترا مع إسرائيل.
ويرتبط الأردن وإسرائيل بثلاثة معابر حدودية هي الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي) وجسر الملك حسين (اللنبي) ووادي عربة (إسحاق رابين). والمعابر الثلاثة تعمل بشكل منتظم ويرتبط إغلاقها بالظروف الأمنية داخل إسرائيل، وهو ما يحدث بوتيرة محدودة.
وتبدو الخطوة الإسرائيلية مثيرة للقلق على الجانب الأردني، فبحسب الفريق المتقاعد والنائب الأسبق لقائد الجيش الأردني قاصد أحمد، “واضح أن إسرائيل منذ الطوفان وحتى الآن ثبت أنها تحتاج إلى تشكيلات وفرق عسكرية جديدة”.
وأضاف في تصريحات للأناضول “كلفة الحرب والخسائر كانت كبيرة جدا على إسرائيل، وبالتالي الخطط الأمنية الكبرى بشكل عام أثبتت أن الجيش الإسرائيلي تحت ضغط حقيقي ويحتاج إلى تشكيلات جديدة”.
وأردف “لكني أعتقد أن المخطط الحقيقي للمشروع الصهيوني (تشكيل فرقة عسكرية جديدة على الحدود مع المملكة) هو في الضفة الغربية”. واستدرك “العمل الحقيقي هو على ضم الضفة وتهويدها، وبالتالي تهجير السكان منها”.
ولفت إلى أن “جغرافيا الضفة الغربية قد تكون الأكثر حاجة إلى قوات عسكرية في المستقبل”. وأكد أن بالنسبة لإسرائيل، فإن “قوات الشمال (مع لبنان) والجنوب (مع غزة) لا يمكن الاستغناء عنها”.
واعتبر أحمد أن “هذه الفرقة باعتقادي وإن كان المطروح أنها تعزز أمن الحدود الشرقية بعد العمليات التي تمت أخيرا (عملية معبر اللنبي) بين الضفة الغربية والأردن وحادثة البحر الميت، وهو عذر وحجة، فالأصل أن هناك مطلوبا قوى عسكرية إضافية بالضفة لأن المشروع فيها سيتعمق ويزداد في الأشهر القادمة”.
ومطلع سبتمبر الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه على بناء سياج على الحدود مع الأردن، على غرار السياج الحدودي مع مصر.
ومنتصف الشهر ذاته، أفادت صحيفة “يسرائيل اليوم” العبرية بأن الجيش بدأ بحفر خندق على الحدود مع الأردن.
وتصاعد الحديث عن مشروع إقامة سياج حدودي عقب عملية معبر “اللنبي” في الثامن من سبتمبر التي قُتل فيها 3 إسرائيليين برصاص مواطن أردني، وحادثة البحر الميت في الثامن عشر من أكتوبر الجاري التي أصيب فيها إسرائيليان وقتل المنفذان وهم أردنيان.
وفي اليوم التالي لحادثة البحر الميت قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين عبر منصة إكس “مع دخول المتسللين وتهريب الأسلحة غير المشروعة والعمليات المعادية، سأعمل في الحكومة على تسريع بناء سياج على طول الحدود مع الأردن”.
وسبق لعمان أن نفت مزاعم إسرائيلية عن تهريب أسلحة من الأردن، ويرى مراقبون أن موقف الأردن من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة دفع تل أبيب نحو محاولة افتعال أزمات مع عمان للتأثير عليها، وكان طريقها لذلك “عبر الحدود”.
وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 حربا على غزة، أسفرت عن أكثر من 144 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
اقرأ أيضا:
• إسرائيل تراكم الإنجازات التكتيكية في لبنان لتحويلها إلى مكاسب إستراتيجية
• إصرار على مفاوضات في الدوحة بلا أفق سياسي
• ماذا لو نجحت "صفقة الممر الآمن" وعادت غزة إلى السلطة الفلسطينية
• رسالة سعودية حازمة إلى المجتمع الدولي عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة