أهداف انتخابية مشتركة ترسخ الأجواء الإيجابية السائدة بين الحزبين الرئيسيين في كردستان العراق

خلافات الحزبين القائدين لتجربة الحكم الذاتي في إقليم كردستان العراق، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني حول بعض تفاصيل تشكيل حكومة جديدة للإقليم، لا تحول دون تواصل الحزبين وتنسيقهما بشأن قضايا لا تقل أهمية بالنسبة إليهما وللإقليم ككل على غرار انتخابات البرلمان العراقي التي يتجهان نحو التقدم إليها متّحديْن حفاظا على تمثيل وازن للإقليم في مؤسسات الدولة الاتحادية.
أربيل (إقليم كردستان العراق)- شرع الحزبان الرئيسيان في إقليم كردستان العراق، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في الإعداد لإنشاء تحالف انتخابي يجمع بينهما خلال الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، وذلك في انعكاس للأجواء الإيجابية السائدة في الوقت الحالي بين الحزبين، وفي مظهر على براغماتيتهما وقدرتهما على تنظيم التنافس السياسي وإدارة الخلافات بينهما وفصل المواضيع والملفات عن بعضها البعض.
ويترافق المسير نحو الانتخابات العراقية مع تواصل جهود تشكيل حكومة جديدة للإقليم في ضوء انتخاباته البرلمانية التي أجريت في أكتوبر الماضي وقد تأخر تشكيلها حتى الآن بسبب عدم توافق الحزبين على صيغة مرضية لكليهما بشأن تقاسم مناصبها.
ويجري الحديث عن تقدّم في جهود تشكيل تلك الحكومة مع وجود بعض النقاط الخلافية التي يبدو أنّها غير مؤثّرة في استعدادهما المشترك لخوض الانتخابات العراقية المقررة لشهر نوفمبر القادم.
ولا يمثّل الحفاظ على تمثيل وازن في البرلمان العراقي فقط مصلحة لكلا الحزبين معا، لكنه ينطوي أيضا على مصلحة حيوية لإقليم كردستان العراق تتمثل في ضمان دور له في صياغة سياسات الدولة الاتحادية وقراراتها والحفاظ على حقوق المواطنين التي تبين خلال تجربة السنوات الأخيرة أن الكثير منها ينتزع انتزاعا وتخاض لأجله الصراعات وتجرى المفاوضات مع القوى المتحكّمة في زمام الدولة، كما هي الحال بالنسبة للمستحقات المالية من حصّة في الموازنة الاتحادية ورواتب لموظفي الإقليم.

رفعت عبدالله: بوحدتنا في بغداد نحقق المزيد من المكاسب لشعب كردستان
وبدأ التواصل بين الحزبين بشأن الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة بزيارة قام بها الأحد وفد من الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة جعفر إيمينكي عضو المكتب السياسي للحزب إلى مقر المكتب السياسي للاتحاد الوطني، وذلك في إطار سلسلة من الاجتماعات التحضيرية للتنسيق المشترك بين الحزبين في الانتخابات، بحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية.
والتقى الوفد مسؤول الانتخابات في الاتحاد الوطني رزكار حاجي حمه حيث ناقش الطرفان الفرص المتاحة للتحالف بين الحزبين في قائمة واحدة للمشاركة في انتخابات البرلمان العراقي، وبالتحديد في المناطق الكردستانية خارج إدارة إقليم كردستان.
وقال موقع كردستان أربع وعشرون الإخباري إنّ الهدف من هذا التنسيق هو تعزيز فرصة الحزبين للحصول على أكبر عدد من المقاعد في تلك المناطق مع التأكيد على أن كل مقعد انتخابي سيكون ذا أهمية كبيرة ولن يتم التنازل عن أي مقعد لصالح الأطراف الأخرى، مشيرا بالاسم إلى محافظة كركوك.
وذكر أن من أهداف التعاون الانتخابي بين الحزبين تكثيف الجهود لزيادة نسبة المقاعد في المحافظة التي تعتبر الأهم على الإطلاق ضمن المناطق التي تعرف بالمتنازع عليها في إشارة إلى عدم التوافق بشأن تبعيتها لإقليم كردستان من عدمه.
وشدّد رفعت عبدالله نائب رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني خلال اجتماع نيابي – حزبي انعقد الأحد في السليمانية على “أهمية التنسيق والعمل المشترك ووحدة الصف بين جميع الكتل الكردستانية في بغداد”، قائلا “بوحدتنا في بغداد ومن خلال تمرير القوانين بتنسيق وتعاون مشترك سنحقق المزيد من المكاسب ونتمكن من إنجاز حقوق ومطالب شعب كردستان.”
وتخوض الأحزاب الكردية الانتخابات في تلك المناطق جنبا إلى جنب باقي القوى السياسية العراقية التي أصبح بعضها منافسا قويا على التموضع فيها والمشاركة في إدارة شؤونها المحلية وتمثيلها في البرلمان الاتّحادي، الأمر الذي يفسّر تركيز الحزبين في تعاونهما على تلك المناطق بالتحديد حتى لا يُحدث نقص التمثيل الكردي فيها فراغا تملؤه قوى أخرى.
وينطوي التنسيق بين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني أيضا على مصلحة سياسية أخرى تتمثل في منافسة باقي القوى الكردستانية على التموقع في البرلمان العراقي، خصوصا وأن بعض تلك القوى بدأ يظهر قدرة على الحصول على حصص جيدة من المقاعد النيابية.
ومن شأن تكتل تلك القوى أن يمثلّ خصما من مكانة الحزبين وتمثيلهما في البرلمان الاتحادي، خصوصا وقد شرعت بعض الأحزاب التي توصف بالمعارضة في التواصل لتشكيل مثل ذلك التكتّل.
وفي هذا الإطار دشنت جماعة العدل الكردستانية اتصالات مع الاتحاد الإسلامي الكردستاني وجبهة الشعب “أسفرت عن استعداد مبدئي لتشكيل ائتلاف انتخابي موحد استعدادا لانتخابات مجلس النواب العراقي المقبلة”، وفقا لوسائل إعلام محلية.
الحفاظ على تمثيل وازن في البرلمان العراقي لا يمثّل فقط مصلحة لكلا الحزبين معا، لكنه ينطوي أيضا على مصلحة حيوية لإقليم كردستان العراق
كما تواصلت الجماعة بحسب موقع مؤسسة دراو ميديا الإعلامية مع حراك الجيل الجديد وشخصيات سياسية مستقلة لدعم مشروع التحالف الانتخابي المراد تشكيله.
وأعلن حراك الجيل الجديد التي يمثل قوة سياسية صاعدة في إقليم كردستان حيث حلّ ثالثا في الانتخابات الأخيرة بحصوله على خمسة عشر مقعدا من مقاعد برلمان الإقليم أنّ أبوابه “مفتوحة أمام التحالفات والعمل المشترك ولا توجد خطوط حمراء على أي حزب باستثناء الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني”.
ويأتي هذا الحراك الحزبي بينما تتواصل عملية تسجيل التحالفات السياسية الراغبة بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية والتي تمّ تمديد الفترة الزمنية المخصصة لتلك العملية الأحد بعد أن انتهت الأحد، وفق ما أعلنته جمانة غلاي المتحدثة باسم المفوضية العليا للانتخابات في تصريحات صحفية.