أنباء عن إبلاغ بيروت واشنطن موافقتها على اقتراح وقف إطلاق النار

قناة "ال بي سي" تؤكد أن هوكستاين سيصل الى بيروت لإعادة قراءة بعض مصطلحات الاقتراح بما لا يتعارض مع الدستور اللبناني.
الاثنين 2024/11/18
تفاؤل حذر في لبنان حول الهدنة

بيروت - أفادت قناة "ال بي سي" اللبنانية فجر اليوم الاثنين بأن بيروت أبلغت واشنطن قبول مقترح وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن أجواء الرد إيجابية فيما يحذر مراقبون من الافراط في الأمل والتفاؤل، لاسيما أن الشيطان يكمن في التفاصيل.

وقالت القناة إن المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكستاين سيصل الى بيروت الثلاثاء لإعادة قراءة بعض مصطلحات الاقتراح بما لا يتعارض مع الدستور اللبناني.

وذكرت أن الرئاسة الثانية في عين التينة تسلمت عند الثامنة من مساء الأحد رد حزب الله وملاحظاته على الورقة الأميركية، مشيرة إلى أن عين التينة ستسلم الرد للسفارة الأميركية التي سترسلها إلى واشنطن ليبني على الأمر قرار زيارة هوكستاين إلى بيروت.

ولفتت إلى أن أجواء الرد اللبناني على اقتراح وقف النار إيجابية ولبنان في انتظار وصول هوكستاين الثلاثاء المقبل لقراءة أخيرة للاتفاق.

وكانت الولايات المتحدة قد قدمت اقتراحا جديدا لوقف إطلاق النار إلى الدولة اللبنانية على أمل توقف القتال المستمر منذ أكثر من عام.

والسبت، قال رئيس البرلمان نبيه بري إن الرد لن يتجاوز 3 أيام في تصريح لصحيفة "الديار" اللبنانية إن بلاده سترد على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل خلال 3 أيام مشددا على أن لبنان سيكون آخر دولة في المنطقة يوقع اتفاقية سلام مع الدولة العبرية.

وشدد حينها على أن "الأميركيين جديون والرئيس المنتخب دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر للموفد الأميركي إلى لبنان لتحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان" مشددا على ان الدولة العبرية ترغب بدورها في وقف الحرب.

وبدوره، كشف النائب اللبناني قاسم هاشم حينها في تصريح لإذاعة "صوت كل لبنان" أن رد لبنان على مسودة اقتراح الهدنة، الذي قدمته الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، سيصبح جاهزا بين "يومي الاثنين والثلاثاء على أبعد تقدير.

وأوضح هاشم، وهو عضو كتلة "التنمية والتحرير" التي ينتمي إليها بري أن الرد اللبناني "سيحمل ملاحظات عدّة على عدد من البنود، لا سيما ما يتعلّق بحرية التّحرك الإسرائيلية واللّجنة المشرفة"، وفق ما أوردت الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام.

وأضاف هاشم أن "الأمر متوقف على الإجابات الإسرائيلية التي ستلي ذلك، ليُبنى على الشّيء مقتضاه"، مشدداّ على أن "أي اتفاق لوقف النار يجب أن ينطلق ويلتزم القرار 1701".

ونقلت صحيفة الديار" اللبنانية اليوم الاثنين عن مصادر مواكبة عن كثب لمسار التفاوض قولها إن لبنان سيضع ملاحظاته على المقترح الاميركي، ويسلمه اليوم الاثنين للسفيرة الاميركية في بيروت، لافتة الى أن أبرز الملاحظات وهي: رفض اللجنة الامنية الدولية للإشراف على تطبيق القرار 1701 والتمسك بالآلية السابقة المرتبطة باليونيفل والجيش اللبناني.

وتضيف المصادر "كما ان الملاحظات ستتحدث صراحة عن رفض اي سماح للجيش الاسرائيلي بأي تدخل بري أو جوي أو بحري تحت اي مبرر او حجة، وإن كان بري قال صراحة ان ما وصله من مقترح، لا يلحظ اي حرية حركة للجيش الإسرائيلي".

وترجح المصادر أن "يكون هذا الاسبوع الذي يشهد زيارة المبعوث الأميركي هوكستاين الى بيروت وتل أبيب مفصليا، فإما تنجح مساعي التهدئة ونكون في هدنة خلال ايام، او يسقط المقترح الموضوع راهنا على الطاولة، ونكون في خضم تصعيد اضافي كبير من قبل اسرائيل وحزب الله يستمر أقله حتى منتصف يناير المقبل".

وتعتبر المصادر أنه "بعكس ما يُصوّر البعض، فان إسرائيل تبدو متمسكة بوقف للنار أكثر من حزب الله. فالحزب لم يعد لديه ما يخسره في هذه الحرب، وهو يخوض معركة حياة او موت، أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فيتعرض لضغوط كبرى سواء دولية كما أميركية، اضافة لضغوط داخلية من المعارضة واهالي الاسرى، والاهم ضغوط من الجيش الاسرائيلي الذي يبدو منهكا بعد اكثر من عام من القتال في غزة ولبنان. 

وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن القيادة العسكرية في إسرائيل تعتبر أن الجيش أنهى "المهمة" التي حددتها القيادة السياسية في جنوب لبنان، وبات يسعى إلى "الحفاظ على إنجازاته العسكرية"، وسط ترقب للتوصل إلى تسوية سياسية تجنبه التورط في الوحل اللبناني، في ظل التباين بين الجدول الزمني العسكري المتسارع والقرارات السياسية التي تتخذ بوتيرة أبطأ. 

وميدانيا وسّعت اسرائيل عملياتها العسكرية مركزة بشكل أساسي على ضرب الضاحية الجنوبية، وواصلت غاراتها في جنوب لبنان.

وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش، أن "العدو الإسرائيلي استهدف مركزًا للجيش بشكل مباشر في بلدة الماري- حاصبيا، ما أدى إلى استشهاد عسكريين وإصابة اثنين آخرين".

كما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 11 شخصا وإصابة 48 آخرين في غارات إسرائيلية استهدفت الأحد بلدات في منطقة صور بجنوب لبنان.

وقالت الوزارة في بيان إن "غارات العدو الإسرائيلي على قرى قضاء صور اليوم أدت في حصيلة إجمالية إلى استشهاد أحد عشر شخصا وإصابة ثمانية وأربعين آخرين"، بعد ما يقرب من شهرين من الحرب المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل التي تقول إنها تريد تحييد الحزب وإعادة سكانها النازحين من شمال البلاد.