أنباء متضاربة بشأن توجه القائد الثاني لقوات الدعم السريع للتشاد

الخرطوم – تضاربت التصريحات بشأن مغادرة القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبدالرحيم حمدان دقلو للعاصمة السودانية والتوجه إلى تشاد للقاء قيادات الحركات المسلحة في دارفور لمناقشة الوضع في الإقليم المضطرب.
ويأتي ذلك في وقت يواصل عدد من قيادات أحزاب سياسية سودانية وشخصيات مدنية مستقلة جولة خارجية في عديد من العواصم المؤثرة على المشهد السوداني استهلتها الأسبوع الماضي بلقاء الرئيس الأوغندي يوري موسفيني ومن المقرر أن تشمل إثيوبيا وتشاد ومصر والسعودية وجنوب السودان للدفع باتجاه وقف القتال المتصاعد بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وذكر موقع "دارفور24" نقلا مصدر رفيع بقيادة الدعم السريع أن قائد الثاني لقوات الدعم السريع وصل الى العاصمة التشادية أنجمينا السبت بهدف عقد لقاءات مع قادة حركات الكفاح المسلح "مسار دارفور" الموجودون هذه الأيام في انجمينا بدعوة من الرئيس التشادي محمد كاكا.
وفي المقابل، أكد متحدث باسم قوات الدعم السريع مساء السبت أن "دقلو موجود في الخرطوم ولم يغادرها إلى أي مكان". وفق موقع "سودان تربيون".
واتهم دقلو "فلول النظام البائد" ببث الشائعات عن قوات الدعم السريع للتغطية على الهزائم في ميادين القتال.
ووصل إلى العاصمة التشادية الجمعة قيادات الحركات المسلحة في دارفور الموقعة على اتفاق جوبا للسلام للتباحث مع الرئيس التشادي حول سبل ايقاف القتال الدائر في السودان.
ويضم الوفد كل من حاكم الإقليم مني اركو مناوي، ونمر محمد عبدالرحمن والي ولاية شمال دارفور، إلى جانب الهادي ادريس رئيس الجبهة الثورية وعضو مجلس السيادة، والطاهر حجر رئيس "تجمع قوى تحرير السودان" وجبريل إبراهيم رئيس "حركة العدل والمساواة".
ونقل موقع "دارفور24" عن والي شمال دارفور نمر محمد عبدالرحمن قوله إن وصولهم للعاصمة التشادية أنجمينا، ليس له ارتباط بالحراك السياسي والمدني الذي تقوم بها بعض الأطراف السياسية والمدنية.
ويعد إقليم دارفور من أكثر أقاليم السودان تأثرا بالصراع الذي اندلع بين الجيش والدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، حيث تسبب في مقتل وجرح آلاف السكان وأجبر آلاف الأسر على الفرار غربا إلى داخل الأراضي التشادية.
وتشهد تشاد تدفق كبير للاجئين السودانيين الفارين من القتال الضاري في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور الحدودية مع تشاد و استقبلت أكثر من 100 ألف من الهاربين من جحيم القتال حتى منتصف يونيو الماضي.
وسبق أن اتهمت تشاد المجتمع الدولي بالتخلي عنها وتركها وحيدة في مواجهة طوفان من اللاجئين الفارّين من الحرب في السودان وأزمة إنسانية "غير مسبوقة"، وطالبت بمساعدات ضخمة لمجابهة هذا الوضع الذي أثقل كاهلها بينما تعاني من أزمة مالية.
ومن المقرر أن يجري الوفد السوداني اليوم الأحد، مباحثات مع المسؤولين في إثيوبيا والاتحاد الأفريقي بحثا عن حشد إقليمي لصالح وقف الحرب.
وأعلن خالد عمر يوسف المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) أن وفدا من الفاعلين المدنيين السودانيين وصل اليوم إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لبحث سبل وقف الحرب.
وقال المتحدث عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إن الوفد السوداني وصل اليوم الأحد إلى أديس أبابا التي تشهد أنشطة مهمة ترمي لوقف الحرب في السودان.
وأكد أن الزيارة تهدف للتواصل مع الفاعلين السودانيين والإقليميين والدوليين من أجل تسريع جهود إحلال السلام في السودان.
وشدد على ضرورة إيقاف ما سماه "الحرب اللعينة"، وأضاف أنهم لن يدخروا جهدا من أجل الإسهام الفعّال في بلوغ هذه الغاية في أسرع وقت ممكن.
وتهدف الجولات كما جاء على لسان القيادات السياسية والمدنية لحث دول الإقليم والمنظمات الإقليمية على بذل مزيد من الجهد لوقف الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ الخامس عشر من أبريل الماضي، وايجاد حل سياسي شامل وعادل يقود لجيش واحد قومي ومهني وحكم مدني ديمقراطي وسلام مستدام.
وسعت الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" التي تضم دولا مثل كينيا وإثيوبيا وجنوب السودان وأوغندا، للتدخل بدعم من الاتحاد الأفريقي للتوسط بين طرفي الصراع، وشكلت لجنة رباعية برئاسة كينيا لمباشرة مهمة الوساطة، إلا أن الحكومة السودانية رفضت ترؤس كينيا للجنة بحجة انحيازها للدعم السريع وإيوائها عددا من قيادته في العاصمة نيروبي، كما شددت على وجوب استشارتها في أي مبادرة مهما كان نوعها.
ويراهن وفد القيادات السياسية والمدنية، على أهمية الدور الأفريقي في الحل خصوصا مساعي الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" والاتحاد الأفريقي.