#أنسيفيليزايد_بات_بلوند.. ردّ عربي ساخر على عنصرية الإعلام الغربي

مغردون ينددون بعنصرية الإعلام الغربي وينتقدون الكذب والتضليل مما أسموه "الذباب الإلكتروني الناتو – أوكراني".
الأربعاء 2022/03/02
في وقت الحروب والصراعات تنتشر الشائعات

لندن- أثارت صورة انتشرت بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي لطفلة شقراء “من المفروض أنها أوكرانية” تواجه جنديا روسيا إثر الغزو الروسي لأوكرانيا جدلا وسخرية بعدما تبين أن الصورة للطفلة الفلسطينية عهد التميمي تواجه جنديا إسرائيليا.

وحصدت الصورة الملايين من الإعجابات ونشرت على نطاق واسع في الإعلام الغربي لأن التميمي “شقراء” .

وانتقد مغردون الكذب والتضليل وسخروا مما أسموه “الذباب الإلكتروني الناتو – أوكراني”، وقال مغرد:

واعتبر آخر:

FFadouni@

الكذب والتضليل وصلا بهم إلى استخدام صور عهد التميمي بفلسطين على أنها فتاة أوكرانية تواجه جنديا روسيا، نسوا بأن درجة الحرارة في أوكرانيا 40 تحت الصفر #أوكرانيا_روسيا.

وتهكم حساب:

ونشر مغردون هاشتاغا ساخرا بعنوان #أنسيفيليزايد_بات_بلوند (غير متحضرة لكنها شقراء) للتنديد بعنصرية الإعلام الغربي. وكان المراسل في شبكة “سي.بي.أس نيوز” الأميركية تشارلي داغاتا ينقل الأخبار من كييف في أوكرانيا عندما قال يوم الجمعة إن “أوكرانيا ليست مكانًا، مع كل الاحترام الواجب، مثل العراق أو أفغانستان، حيث يدور صراع محتدم منذ عقود (…) كما تعلمون هذه مدينة حضارية نسبيا وأوروبية نسبيا (…) حيث لا تتوقع أن يحدث ذلك”.

ولم تمرّ مقارنات إعلاميين وسياسيين بين الشرق الأوسط الذي اعتاد على النزاعات، والحرب في أوكرانيا “المتحضّرة” مرور الكرام عند معلّقين عرب على مواقع التواصل الاجتماعي الذين رأوا فيها مقاربة “عنصرية”.

وكثرت الأمثلة على هذه العنصرية التي تكيل بمكيالين في القنوات الفرنسية والأميركية والصحف البريطانية، ما دفع الكثير من وسائل الإعلام المعروفة إلى نشر اعتذارات علنية لتهدئة الغضب على مواقع التواصل. وفي حين لا يختلف العنف والمعاناة بين الحالتين، إلا أن تعامل الإعلام معهما يختلف.

وتدفق عشرات الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين إلى الحدود البولندية واستقبلوا برحابة صدر. لكن حينما يقف سوريون وعراقيون وأفغان عند تلك الحدود، يصف الأوروبيون الأمر بأنه “أزمة مهاجرين”.

ويلاحظ المحلل السياسي والأستاذ في الجامعة الأميركية في باريس زياد ماجد الذي يرحّب بـ”التضامن والإنسانية المذهلين” مع أوكرانيا، “فرقاً صادماً” في التعامل يكشف “تجريد اللاجئين من الشرق الأوسط من الإنسانية”. ويضيف “حينما نسمع تعليقات تتحدّث عن أشخاص يشبهوننا، يلمح ذلك إلى أن القادمين من سوريا والعراق وأفغانستان وأفريقيا ليسوا كذلك”.

صورة الطفلة الفلسطينية الشقراء عهد التميمي انتشرت في الإعلام الغربي على أساس أنها لطفلة من أوكرانيا

وارتكبت وسائل إعلام في الأيام الأخيرة هفوات عدة. ولم تسلم قناة الجزيرة الإنجليزية من هذه الهفوات أيضاً، فقد أرغمت على الاعتذار الأحد بسبب التصريحات “الخالية من الحساسية” التي أدلى بها مذيع حول اللاجئين الأوكرانيين. وعلّق المذيع “الثياب التي يلبسونها تبين أنهم من طبقة وسطى ميسورة، هم حتماً ليسوا لاجئين فارين من مناطق تشهد حرباً في الشرق الأوسط”. وأضاف “يشبهون أي عائلة أوروبية، قد تكون تقطن في حيّكم”.

ونددت الاثنين جمعية أميركية للصحافيين العرب ومن الشرق الأوسط (AMEJA) بما اعتبرته عدة “أمثلة على تغطية إعلامية عنصرية تعطي لضحايا بعض الحروب أهمية أكثر من غيرهم”. وتحدّثت في بيان عن “عقلية شائعة في الصحافة الغربية التي تنزع نحو التعامل مع المأساة في بعض مناطق العالم كما الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا وأميركا اللاتينية على أنها أمر طبيعي”.

ويثير هذا الاختلاف في التعامل الاستغراب أكثر كون موسكو منخرطة إلى جانب النظام منذ ست سنوات في النزاع السوري الدامي، كما يرى زياد ماجد. ويضيف أنه قبل الحرب في أوكرانيا كان الميدان السوري بمثابة “مختبر” للجيش الروسي “اختبر فيه ترسانته العسكرية واستراتيجياته”.

وعلّق الصحافي فيليب كوربيه على قناة “بي.أف.أم” الفرنسية بالقول “لا نتحدث هنا عن سوريين هاربين من قصف النظام السوري المدعوم من فلاديمير بوتين (…) بل عن أوروبيين يهربون بسياراتهم التي تشبه سياراتنا (…) ويحاولون النجاة بحياتهم”.

وقالت القناة رداً على أسئلة فرانس برس إن الصحافي صاغ “كلامه بطريقة متهورة، لكنه أخرج عن سياقه على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع إلى الاعتقاد خطأ أنه يدافع عن موقف معاكس للذي أراد إظهاره، وهو لذلك متأسف”.

في المقابل لجأ البعض إلى الفكاهة السوداء في التعامل مع المسألة. وانتشر “ميم” على الإنترنت يظهر شخصية من مسلسل “فاميلي غاي” وأمامه لوحة ألوان البشرة: الأكثر بياضاً مرفقة بكلمة “متحضّر”، والداكنة بكلمة “غير متحضّر”. ووصف مصريون وعراقيون مثلاً أنفسهم على مواقع التواصل بعبارة “غير متحضّر”، قائلين “شعر أسود، عيون بنية”.

ويرى زياد ماجد بدوره أن الظاهرة تعكس “كيف أن النقاش العام بات متطرفاً نحو اليمين”، في وقت لا تتوانى بعض النخب السياسية في الغرب “عن قول ما تشاء كما لو أن الخطاب العنصري أصبح بلا قيود”.

16