أنقرة توتر علاقتها ببرلين باحتجاز محام للسفارة الألمانية

السلطات التركية تعتقل محاميا تركيا يعمل لحساب السفارة الألمانية في أنقرة منذ شهر سبتمبر الماضي.
الجمعة 2019/11/22
خطوة غير واضحة

برلين – يمضي النظام التركي قدما في انتهاجه سياسة استعداء حلفائه، فبعد تهديد الأوروبيين بطوفان من المهاجرين تواصل تركيا ملاحقة العاملين في السفارات الغربية، وبخلاف اعتقال موظفين أتراك من العاملين في السفارة الأميركية في أنقرة جاء الدور هذه المرة على السفارة الألمانية.

وأكدت وزارة الخارجية الألمانية أن السلطات التركية اعتقلت محاميا تركيا يعمل لحساب السفارة الألمانية في أنقرة في سبتمبر، معتبرة أن هذه الخطوة “غير مفهومة”.

وتأتي هذه الخطوة وسط توتر العلاقات بين تركيا وألمانيا التي يقيم فيها نحو ثلاثة ملايين شخص من أصل تركي، بعد تدخل أنقرة مؤخرا في شمال شرق سوريا وتهديداتها بإطلاق موجات جديدة من اللاجئين الفارين من العنف في سوريا نحو أوروبا.

وقال مصدر دبلوماسي ألماني “تم اعتقال محامي التعاون في سفارتنا في أنقرة في منتصف سبتمبر”، مؤكدا تقريرا لمجلة در شبيغل الأسبوعية. وأضاف “اعتقاله غير مفهوم بالنسبة إلينا”. وتابع أن المحامي “قدم دعما متعارفا عليه دوليا، وفي رأينا، دعما مقبولا دون جدال للبعثة الألمانية في تركيا”. وأضاف أن ألمانيا “تعمل بشكل مكثف على توضيح المزاعم وتحريره من الحجز”.

وذكرت در شبيغل أن المحامي قد ساعد السفارة في بحث حول المواطنين الأتراك الذين تقدموا بطلبات لجوء في ألمانيا قبل الاشتباه بأنه يمارس التجسس.

بعد تهديد الأوروبيين بطوفان من المهاجرين تواصل تركيا ملاحقة العاملين  والموظفين في السفارات الغربية

وأضافت أن المسؤولين الألمان “يخشون أن تصل البيانات الحساسة والملفات الكاملة لما يصل إلى 50 طالب لجوء إلى جهاز المخابرات التركي”.

وبعض الأشخاص المعنيين هم نشطاء أكراد وأتباع الداعية فتح الله غولن الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة ويتهمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه خطط لمحاولة انقلاب عام 2016. وكانت وزارة الخارجية الألمانية طالبت الحكومة التركية في وقت سابق بالالتزام بميثاق الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، بحق المعتقلين والسجناء والمشتبه بهم وسجناء الرأي.

وقالت متحدثة باسم الوزارة في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية “ندين أي شكل من أشكال التعذيب وسوء المعاملة، فهي أمور خارجة عن نطاق القانون”.

وطالبت المتحدثة الحكومة التركية على نحو حثيث “بالالتزام بالمعايير الدولية التي ألزمت نفسها بها”، والتي من بينها، إلى جانب الميثاق الأممي لمناهضة التعذيب، التزامات مجلس أوروبا بالوقاية من التعذيب.

وقبل ذلك كان الصحافي في صحيفة فيلت الألمانية دينيز يوجيل قضى عاما في الحبس في تركيا حتى تم الإفراج عنه في فبراير العام الماضي.

واتهم الادعاء العام التركي يوجيل بالترويج للإرهاب وإثارة الفتن.

وغادر الصحافي الألماني دينيز يوجيل تركيا بعد إطلاق سراحه بعد أن أثار حبسه جدلا واسعا، ولا تزال قضيته سارية هناك.

5