أنظار الأردنيين مشدودة إلى الحكومة المقبلة في إسرئيل

عمان - تتركز أنظار الأردنيين هذه الأيام على الساحة السياسية في إسرائيل وما ستسفر عنه المفاوضات التي يقودها زعيم حزب الليكود رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو بشأن تشكيل حكومة جديدة، والتي من المنتظر أن تضم أحزابا يمينية متشددة المعروفة بكرهها للعرب والفلسطينيين.
وتجنب الأردن الإصداح بأي موقف حيال فوز الليكود وأحزاب يمينية متشددة، على غرار “شاس” و”يهدوت هتوراة” و”الصهيونية الدينية”، في انتخابات الكنيست الأخيرة بفارق مهم، لكن ذلك لا يلغي وجود هواجس أردنية حيال طبيعة الحكومة المقبلة، والمسار الذي من الممكن أن تأخذه العلاقة بين الجانبين.
ومنذ توقيع اتفاق وادي عربة للسلام في العام 1994، مرت العلاقة بين الأردن وإسرائيل بالكثير من المنعطفات، لكنها شهدت أسوأ فترة لها خلال تولي نتنياهو رئاسة الوزراء. وترجح أوساط سياسية أردنية وإسرائيلية أن تشهد العلاقة بين البلدين انتكاسة جديدة، بعد انفراجة نسبية تحققت خلال الحكومة الإسرائيلية السابقة التي قادها الوسطي يائير لابيد.
وعملت حكومة لابيد خلال الأشهر الماضية على نزع مفاعيل التوتر التي طبعت العلاقة بين عمان وتل أبيب خلال حكم نتنياهو، وأجرى مسؤولون إسرائيليون على غرار وزير الدفاع بيني غانتس زيارات إلى المملكة، ويتردد أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قام في مارس الماضي بزيارة إلى عمان حيث التقى بالملك عبدالله الثاني.
وترى الأوساط أن الانفراجة التي تحققت باتت مهددة اليوم، خصوصا إذا ما ضمت حكومة نتنياهو المقبلة شخصيات يمينية مثيرة للجدل على غرار بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، حيث يطالب الأول بحقيبة الدفاع والثاني بحقيبة الأمن الداخلي.
وحذر تقرير لـ”هيئة البث العبرية الرسمية” نشر الاثنين من أزمة دبلوماسية محتملة بين الأردن وإسرائيل. وأوضح التقرير أن هناك حساسية خاصة فيما يتعلق بعلاقات إسرائيل مع المملكة، والتي هي الوصي على الحرم القدسي.
وبوجود حكومة يمينية فإنه من الوارد حدوث صدام محتمل مع نواب من ائتلاف نتنياهو المفترض الذين دفعوا إسرائيل لتأكيد سيادتها على الموقع المقدس في القدس والسماح لليهود بممارسة قدر أكبر من حريتهم الدينية في الموقع.
ووفق التقرير أشار مسؤولون أردنيون إلى أنه من المحتمل على نحو كبير أن تتضرر العلاقات مع إسرائيل إذا حاولت الحكومة الجديدة تغيير ترتيب الوضع القائم في القدس الشرقية.
ونقلت الهيئة عن مصدر أردني قوله “أي محاولة لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي ستضر بالتأكيد بالعلاقات بين الأردن وإسرائيل”، ووجه المصدر تحذيرا محددا إلى إيتمار بن غفير، رئيس حزب “القوة اليهودية” الذي من المقرر أن يصبح جزءا من الائتلاف الحاكم، والذي حرص على القيام بجولة في الموقع في ذروة تزايد التوترات.
واعتبر المصدر الأردني أن زيارة بن غفير للموقع و”القيام باستفزازات، ستكون مختلفة تماما إذا فعل ذلك كوزير في الحكومة”.
وفاز نتنياهو وحلفاؤه بأغلبية 64 مقعدا في الانتخابات التشريعية التي جرت الأسبوع الماضي، مما مهد الطريق أمامه للعودة مجددا إلى رئاسة الوزراء إلى جانب تشكيل حكومة مكونة من أحزاب “الصهيونية الدينية” و”حزب شاس” المتشدد و”يهدوت هتوراة”.
وأعرب نتنياهو عن انفتاحه على منح منصب وزاري لبن غفير، الذي كشف أنه وضع منصب وزير الأمن والداخلية نصب عينه، والذي من شأنه أن يمنحه السيطرة على الشرطة، وهي الهيئة التي تفرض حظر صلاة اليهود.