أنقرة تسعى لحماية نفوذها شمال سوريا بتعزيزات عسكرية جديدة

الجيش التركي يرسل تعزيزات عسكرية جديدة إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا.
الأحد 2020/02/02
دبابات تركية وناقلات جند مدرعة إلى إدلب

أنقرة- تسعى تركيا التي تستشعر خطرا يهدد نفوذها شمال سوريا لإيقاف تقدم القوات السورية المدعومة من روسيا والتي تمكنت من دحر الفصائل والميليشيات المدعومة من أنقرة في محافظة إدلب.

وأعلنت مصادر صحفية أن الجيش التركي أرسل السبت تعزيزات عسكرية جديدة إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا.

يأتي ذلك بعد تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتنفيذ عملية عسكرية في محافظة إدلب بذريعة عدم إيفاء الجانب الروسي بتعهداته، وسعيا لإيقاف تدفق اللاجئين على الحدود التركية وحماية البلاد من أي تهديدات جديدة قد تستهدف أمنها، في وقت يطالب فيه المجتمع الدولي أنقرة بإيقاف تدخلها في الشؤون الداخلية لدول الجوار.

وذكرت المصادر أن قافلة تعزيزات تضم دبابات وناقلات جند مدرعة وصلت قضاء ريحانلي المحاذي لمحافظة إدلب بولاية هطاي جنوبي تركيا.

وأضافت أن القافلة توجهت باتجاه الوحدات العسكرية المنتشرة على الشريط الحدودي مع سوريا.

مخاوف تركية من إضعاف الخزان الجهادي في إدلب
مخاوف تركية من إضعاف الخزان الجهادي في إدلب 

يواصل الجيش السوري تقدّمه على الأرض حيث بدأ يقترب تدريجيا من تحقيق هدفه باستعادة الطريق الدولي المعروف بـ“أم 4” الذي يمرّ عبر ريفي إدلب وحلب.

كما استعاد السيطرة على مدينة معرة النعمان، ثاني أكبر مدن إدلب والواقعة بدورها على الطريق أم 4.

ويمرّ هذا الطريق الدولي من ثلاث مدن رئيسية في إدلب، خان شيخون التي سيطرت عليها القوات الحكومية خلال صيف 2019، ومعرة النعمان، ثم مدينة سراقب شمالاً التي لا تزال خارجة عن سيطرتها.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد شدد في تصريحات سابقة على أن بلاده لن تتهاون مع الإرهابيين في إدلب، وقال لافروف إن “المقاتلين من الجماعات المسلحة في حاجة إلى التوقف عن الاتصال بالإرهابيين بأي شكل من الأشكال، ويجب أن يستسلم الإرهابيون، لأنه لا يمكن أن يكون هناك رحمة معهم”.

تصريحات لافروف استفزت الجانب التركي الذي سارع للرد عبر الرئيس رجب طيب أردوغان قائلا إن “صبر أنقرة بدأ ينفد” وأن على النظام السوري وحليفته موسكو وقف العمليات في المنطقة، تلا ذلك اتصال هاتفي بين رئيسي الأركان التركي يشار غولار والروسي فاليري غيراسيموف.

ويعتقد متابعون أن الموقف التركي المتوتر يعود لقلق أنقرة من أن تتجاوز عملية إدلب السيطرة على الطريق الدولي، وأن تفقد أنقرة خزانا جهاديا تراهن عليه في عملياتها التوسعية بالمنطقة العربية وعلى رأسها ليبيا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهم روسيا الأسبوع الماضي بعدم الالتزام بالاتفاقيات التي تهدف إلى إنهاء العنف في سورية، وخاصة في إدلب.