أمين عام منتدى أبوظبي للسلم يسلّم الرئيس الإندونيسي جائزة المنتدى

جاكرتا – سلم الشيخ المحفوظ بن بيه أمين عام منتدى أبوظبي للسلم لرئيس جمهورية إندونيسيا جوكو ويدودو الثلاثاء جائزة منتدى السلم لعام 2022 (جائزة الحسن بن علي للسلم الدولية)، التي منحها له المنتدى تقديرا لجهوده في تعزيز ثقافة السلم والتعايش السعيد في إندونيسيا.
جاء ذلك خلال استقباله بمعية عبدالله سالم الظاهري سفير الدولة لدى الجمهورية الإندونيسية، الاثنين بالقصر الرئاسي في العاصمة جاكرتا.
واعتبر الشيخ بن بيه أن منح هذه الجائزة لرئيس إندونيسيا جاء تقديرا لإسهامه الشخصي الفريد وإسهام إندونيسيا المشهود في نشر السلم الدولي، والنجاح الكبير الذي حققه بلده العظيم في ترسيخ قيم التعايش السعيد في مجتمعه بمختلف أعراقه وأديانه.
ونقل الشيخ بن بيه تحيات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وتمنياته له بموفور الصحة والسعادة، ولجمهورية إندونيسيا الصديقة المزيد من التطور والرقي والرخاء.
وحمّل الرئيس الإندونيسي أمين عام المنتدى تحيّاته إلى الشيخ محمد بن زايد وخالص تمنياته لدولة الإمارات وشعبها بدوام الرفعة والتقدم، معربا عن تطلعه إلى تعزيز العلاقات بين إندونيسيا والإمارات، وتنسيق الجهود لإنجاح مجموعة العشرين من أجل السلام والازدهار في العالم.
وعبّر عن اعتزازه بنيله جائزة الإمام الحسن بن علي للسلم وعن امتنانه لدولة الإمارات ومنتدى أبوظبي للسلم، مؤكدا أن إندونيسيا ظلت على مدى التاريخ تثمن عاليا التسامح والتعايش السلمي بين الأديان والأعراق والثقافات المختلفة، وتعمل على إرساء دعائم السلم الإقليمي والدولي.
جائزة "الإمام الحسن بن علي للسلم الدولية" هي جائزة سنوية أطلقها منتدى أبوظبي للسلم منذ العام 2015، لتكريم أصحاب المبادرات العملية والأعمال العلمية في صناعة ثقافة السلم وتأصيل قيمتها في المجتمعات المسلمة من القادة والعلماء والمفكرين.
وقد فاز بهذه الجائزة منذ انطلاقتها قادة كبار وعلماء أفذاذ ومبادرات رائدة في مجال السلم من مختلف قارات العالم.
وينطلق، الثلاثاء الملتقى التاسع لمنتدى أبوظبي للسلم، تحت عنوان "عولمة الحرب وعالمية السلام.. المقتضيات والشراكات"، بحضور 500 شخصية، ومشاركين من أنحاء العالم، و60 دولة، فضلا عن 30 منظمة دولية رائدة في مجال تعزيز السلم وصناعة السلام يحضرون معرض صناع السلام على هامش الملتقى، على أن يتواصل على امتداد ثلاثة أيام، يناقش خلالها قادة دينيون ووزراء ومسؤولون طرق تعزيز السلام في العالم، وكيفية مواجهة الحروب التي تفني البشرية.
والملتقى، الذي انطلق تحت رعاية عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات، وبرئاسة عبدالله بن بيه رئيس "مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي"، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، سيناقش عدة محاور، من بينها التحديات الحيوية للسلم العالمي في ظل أزمة النظام الدولي، ودور الشباب والمرأة في تحقيق السلم العالمي، وعالمية السلام في مواجهة عولمة الحرب، ودور القيادات الدينية في تحقيق السلم العالمي.
هذه الدورة تنطلق مستلهمة رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات في نشر السلام على نطاق العالم أجمع، والتي كشف عنها في الكلمة التي وجهها في الثالث عشر من يوليو الماضي خلال أول خطاب شامل يتناول فيه رؤيته لسياسة دولة الإمارات الداخلية والخارجية منذ تولّيه مقاليد الحكم.
وفي كلمته، أكد الشيخ محمد بن زايد أنّ "سياسة دولة الإمارات ستظل داعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم... وعونا للشقيق والصديق... وداعية إلى الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدمها".
ومنذ نسخته الأولى في عام 2014 أخذ منتدى تعزيز السلم، الذي أصبح منذ ملتقى العام الماضي "منتدى أبوظبي للسّلم"، على عاتقه غرس قيم السلم والتسامح، عبر تأصيل وتوصيل المفاهيم الصحية للسلم من خلال نشرها في المجتمعات الإنسانية، ودحض ما يخالفها من دعاوى التطرف والكراهية.
ويسعى "منتدى أبوظبي للسّلم" منذ تأسيسه لإحياء ثقافة التعايش وتعزيزها في المجتمعات الإنسانية والمسلمة، وإحياء القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان، إضافة إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة، معتمدا المنهجية العلمية الرصينة لمعالجة التطرّف الفكري وآثاره.
ويسعى أيضا لإيجاد فضاء للعلماء لنشر رسالة السّلم والتعاون على الخير، وتعزيز دور الإمارات العربية المتحدة في نشر السّلم، وتوفير الأمن والسعادة للمجتمعات المسلمة وللبشرية جمعاء.
وبهذا يجسّد "منتدى أبوظبي للسّلم" الدور البارز الذي تؤدّيه دولة الإمارات بصفتها عاصمة للتسامح وملتقى للإنسانية، وراعية لنهج السلام والدعوة إلى الانفتاح ومدّ جسور الحوار لوضع حدّ للحروب والصراعات.