"أنا عراقي أنا أقرأ" يعيد للكتاب الورقي مجده

بغداد – “القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ” مقولة لطالما رددتها الأوساط الأدبية في العالم العربي، فالعراقيون مثلا لا يزالون إلى اليوم ينظر إليهم على أنهم يقبلون على القراءة بنهم، ويتوارثونها كفعل مكتسب.
ولم يسلم القطاع من تداعيات الحرب والعولمة والتوظيف السيء للتكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي التي أثرت سلبا على القراءة الثقافية بصورة عامة، لذلك تحركت منظمات عراقية منذ سنوات لتنظيم حملة “العراق يقرأ” التي سرعان ما تحولت إلى مهرجان سنوي يوفر الكتب مجانا لكل راغب في القراءة.
وشهدت العاصمة العراقية بغداد ومحافظات عراقية أخرى فعاليات المهرجان السنوي “أنا عراقي أنا أقرأ” منذ الخامس وحتى العاشر من نوفمبر الجاري بمشاركة كبيرة من مختلف الشرائح.
وكانت النسخة الأولى من المهرجان أقيمت عام 2013 بمبادرة من كتاب ومثقفين وناشطين وبمشاركة دور نشر بهدف الحفاظ على قراءة الكتب الورقية، وذلك من خلال توزيع الآلاف من الكتب مجانا على زوار المهرجان.
وتميزت النسخة التاسعة للمهرجان بتوسعها على محافظات جديدة حيث أقيم المهرجان في سبع محافظات عراقية بعد أن كان مقتصرا على العاصمة بغداد، هي بغداد والبصرة ونينوي وميسان والأنبار وديالى والديوانية.
والمهرجان الذي ينعقد ضمن مبادرة موسعة بعنوان “العراق يقرأ” الذي تشرف عليه لجنة منظمة مكوّنة من متطوعين بدعم من اتحاد الأدباء العراقي، قدم هذه الدورة أكثر من 75 ألف كتاب بشكل مجاني إلى زوّاره.
وقد اختارت “مؤسسة أنا أقرأ”، المُشرفة على المهرجان، الشاعر العراقي الراحل مظفّر النّواب (1934 ــ 2022) شخصية للدورة التاسعة، حيث خُصِّصت له زاوية اشتملت على ألفي نسخة من كتاب “مختارات من شعر مُظفّر النّواب”، وهو الكتاب الذي بادر إلى طباعته الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين خصّيصا للفعالية، إلى جانب تبرّع الاتحاد بثلاثة آلاف كتاب متنوّع من إصداراته.
كما شهد المهرجان قيام العديد من الكتاب والمؤلفين ومن كلا الجنسين بحفلات لتوقيع إصداراتهم الأدبية وتوزيعها على الحضور مجانا، وخصص مساحة للأطفال تشمل تقديم مؤلفات خاصة بالطفل وجلسات حوار ونقاش تشجعهم على الإقبال على المطالعة بالإضافة إلى حفلات موسيقية وترفيهية.