أهالي السويداء يقايضون النظام السوري: إطلاق سراح داني عبيد مقابل الإفراج عن ضباط بينهم عقيد

محافظة السويداء تشهد احتجاجات شعبية لم تهدأ تطالب بالتغيير السياسي وتحقيق العدالة.
الثلاثاء 2024/04/30
احتجاجات حاشدة

السويداء (سوريا) - اضطرت السلطات السورية إلى إطلاق سراح طالب جامعي يدعى داني عبيد، في أعقاب إقدام بعض الأهالي في السويداء على احتجاز ضباط للضغط من أجل الإفراج عنه.

 وتزامنت الخطوة مع استقدام القوات السورية المزيد من التعزيزات الأمنية لليوم الرابع على التوالي إلى المحافظة الواقعة في جنوب سوريا والتي تقطنها غالبية درزية.

وتشهد محافظة السويداء منذ أغسطس احتجاجات شعبية لم تهدأ تطالب بالتغيير السياسي وتحقيق العدالة وكف يد الأجهزة الأمنية وتغول سلطة البعث.

وقد تعرض الطالب الجامعي عبيد إلى الاعتقال لمدة خمسة وسبعين يوما في مدينة اللاذقية، بتهمة “النيل من هيبة الدولة”.

وجاء اعتقال الشاب الذي يدرس في جامعة تشرين بمحافظة اللاذقية الساحلية، بسبب مشاركته لمنشور في موقع فيسبوك احتوى على تظاهرات سلمية ضد النظام.

وذكرت مصادر أن عناصر أمنية داهمت حرم السكن الجامعي في اللاذقية، في فبراير الماضي، لاعتقال الطالب من غرفته.

وأوضح المحامي السوري أيمن شيب الدين، في صفحته على موقع فيسبوك، أن داني قد تعرض للضرب المبرح أمام رفاقه، وذلك قبل اقتياده إلى فرع الأمن الجنائي في اللاذقية، ومن ثم إلى فرع الأمن السياسي.

وبعدها مثل الشاب أمام قاضي التحقيق في اللاذقية، الذي أمر بتوقيفه بجرم “النيل من هيبة الدولة”، وإحالته خلال شهر من التوقيف ليحاكم في محكمة الجنايات باللاذقية.

رئيس فرع الهجرة والجوازات العميد الركن منار محمود على رأس الضباط الذين اختطفوا من أجل الإفراج عن داني عبيد

ولفت المحامي المهتم بشؤون النشطاء المعتقلين، إلى أنه كان قد جرى تفتيش هاتف الطالب الذي احتوى على تظاهرات سلمية ضد النظام، مؤكدا أن قاضي التحقيق وقاضي الإحالة قد رفضا جميع طلبات إخلاءات السبيل (إطلاق السراح) التي قدمت لهما.

 وأضاف أن والدة الطالب المعتقل كانت قد تمكنت من زيارته، حيث شاهدت آثار الضرب والتعذيب على جسده.

وقد أجج اعتقال عبيد غضب أهالي السويداء، وأقدمت مجموعة المدينة في الخامس والعشرين من أبريل على احتجاز عدد من الضباط بينهم ضابط برتبة عقيد.

ولقى إطلاق سراح عبيد ارتياحا كبيرا في صفوف أهالي السويداء حيث استقبلوه بحفاوة وبالرفع على الأكتاف، لكن مراقبين يرون أن ما حدث من عملية مساومة، للإفراج عن الطالب باحتجاز عدد من الضباط، قد يدفع النظام إلى تغيير تعاطيه مع احتجاجات السويداء، والتي اعتمد فيها حتى الآن سياسة ضبط النفس لتفادي تكرار خطأ مواجهة المحتجين في العام 2011.

ومنذ عام 2014 تعمد مجموعات مسلحة في السويداء إلى خطف ضباط وعناصر للنظام، كي تتم مبادلتهم بأي شخص يتم اعتقاله.

وكان رئيس فرع الهجرة والجوازات في السويداء العميد الركن منار محمود والعناصر المرافقة له على رأس الضباط الذين اختطفوا من أجل الإفراج عن عبيد قبل أيام.

كما احتجز بالتزامن معه ضابط وعناصر أخرى بالقرب من بلدة المزرعة غربي السويداء، وأفرج عنهم جميعا الاثنين بعد التأكد من وصول الشاب عبيد إلى المدينة.

ويقول نشطاء إن احتجاز الضباط أتى مختلفا هذه المرة، ففي العادة كان فصيل مسلح يدعى  “رجال الكرامة” هو من يتولى مثل هذه العمليات للمقايضة، لكن هذه المرة من قام بذلك هي مجموعات أهلية، وهذا تطور يرى النظام أنه خطير جدا، يهدد سلطته على المحافظة.

2