أنظار واشنطن العسكرية على أفريقيا

البنتاغون يؤكد أن واشنطن ستخفض عديد عسكرييها في أفريقيا في السنوات المقبلة، وستركز أكثر على التصدي للتهديدات التي يشكلها منافسوها الروس والصينيون.
الأربعاء 2018/12/05
الجيش الأميركي "ملتزم أكثر من أي وقت مضى" في إفريقيا

واشنطن ـ أكد قائد القوات البرية الأميركية في إفريقيا أن الولايات المتحدة "ملتزمة" في القارة "اليوم أكثر من أي وقت مضى" على الرغم من إعلان واشنطن خفض عدد جنودها هناك.

وقال الجنرال روجر كلوتييه في مقابلة مع وكالة فرانس برس الثلاثاء "لا نحن لا نوقف التزامنا". وأضاف "نحن ملتزمون اليوم أكثر من أي وقت مضى ونبحث عن فرص جديدة لمزيد من المشاركة".

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الشهر الماضي أن الولايات المتحدة ستخفض عديد عسكرييها في إفريقيا بنسبة 10 بالمئة في السنوات المقبلة وستركز أكثر على التصدي للتهديدات التي يشكلها منافسوها الروس والصينيون.

حاليا ينتشر حوالي 7200 جندي أميركي في عشرات الدول الأفريقية خصوصا في الصومال والنيجر وليبيا. لكنها خصوصا وحدات من القوات الخاصة التي تقوم بعمليات مشتركة مع الجيوش الوطنية ضد الجهاديين.

الجنرال روجر كلوتييه: نحن ملتزمون اليوم أكثر من أي وقت مضى ونبحث عن فرص جديدة لمزيد من المشاركة
الجنرال روجر كلوتييه: نحن ملتزمون اليوم أكثر من أي وقت مضى ونبحث عن فرص جديدة لمزيد من المشاركة

أما قوات سلاح البر الأميركي في أفريقيا التي تضم حوالي ألفي جندي، فتعمل في نحو أربعين بلدا أفريقيا في مهمات لتأهيل القوات المسلحة الوطنية وخصوصا تلك المشاركة في عمليات حفظ السلام، كما قال كلوتييه.

وأوضح أن هؤلاء الجنود يشاركون في مناورات مشتركة وعمليات تعاون خصوصا مع القوات الفرنسية في عملية برخان في مالي التي يقدمون لها مساعدة لوجستية خصوصا.

وقال الجنرال الأميركي روجر كلوتييه "نحن هنا لهدف وقائي (...) لمحاولة تجنب الأزمة وتعزيز قدرات الجيوش الأفريقية لتتمكن من تسوية مشاكلها الخاصة بها".

لذلك يشارك الجيش الأميركي في أجهزة الحرس الوطني لعدة ولايات أميركية ابرمت اتفاقات شراكة مع بعض الدول الأفريقية. فداكوتا الشمالية مثلا تستقبل عسكريين من البينين وغانا وتوغو لتأهيلهم. وكارولاينا الشمالية وقعت اتفاق شراكة مع بوتسوانا، ومثلها ماساتشوستس مع كينيا.

وأكد الجنرال الأميركي أن "العسكريين الأفارقة الذين يتم تأهيلهم" في الولايات المتحدة "يصبحون قادة في بلدانهم"، مؤكدا أنها "عملية تدريجية".

وقال إن إقامة علاقات طويلة الأمد مع قادة هذه الدول "لا يمكن أن يتم بالبقاء أسبوعا في بلد مع قليل من التدريب ثم الرحيل".

وهذا النوع من العلاقات يفسر سبب طلب قادة ليبيريا خلال انتشار وباء الحمى النزفية ايبولا في 2014، من شريكتهم ولاية ميشيغن مساعدة. ونشر مئات العسكريين الأميركيين للمساعدة على وقف انتشار الوباء.

وتولى الجنرال كلوتييه مهامه قبل ثلاثة أشهر. قبل ذلك كان رئيسا لأركان القيادة الأميركية لأفريقيا (أفريكوم).

وقد اكتسب شهرة عندما كان في هذا المنصب بعد نشره تقرير التحقيق حول هجوم أكتوبر 2017 ضد مجموعة للقوات الخاصة الأميركية في النيجر أسفر عن مقتل أربعة أميركيين وأربعة نيجريين.

وقال إن القوات الأميركية استخلصت العبر من هذا الحادث. وأضاف "ما إن نعرف أن جنودنا يتحركون في القارة حتى يجري فحص أوسع للمكان الذي يعملون فيه وماذا يفعلون ومن اقتادوا معهم وما هي الخطط الموضوعة للحالات الطارئة".