أنقرة تقامر بتأزيم العلاقات مع واشنطن باختبارها منظومة إس-400 الروسية

اسطنبول ـ لا تزال الولايات المتحدة تعبر عن رفضها لصفقة الصواريخ الروسية أس-400 لتركيا، حيث مضت حكومة العدالة والتنمية في الصفقة على الرغم من الموقف الأميركي الداعي تركيا إلى تخلي عن المنظومة الدفاعية.
وقالت وسائل إعلام تركية إن طائرات حربية من الطراز إف-16 ستحلق فوق العاصمة التركية أنقرة الاثنين لتجربة منظومة الدفاع الصاروخي إس-400 الروسية الجديدة.
كان شراء أنقرة لمنظومة إس-400 عاملا رئيسيا في توتر العلاقات مع واشنطن، التي تقول إن المنظومة لا تتوافق مع دفاعات حلف شمال الأطلسي وتشكل تهديدا للطائرة المقاتلة الأميركية إف-35 القادرة على التخفي عن أعين أجهزة الرادار.
ويرى الأميركيون في النظام الروسي تهديدا مباشرا لطائراتهم في تلك المنطقة، وقد عارضت واشنطن شراء تركيا للنظام الدفاعي الصاروخي الروسي وهددت بفرض عقوبات على أنقرة ومنذ ذلك الحين لم يتضح موقف الرئيس دونالد ترامب من تلك الخطوة.
وأعلن مكتب حاكم أنقرة الأحد أن طائرات إف-16 وطائرات أخرى تابعة للقوات الجوية التركية ستقوم بطلعات على ارتفاعات منخفضة وعالية فوق أنقرة الاثنين والثلاثاء لاختبار مشروع نظام للدفاع الجوي.
وقالت محطة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية ووسائل إعلام أخرى إن الطلعات الجوية تستهدف خصيصا تجربة نظام رادار إس-400. وبدأت تركيا في تسلم المنظومة الدفاعية في يوليو لكنها لم تدخل العمليات حتى الآن.
وقال تجار عملة إن التقارير أثرت على الليرة التي تراجعت قيمتها إلى 5.7380 ليرة مقابل الدولار من 5.7140 عند الإغلاق يوم الجمعة.
ولعب توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا دورا رئيسيا في هبوط الليرة بنحو 30 في المئة في العام الماضي.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية يوم الخميس إنه ينبغي لتركيا "التخلص من" منظومة إس-400 الروسية. جاءت التصريحات بعدما استضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض.
ووصف ترامب الاجتماع بأنه "رائع". لكن لم يتضح ما إذا كان البلدان الشريكان في حلف شمال الأطلسي قد حققا أي تقدم بخصوص قضية منظومة إس-400.
وقال أردوغان لاحقا إن الضغوط الأميركية للتخلي عن منظومة إس-400 تشكل تعديا على الحقوق السيادية.
وتعتبر أنظمة الصواريخ بعيدة المدى، بما في ذلك أس-300 وأس-400 الروسية، أسلحة فعالة. وتعتبر أس-400 الروسية أحد أفضل أنظمة الصواريخ الاستراتيجية المتوفرة اليوم. وتطوّر روسيا بديلا أفضل لهذه المنظومة وهو “أس-500”.
وتتمثل نقاط قوة أس-300 وأس-400 في قدرتهما المرنة على ضرب أهداف مختلفة من الطائرات والصواريخ الباليستية. كما تعتمد على أجهزة استشعار متطورة تدّعي روسيا أنها تشمل القدرة على اكتشاف الأهداف المخفية.
ويمكن أن تسبب الأنظمة الروسية أضرارا كبيرة في صفوف الخصم إذا أتيحت لها فرصة استهداف طائرات العدو الرئيسية والناقلات التي تزودها بالوقود ونظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا.
وتؤكد واشنطن أن تركيا لا يمكنها حيازة أنظمة دفاع جوي روسية وأميركية متقدمة معا، حيث ستُستخدم لاعتراض الطائرات والصواريخ.