أنقرة تواصل عملياتها في سوريا بعد إشادة أردوغان باتفاق قسد ودمشق

مسؤول تركي يؤكد أن أنقرة تشعر بتفاؤل حذر تجاه الاتفاق لكنها اهتمامها ينصب على تنفيذه وليس التعبير عن النوايا.
الأربعاء 2025/03/12
التصعيد التركي: رسالة واضحةرغم التطورات السياسية

أنقرة - أكد مسؤول في وزارة الدفاع التركية، الأربعاء، أن عمليات بلاده العسكرية ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا، "مستمرة" بما في ذلك الثلاثاء، وذلك عقب تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان أشاد فيها باتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والحكومة الجديدة في دمشق.

ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن موقع العمليات، حسب وكالة "رويترز".

وتعتبر أنقرة قوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر على جزء كبير من شمال شرق سوريا، جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور، وقد نفذت عدة عمليات توغل عبر الحدود ضدهم.

وشدد الرئيس التركي الثلاثاء، على أن الاتفاق الذي أبرمته السلطات السورية مع قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية، والذي يقضي بدمج مؤسسات الإدارة الذاتية ضمن إطار الدولة السورية، "سيخدم السلام".

وخلال إفطار رمضاني، قال إن "التطبيق الكامل للاتفاق الذي تم التوصل إليه (الاثنين) سيخدم الأمن والسلام في سوريا. الفائز سيكون كل أشقائنا السوريين".

وأعلنت الرئاسة السورية، الإثنين، التوصل إلى اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية حول "دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز"، على أن يبدأ تنفيذه بالكامل بحلول نهاية العام.

وتتألف قوات سوريا الديمقراطية بغالبيتها من وحدات حماية الشعب الكردية، التي لعبت دورا محوريا في التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية"، لحين تمكنت من دحره من آخر معاقله في 2019 .

وترى تركيا، حليفة دمشق الجديدة، هذه الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف لديها منظمة إرهابية، وظلت تضغط لإيجاد حلول تتعلق بمستقبل تلك القوات.

وشدد أردوغان على أن بلاده تولي "أهمية كبرى للحفاظ على سلامة جارتنا سوريا ووحدة أراضيها"، مؤكدا أنها ترى "كل جهد لتطهير سوريا من الإرهاب خطوة في الاتجاه الصحيح".

وبدوره، رحب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الثلاثاء بالاتفاق الذي وقعته السلطات السورية مع قوات سوريا الديمقراطية.

وقال روبيو في بيان إن "الولايات المتّحدة ترحب بالاتفاق الذي تم الإعلان عنه مؤخرا بين السلطات السورية المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية لدمج الشمال الشرقي في سوريا موحدة".

وفي وقت سابق، نقلت وكالة "رويترز"، الثلاثاء، عن مصدر تركي قوله إن أنقرة تشعر "بتفاؤل حذر" تجاه الاتفاق الذي أبرم بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، وبين الحكومة السورية الجديدة، مضيفاً أن أنقرة تريد رؤية كيف سيتم تنفيذ الاتفاق أولاً.

وقال المسؤول لوكالة "رويترز" إن الاتفاق لم يغير من عزم تركيا "على مكافحة الإرهاب"، وإن أنقرة "ما زالت مصرة على مطلبها، وهو تفكيك ونزع سلاح وحدات حماية الشعب الكردية" التي تقود قوات سوريا الديمقراطية.

وأضاف المسؤول "نشعر بتفاؤل حذر تجاه الاتفاق.. ونتطلع إلى كيفية تنفيذه في هذه المرحلة.. قدم التنظيم الإرهابي وعوداً في السابق أيضاً، ولذا نتطلع إلى التنفيذ وليس التعبير عن النوايا هنا".

وقال المسؤول التركي مشترطاً عدم الكشف عن هويته إن الاتفاق لا يغير عزم تركيا على مكافحة الإرهاب. وأضاف "من غير المقبول أن يدخل هؤلاء الأشخاص (وحدات حماية الشعب) المؤسسات السورية دون تفكيك سلسلة قيادتهم. ثم هناك سلسلة قيادة داخل سلسلة القيادة. من المهم إدماجهم، وليس دخولهم مع استمرار كونهم وحدات حماية الشعب".

ويأتي الاتفاق في إطار جهود السلطات السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع لإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وتوحيد السيطرة على كامل الأراضي السورية، بعد أكثر من 13 عاما من النزاع.

ويتزامن الاتفاق الأخير مع دعوة تاريخية أطلقها عبدالله أوغلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني المسجون، دعا فيها إلى إلقاء السلاح وحل الحزب الذي بدأ تمرده ضد الدولة التركية عام 1984.

ومنذ عام 2016، سيطرت تركيا مع فصائل سورية موالية لها على مناطق حدودية واسعة في شمال سوريا، بعد عمليات عسكرية عدة شنتها ضد المقاتلين الأكراد بشكل رئيسي.

وأدت العمليات إلى موجات نزوح واسعة من مناطق ذات غالبية كردية. ويأمل الأكراد أن يشكل الاتفاق مقدمة لعودة النازحين إلى مناطقهم، لا سيما عفرين، شمالي سوريا.

وأعقب الإعلان عن الاتفاق بين دمشق وقسد، تحذير وزراء خارجية دول الجوار السوري من عمان، الأحد، من خطر عودة تنظيم داعش، وأكدوا اتفاقهم على التعاون والتنسيق للتصدي للتنظيم المتطرف.

وتعهّد وزير خارجية تركيا هاكان فيدان خلال الاجتماع، بمواصلة "العمل بكل قوتنا، وخاصة في مكافحة الإرهاب، لمنع ظهور داعش مرة أخرى في المنطقة والقضاء عليه تماما، من خلال الجمع بين قدراتنا كدول خمس"، شاركت في الاجتماع. والدول المشاركة هي سوريا والأردن ولبنان والعراق وتركيا.