"أنا والتاريخ" يلخص مسيرة من البحث في تاريخ الحضارة الإسلامية

الكتاب يضم موضوعات متنوعة بين دراسات في التاريخ الإسلامي والحديث ومحاضرات في التاريخ ودراسات حديثة لتاريخ الأردن.
الجمعة 2024/12/06
عودة إلى خفايا الحضارة الإسلامية

عمَّان – كتاب “أنا والتاريخ.. دراسات في التاريخ والحضارة” للدكتورة هند غسان أبوالشعر يدور حول رحلة المؤلفة في بحر التاريخ العربي منذ العصر الإسلامي وحتى العصر الحديث، من خلال عدد من الدراسات والمحاضرات التي لم يسبق نشرها في كتاب.

ويضم الكتاب، الصادر حديثا عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن، موضوعات متنوعة بين دراسات في التاريخ الإسلامي والحديث، ومحاضرات في التاريخ، ودراسات حديثة لتاريخ الأردن في العهد العثماني.

وتقول هند أبوالشعر في مقدمة كتابها “هذا كتاب مختلف عن كتبي السابقة، وأجدني بحاجة حقيقية إلى هذه المقدمة التي تحاول تقديم كتابي للقارئ، فقد فرضت عليَّ مسيرتي الأكاديمية أن أنشر أبحاثا محكّمة في المجلات المحكّمة المعتمدة لدى الجامعات، وهي حالة يعرفها كل مَن يعمل في الحقل الأكاديمي، كما أنني عملت في هيئات تحرير هذه المجلات، واعتمدتني مجلات محلية وعربية كثيرة لتحكيم الأبحاث في التاريخين الحديث والإسلامي، من أجل نشر الأبحاث المقدمة للنشر، أو من أجل الترقيات الأكاديمية”.

موضوعات متنوعة بين دراسات في التاريخ الإسلامي والحديث
موضوعات متنوعة بين دراسات في التاريخ الإسلامي والحديث

وتتابع “ومع تقديري واهتمامي بهذا المنبر المنهجي الجاد الذي يمثل المجلاّت المحكمة التي تضبطها القواعد الصارمة، فقد كنتُ أشعرُ دوما بالقلق على مصير هذه الأبحاث التي يتعب الباحث والأكاديمي لنشرها في أحد هذه المنابر المنتشرة في كل أنحاء الوطن العربي؛ في المشرق العربي، والمغرب العربي، وفي بعض المواقع البحثية العالمية، ويعود سبب هذا الإحساس إلى أن ما يُنشر يبقى في حدود الجماعات الأكاديمية، ولا يعرفه القارئ العربي اليومي، وهي مسألة لا يفرضها الباحث أو المنبر الأكاديمي، بل إن حالة التخصص تفرض مثل هذا التوجه، خصوصا في الدراسات العلمية المتخصصة في علوم الفيزياء بأنواعها، والطب، والكيمياء، وعلوم الحاسوب، والهندسة بفروعها، في حين أن مجال العلوم الإنسانية أرحب، ويمكن للقارئ المهتم أن يرجع إلى مثل هذه المجلات – إن وجدها – للاطلاع والقراءة والمعرفة”.

وتضيف “بدأتُ مسيرتي الأكاديمية بدراسة التاريخ الإسلامي، وأسعدني الحظ لأعمل في رسالتي للحصول على درجة الماجستير مع أستاذي الراحل العلّامة عبدالعزيز الدوري الذي تعلّمتُ على يديه منهج التعامل مع المصادر في دراسات التاريخ الإسلامي، وكانت دراستي تتناول ‘حركة المختار بن أبي عبيد الثقفي في الكوفة’، وقد نشرتها عمادة البحث العلمي في الجامعة الأردنية منذ عقود، وانتقلتُ مع دراسة الدكتوراة إلى حقل التاريخ الحديث، بإشراف الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، ولذا فقد كانت معظم دراساتي وكتبي بعد الدكتوراة في مجال التاريخ الحديث، وأذكر أن أستاذي عبدالعزيز الدوري أرسل إليّ مع رئيس قسم التاريخ في جامعة آل البيت الأستاذ الدكتور فاروق عمر فوزي يقول: أوصيكِ بالكتابة في مجال التاريخ الإسلامي”.

