"أنف ليلى مراد" قصص فلسطينية قديمة تتحول إلى رسومات

عمان– يضم معرض “أنف ليلى مراد” الذي يحتضنه غاليري القاهرة – عمان، لوحات للفنانة الفلسطينية رانيا عامودي سبق أن شاركت في مشروع بالتعاون مع الكاتب الفلسطيني زياد خداش وصدر مؤخرا في كتاب بنفس العنوان، بدعم من بلدية رام الله.
وجاء في كلمة الغاليري حول المعرض إن خداش وعامودي يؤكدان في هذا المشروع ارتباط النص السردي بصورة الرسام للحكاية نفسها، وأن نصوص كتاب “أنف ليلى مراد” الذي صدر مؤخرا ليتوج تلك التجربة، تنطوي على طرب، وتعيد كتابة المنسي باستخدام الكلمات والألوان التي تجعل اللوحات قابلة للقراءة بالعين والقلب معا.
ويقول زياد خداش حول هذا المشروع المشترك “نؤمن بأن الضجر أحيانا يكون أساسا لإبداع الأفكار وتأمل المسيرة الفنية، ولأن الفنون تضجر أيضا مثل موظفي مكاتب الوزارات الحكومية؛ فقد جلس فن الكتابة مع فن الرسم، وقررا أن يتشاركا الفكرة، ويستفيدا من خبرات بعضهما بعضا وتقنياتهما”.
ويضيف خداش “قال فن الكتابة لفن الرسم: ‘سأحوّل المشهد إلى قصص‘. ‘وأنا سأحول المشهد إلى لوحات‘ قال فن الرسم. والمشهد لم يكن سوى إعلانات جريدة ‘فلسطين‘ اليافوية التي تأسست على يد عيسى العيسى عام 1911. غرقت أنا والفنانة رانية عامودي في إعلانات الأعداد الممتدة من عام 1911 إلى عام 1948.. إعلانات عن كل شيء، عن الأفلام والأماكن والمقاهي والشركات والمصانع والحفلات الموسيقية والمحاضرات الأدبية والمكتبات وزيارات الضيوف العرب من شعراء وفنانين وموسيقيين. وكان أهم ما فيها هو إعلانات الفقد، فقد لاحظنا تزايد إعلانات فقد الأغراض الشخصية، وكذلك الأشخاص في فترة الأربعينات في المدن الفلسطينية التي كانت تغلي بالصراع المسلح مع الصهاينة الذين يحاولون بقوة احتلال فلسطين”.
ويتابع خداش “قرأنا هذه الإعلانات قراءة فجائعية مؤلمة. إنها إشارات لفقد كبير مخيف ربما سيأتي لاحقا. وهذا ما حدث. فالأغراض الشخصية التي كانت تسقط من أيادي الإنسان الفلسطيني وجيوبه وأكياسه قادت إلى ضياع مهول، هو ضياع البلاد كلها”.
وقد حول الثنائي إعلانات الفقد وغيرها من الإعلانات إلى نصوص ولوحات تستلهم الواقع، وتجنح نحو المخيلة، مستفيدة من مادة تاريخية غنية، ما أعطى اللوحات والقصص معا طابعا توثيقيا جماليا “يضمن حماية الحقيقة من الضياع، ويضمن للفن شروطه وأفقه وشطحه” بحسب تعبير خداش.