أهالي معتقلين فلسطينيين يأملون في أن يشمل اتفاق غزة ذويهم

600 فلسطيني في السجون الإسرائيلية محكومين أحكاما طويلة بالمؤبد أو مدى الحياة.
الخميس 2025/01/16
يعيشون على أمل

غزة - يأمل أهالي معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية بأن يشمل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الإفراج عن أبنائهم.

وتوصلت حركة حماس وإسرائيل الأربعاء إلى اتفاق هدنة بعد حرب متواصلة منذ أكثر من 15 شهرا سقط فيها الآلاف من القتلى. ويشمل الاتفاق تبادل رهائن محتجزين في القطاع الفلسطيني وفلسطينيين معتقلين في إسرائيل.

وتتحدّث فائدة البرغوثي، زوجة المعتقل عبدالله البرغوثي المحكوم بالسجن المؤبد 67 مرة في إسرائيل إضافة إلى 5200 سنة سجنا، عن “تفاؤل”، لكنها تفضّل عدم الاستطراد في الكلام.

وتتهم إسرائيل البرغوثي بالوقوف وراء مقتل 67 إسرائيليا بين عامي 2000 و2003.

وبالنسبة لوفاء غلمي، زوجة المعتقل عاهد غلمي (57 عاما) المحكوم بالسجن المؤبد إضافة إلى خمس سنوات سجنا، “المهم في هذه الصفقة في الوقت الحالي هو وقف إطلاق النار لأجل أهالي غزة.”

وتضيف “قضية تبادل الأسرى بالتأكيد ستكون تحصيلا حاصلا.”

وغلمي متهم بالمسؤولية عن خلية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اغتالت وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي في العام 2001.

وتضيف “كعائلة، طبيعي أن نأمل” بالإفراج عن عاهد غلمي، “لأن هذه فرصة كي نعود عائلة من جديد ونعيش مثل البشر.”

من المتوقع أن يتراوح عدد المفرج عنهم من المعتقلين الفلسطينيين بين 990 و1650 من بينهم رجال ونساء وأطفال

وتروي الزوجة أن عند اعتقال غلمي، “كنت حاملا بابنتي ريتا. في حال إطلاق سراحه ضمن الصفقة، ستكون هذه المرة الأولى التي سترى ريتا فيها أباها وتجلس معه.”

وارتفع كثيرا عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بعد هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل. واليوم، يوجد في تلك السجون 10400 معتقل فلسطيني، إضافة إلى المئات من المعتقلين من قطاع غزة لا تملك المؤسسات الفلسطينية التي تتابع أوضاع المعتقلين معلومات عنهم.

وبين المعتقلين، 600 فلسطيني محكومين أحكاما طويلة بالمؤبد أو مدى الحياة. كذلك، هناك 21 فلسطينيا معتقلين لدى الدولة العبرية من قبل توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في العام 1993.

وهناك حوالي 3376 فلسطينيا رهن الاعتقال الإداري، وهو نظام اعتقال ورثته إسرائيل عن الانتداب البريطاني، ويتم بموجبه وضع الشخص رهن الاعتقال دون توجيه تهمة محددة له، ويصنّف “ملفه سرّيا” لفترات تبدأ بثلاثة شهور ومن الممكن أن يتمّ تمديدها لسنوات.

وبين المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل أيضا 340 طفلا و84 امرأة.

ومن المتوقع أن يتراوح عدد المفرج عنهم من المعتقلين الفلسطينيين بين 990 و1650 من بينهم رجال ونساء وأطفال.

هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني تقول إن هناك 64 "أسيرا شهيدا" تحتجز إسرائيل جثثهم

وتقول هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني إن هناك 64 “أسيرا شهيدا” تحتجز إسرائيل جثثهم، من بينهم 53 جثة تحتجزها منذ بدء الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.

ومنذ بدء الحديث عن اقتراب توقيع اتفاق بين إسرائيل وحماس، توالت الاتصالات الهاتفية على المؤسسات التي تتابع أوضاع المعتقلين الفلسطينيين.

وتقول المتحدثة باسم نادي الأسير أماني سراحنة “لا تمر دقيقة على نادي الأسير إلا ويتلقى اتصالا من أهالي الأسرى يسألون عن أبنائهم إن كانوا ضمن الصفقة المرتقبة أم لا.”

وتضيف “لا ندري ماذا نقول لهم.”

وتنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أسماء فلسطينيين مع توقعات بالإفراج عنهم، الأمر الذي اضطر نادي الأسير إلى نشر بيان يطالب فيه أهالي الأسرى بعدم تصديق كل ما ينشر.

في العام 2011، وقّعت كلّ من إسرائيل وحماس “صفقة شاليط” التي حملت اسم الجندي الذي كان محتجزا في قطاع غزة. حينها، أطلقت إسرائيل سراح 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل الجندي. ولاحقا، أعادت إسرائيل اعتقال نحو 48 منهم ويتوقع البعض أن تشملهم الصفقة الحالية.

وحينها، أصابت “خيبة الأمل” العشرات من أهالي المعتقلين الذين توقّعوا أن يكون أبناؤهم بين المفرج عنهم، لكنهم لم يخرجوا من السجن.

وتنتظر الشابة أقصى محمد (20 عاما) بشغف أخبار صفقة التبادل، على أمل أن ترى والدها الذي اعتقل قبل عام.

وكان محمد أمضى 20 عاما في السجون الإسرائيلية، وأفرج عنه قبل اندلاع الحرب، لكن أعيد اعتقاله بعدها بفترة وجيزة ووضع رهن الاعتقال الإداري.

وتقول أقصى “لم نهنأ مع والدي حين أنهى فترة اعتقاله الأولى، وأتمنى من الله أن يكون ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.”

2