ويبدأ الكتاب بالجزء الخاص بالدراسات في التاريخ الإسلامي، وكأن الكاتبة استجابت لوصية أستاذها، فتأتي الدراسة الأولى بعنوان “إحياء الأراضي الموات في البطائح والبصرة في العهد الأموي (40هـ/660م – 132هـ/749م)”.

وتقول هند أبوالشعر في مقدمة تلك الدراسة “تحاول هذه الدراسة إلقاء الضوء على تطور ملكية الأرض في العهد الأموي من خلال قراءة حالة إحياء الأراضي الموات في جنوبي العراق، وتحديدا في منطقة البطائح والبصرة، وجاء اختيارنا لهذا المحور لدراسة كيفية تكوين الملكيات الكبيرة وربطها بالتطورات الاقتصادية والاجتماعية في تلك الفترة، وتوضيح سياسة الخلفاء والأمراء في منح الإقطاعات، وامتلاك الأراضي، باستصلاح الأراضي الموات، وقد اعتمدنا فيها على المصادر التاريخية المبكرة، ودرسنا الروايات جنبا إلى جنب مع كتب الفتوح، والرحلات، والخراج، والفقه، وخلصنا في هذه الدراسة إلى وجود حالة نشاط واضحة في إحياء الأراضي الموات في جنوب العراق في العهد الأموي”.

وتبدأ الكاتبة الجزء الخاص بالدراسات في التاريخ العربي الحديث بدراسة عنوانها “معطيات جديدة لدخول السلطان سليم الأول عام 1516م إلى دمشق والقاهرة”، وهي دراسة مقارنة لوثائق يوميات حملة السلطان سليم الأول على بلاد الشام مع كتاب مفاكهة الخلان في حوادث الزمان لشمس الدين محمد ابن علي بن أحمد بن طولون الصالحي المتوفى سنة 953 للهجرة/1546م.

الكتاب يختصر خط مسيرتها في كتابة التاريخ، بداية من الموضوعات التي تصنف ضمن تاريخ صدر الإسلام

وتختتم هند أبوالشعر الكتاب بخاتمة مختصرة جدّا، تؤكد فيها أن هذا الكتاب يختصر خط مسيرتها في كتابة التاريخ، بداية من الموضوعات التي تصنف ضمن تاريخ صدر الإسلام، وهو التخصص الذي درسته في مرحلة الماجستير، وبين الموضوعات المصنفة ضمن التاريخ الحديث، والتي كانت مرحلة دراسة الكاتبة للحصول على درجة الدكتوراه، وجاءت الأردن على رأس أولوياتها، إذ تخصصت في دراسة بلاد الشام في العصر العثماني.

ومن الجدير بالذكر أن هند غسان أبوالشعر هي أستاذة التاريخ الحديث في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، من مواليد عجلون، وهي عضو عدد كبير من الهيئات، واللجان ومجالس الأمناء، وحازت عددا من التكريمات والجوائز، وساهمت في تأسيس جماعة الفنانين التشكيليين الشباب، سنة 1981.

كما شاركت في عدد من المؤتمرات الثقافية المحلية والعربية، وحصلت على جائزة اليونسكو الفضية عن حلقات “ذاكرة الوطن” التي نشرت تباعا في جريدة الرأي الأردنية من (18/ 5/ 1999 – 25/ 10/ 2000)، وأنتج التلفزيون الأردني عنها فيلما وثائقيا بعنوان “ذاكرة الوطن” وفاز بالجائزة الفضية للأفلام الوثائقية.

وهي حاصلة على وسام الملك عبدالله الثاني للتميز من الدرجة الثانية، وجائزة “أحسن كتاب صدر سنة 2002” من جامعة فيلادلفيا الأردنية سنة 2003 عن كتابها “شرقي الأردن في العهد العثماني”، وجائزة الدولة الأردنية التقديرية عام 2021 عن مجمل أعمالها في حقل العلوم الاجتماعية والتاريخ، ويبلغ عدد الكتب الصادرة لها حتى الآن 88 كتابا.

13