أهالي شبعا اللبنانية يحضرون مؤونة الشتاء استباقا لإمكانية توسع الحرب

الأهالي يسعون إلى ضمان وجود إمدادات كافية في حال تدهور الأوضاع وقطع خطوط الإمداد.
الأربعاء 2024/08/21
في سباق مع الوقت لتحضير الكشك

بيروت - بدأ أهالي بلدة شبعا الحدودية جنوب لبنان بتحضير مؤونة الشتاء قبل أوانها المعتاد لمواجهة أيّ تطورات قد تسفر عن اندلاع حرب واسعة بين حزب الله وإسرائيل.

وعقب عملية اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في 30 يوليو الماضي، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران في اليوم التالي، ارتفع منسوب التوتر في المنطقة بين إسرائيل والمحور المدعوم من إيران، وزادت مخاوف اللبنانيين بشأن المستقبل.

وقالت بعض نساء البلدة إنهن بدأن بتحضير المؤونة وتخزين المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية في منازلهن خوفًا من توسع المواجهات واحتمال إغلاق الطرقات أو انقطاعها.

الأخبار التي تتوقع حصول حرب واسعة دفعت الأهالي للتسريع بتحضير المؤونة التي كان من المعتاد تحضيرها مع بدايات الخريف

ويعكس هذا التحرك القلق المتزايد من احتمالية توسع المواجهات، حيث يسعى الأهالي إلى ضمان وجود إمدادات كافية في حال تدهور الأوضاع وقطع خطوط الإمداد.

وكشف ناصر ياسين، الوزير المشرف على التخطيط للطوارئ في حالة نشوب صراع أوسع نطاقاً، الأسبوع الماضي، أن لبنان سيحتاج إلى 100 مليون دولار شهرياً لتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية وغيرها من الاحتياجات في أسوأ السيناريوهات.

وأضاف “ستكون تلبية جزء صغير حتى ولو 10 أو 15 في المئة من ذلك، مسألة كبيرة بالنسبة إلى الحكومة. سنحتاج من المانحين تكثيف جهودهم”.

وتقل بالفعل المساعدات الدولية للبنان الذي لم يتلق إلا ثلث المبلغ الذي يسعى إليه، وهو 74 مليون دولار، خلال فترة الصراع المستمر منذ عشرة أشهر بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.

ولفتت سعيدة مركيز (68 عامًا)، من أهالي شبعا، إلى أنها تعمل على “تبريد الكشك (أكلة لبنانية تقليدية من اللبن والبرغل المجفف) في الهواء بعد طحنه لوضعه في أوعية زجاجية مخصصة لتخزينه”.

وأضافت “بسبب الحرب يجب على الناس تحضير المؤونة الشتوية، ونحن نعمل اليوم على التسريع في تحضير المؤونة من أجل الانتهاء منها مبكرًا”.

وعللت مركيز ذلك بالقول إنه “بعد فترة من الزمن قد يحدث قصف إسرائيلي بينما المؤونة لا تزال في مرحلة تعريضها للشمس (لخفض نسبة المياه من الخلطة) على السطح”.

وأوضحت أنه “يمكن للقصف الذي قد يحصل أن يفسد الكشك الذي يحتاج إلى وقت محدد بالشمس وإلا يصبح محروقا أو لا يستخدم نهائيًا”.

وأشارت المسنّة اللبنانية إلى أن ” الأخبار التي تتوقع حصول حرب واسعة دفعت الأهالي للتسريع بتحضير المؤونة التي كان من المعتاد تحضيرها مع بدايات الخريف”.

وأضافت “أغلبية الأهالي في شبعا يجهزون المؤونة في الصيف ليستهلكوها في الشتاء، أما هذه السنة لم نحضر الكثير بسبب الحرب، لكنني حضّرت القليل لأجل أن تكون في البيت مؤونة في حال اندلعت حرب كبيرة”.

من جهتها، قالت زكية صعب (76 عاما) من أهالي شبعا، “نحن صامدون في بلدتنا رغم القصف اليومي، نعيش هنا في منزلنا لأننا لا نستطيع الذهاب إلى أيّ مكان آخر ونأمل أن تهدأ الأمور”.

وتضيف زكية التي تعيش هي وشقيقتها في المنزل بعد نزوح عائلتها إلى مدينة صيدا جنوب لبنان “نقوم بتحضير المؤونة من اللبنة والكشك والزعتر والنعناع اليابس لي ولإخوتي الذين صمدوا معنا هنا في شبعا”.

الحدود اللبنانية تشهد مخاوف متزايدة من امتداد الحرب الإسرائيلية على غزة واتساعها إلى نزاع إقليمي

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت تتخوّف من اندلاع حرب واسعة، قالت “أنا لست خائفة، العمر بيد الله، وهو الذي يبعد القصف عنا وعن البلد، لنبقى مستورين هنا في منازلنا”.

وأردفت زكية “سرّعنا هذا العام من تحضير مؤونة الشتاء للذين بقَوا هنا في البلدة خوفًا من توسع الاشتباكات وإقفال الطرقات، وأن يصبح وصول تجّار المواد الغذائية إلى بلدتنا صعبًا”.

وتشهد الحدود اللبنانية مخاوف متزايدة من امتداد الحرب الإسرائيلية على غزة واتساعها إلى نزاع إقليمي، في ظل تأهب تل أبيب لرد من إيران وحزب الله جراء اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، وتبني تل أبيب اغتيال القيادي البارز في “حزب الله” فؤاد شكر.

ومنذ 8 أكتوبر تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات من القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.

وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أميركي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، خلّفت أكثر من 132 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.

وفي أعقاب اغتيال شكر وهنية أكد حزب الله كما إيران مرارا على وجوب فصل الرد عن أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

2