أنظار العالم تتجه لهدنة في الخرطوم من 7 أيام

إعلان جنوب السودان عن موافقة قائدي الجيش وقوات الدعم السريع عن هدنة جديدة بأسبوع يأتي وسط جهود دولية وإقليمية لدفع طرفي القتال إلى التهدئة والعودة لطاولة المفاوضات لإنهاء الأزمة.
الأربعاء 2023/05/03
الآمال معلقة على هدنة طويلة لانهاء القتال في الخرطوم

جوبا/الخرطوم  - تتجه أنظار العالم إلى هدنة من سبعة أيام في السودان تبدأ اعتبارا من بعد غد الرابع من مايو بعد أن أعلنت وزارة خارجية جنوب السودان عن موافقة قائدي الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) طرفي القتال على تعيين ممثلين عنهما للتفاوض حول إنهاء الصراع.

ويأتي هذا التطور بينما تتواصل المواجهات المسلحة بين الطرفين في العاصمة الخرطوم وجوارها، وسط تبادل الاتهامات من الجانبين بخرق وقف لاطلاق النار تم الاتفاق عليها سابقا لمدة 72 ساعة في حين تستمر الجهود الدولية والإقليمية لدفع الجنرالين البرهان ودقلو للعودة الى طاولة المفاوضات لحل الخلافات وإنهاء النزاع الدموي.

ويتردد أن جوبا من بين العواصم التي تبدي استعدادا قويا لاستضافة مفاوضات بين طرفي القتال، لكن لا يوجد أي تواصل بين الجنرالين منذ آخر محادثات دارت بينهما في مزرعة على مشارف الخرطوم في الثامن من أبريل كانا قد اتفقا خلالها على تهدئة التوترات.

وبعدها بدا أن قوات الجيش بقيادة البرهان كانت تعد لهجمات مباغتة بالمدفعية ومن سلاح الجو تستهدف مقرات الدعم السريع في الخرطوم، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز مؤخرا، وانطلقت المواجهات في 15 أبريل.

وتسبب المزيد من الضربات الجوية وإطلاق النار من قبل الجيش في منطقة الخرطوم في تعطيل أحدث هدنة قصيرة الأجل.

وقالت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان إن رئيس جنوب السودان سلفا كير شدد على أهمية وقف إطلاق النار لفترة أطول وتعيين ممثلين في محادثات سلام، وهو ما وافق عليه الطرفان. وسبق أن عرضت جوبا التوسط لإيجاد حل لهذا الصراع.

ولم يتضح بعد مدى تماسك هذا الاتفاق بين قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو نظرا لخرق اتفاقات سابقة بوقف إطلاق النار لمدد بين 24 و72 ساعة. ويسري الاتفاق الأحدث بدء من الرابع من مايو الجاري حتى 11 من ذات الشهر.

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة في وقت سابق اليوم الثلاثاء إن الحرب في السودان أجبرت 100 ألف على الفرار عبر الحدود وإن القتال الذي دخل أسبوعه الثالث يتسبب في أزمة إنسانية.

وينذر الصراع بكارثة أوسع نطاقا في وقت تتعامل فيه دول الجوار الفقيرة مع أزمة لاجئين ويعوق القتال تسليم المساعدات في بلد يعتمد ثلثا سكانه بالفعل على مساعدات خارجية.

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن القاهرة ستدعم الحوار بين طرفي الصراع السوداني لكنها أيضا حريصة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وحذر في مقابلة مع صحيفة يابانية الثلاثاء من أن المنطقة بأسرها قد تتأثر. وجاء ذلك في وقت التقى فيه مبعوث قائد الجيش السوداني مع مسؤولين مصريين في القاهرة (اليوم الثلاثاء).

وقال مسؤولون بالأمم المتحدة، إن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للمنظمة مارتن غريفيث يعتزم زيارة السودان اليوم الثلاثاء، لكن لم يتأكد الموعد بعد.

وذكر برنامج الأغذية العالمي أمس الاثنين أنه سيستأنف العمل في الأجزاء الأكثر أمانا في السودان بعد تعليق العمليات مؤقتا في وقت سابق من الصراع الذي قُتل فيه بعض موظفي البرنامج.

وقال مايكل دانفورد المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق أفريقيا "الخطر هو أن هذه لن تكون أزمة سودانية فحسب، بل ستكون أزمة إقليمية".

ولا يُظهر قائدا الجيش وقوات الدعم السريع أي مؤشر على التراجع ومع ذلك فإنهما ليسا قادرين على تحقيق نصر سريع في ما يبدو. وأثار ذلك مخاوف من نشوب صراع طويل الأمد قد يجتذب قوى خارجية.

وتقاسم الطرفان السلطة في السابق في إطار عملية انتقال بدعم دولي نحو انتخابات حرة وحكومة مدنية.

ودعت الأطراف الدولية إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية والعودة إلى الحوار، لكن توجد مؤشرات قليلة على توصل طرفي الصراع لحل وسط على الرغم من تراجع القتال بشكل سمح للدول الأجنبية بإجلاء دبلوماسييها ورعاياها. وفي غضون ذلك، نزح السودانيون من منطقة العاصمة.