أمير قطر يقر تحت ضغط الانتقادات: لسنا دولة مثالية

الدولة الخليجية الغنية بالغاز تواجه انتقادات متزايدة حيال مسألة العمال الأجانب وحقوق المثليين والمرأة.
الثلاثاء 2022/05/24
الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: نفذنا إصلاحات بسرعة البرق منذ منحنا استضافة المونديال

دافوس (سويسرا) - انتقد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على هامش منتدى دافوس الاقتصادي الاثنين، ما وصفه بالهجمات غير المسبوقة على بلاده المضيفة لنهائيات كأس العالم نهاية العام الحالي.

وتواجه الدولة الخليجية الغنية بالغاز انتقادات متزايدة حيال مسألة العمال الأجانب وحقوق المثليين والمرأة. وأقرّ الشيخ تميم بأن قطر “ليست مثالية”، مشددا في الوقت نفسه على أنها نفذت إصلاحات “بسرعة البرق” منذ منحها شرف استضافة المونديال في العام 2010.

وحاول أمير قطر إصباغ الحملة التي تتعرض لها بلاده بكونها عنصرية، وقال “لقد وجدت أن تمييزا مماثلا يعتمد بشكل كبير على أشخاص لا يعرفوننا، وفي بعض الحالات، يرفضون التعرف علينا. وحتى اليوم، مازال هناك أشخاص لا يقبلون فكرة أن دولة عربية إسلامية ستستضيف بطولة مثل كأس العالم”.

نشطاء يؤكدون أن محاولة أمير قطر إعطاء الحملة بعدا عنصريا، لا تعالج القضايا الحقوقية المطروحة، بقدر ما هي مسعى للهروب إلى الأمام

واعتبر الشيخ تميم أن “هؤلاء الأفراد، وبينهم كثيرون في مواقع نفوذ، شنوا هجمات بوتيرة غير مسبوقة”.

ويرى نشطاء أن محاولة أمير قطر إعطاء الحملة بعدا عنصريا، لا تعالج القضايا الحقوقية المطروحة، بقدر ما هي مسعى للهروب إلى الأمام لاسيما وأن الحدث الرياضي لم يعد يفصل عنه الكثير، وهناك توجه لزيادة الضغط على الإمارة بغية المزيد من التحسينات.

ورافقت عملية منح قطر استضافة المونديال منذ العام 2010 تقارير صادرة عن منظمات دولية تتحدث عن فساد وعن سجل أسود في مجال حقوق الإنسان.

وتتّهم عدة منظمات حقوقية قطر باستغلال العمال الأجانب، لاسيما العاملون في المنشآت والملاعب الخاصة بكأس العالم، وتقدر هذه المنظمات عدد الوفيات في صفوف العمال الأجانب ومعظمهم من الآسيويين بالآلاف.

لكن الدوحة ترفض هذه الاتهامات الموجهة إليها، وتعتبر أن ارتفاع عدد الوفيات من العمال الأجانب يندرج ضمن المعدل المتوقع وأنها قامت بالإصلاحات اللازمة لقانون العمل.

واعتبر أمير قطر في كلمته في دافوس أن دولا ومناطق أخرى نظمت بالفعل أحداثا كبيرة “على الرغم من حقيقة أن كل دولة لديها مشاكلها وتحدياتها الخاصة”.

وأضاف أن “قطر مثل بلادكم… ليست مثالية، تحاول باستمرار أن تتحسن، ومليئة بالأمل، من أجل مستقبل أكثر إشراقا”.

وتابع “نحن فخورون جدا بالتطور والإصلاح والتقدم الذي أحرزناه، ونحن ممتنون للأضواء التي سلطتها كأس العالم، والتي ألهمتنا، لإجراء هذه التغييرات بسرعة البرق”.

وكانت “منظمة العفو الدولية” الحقوقية غير الحكومية طلبت الخميس من الاتحاد الدولي دفع تعويضات لا تقلّ عن 440 مليون دولار للعمال المهاجرين الذين “تعرّضوا لسوء المعاملة” في مواقع البناء المرتبطة بمونديال 2022.

منظمات حقوقية تتّهم قطر باستغلال العمال الأجانب
منظمات حقوقية تتّهم قطر باستغلال العمال الأجانب

ولا تتعلق الانتقادات فقط بوضع العمال في قطر، بل أيضا تشمل المثليين في ظل وجود قانون قطري يجرمهم، وقد أبدت العديد من الأوساط الدولية انشغالها من إمكانية أن يتعرض هؤلاء لأعمال عنف خلال التظاهرة الرياضية، خصوصا وأن الدوحة والجهات المشرفة رفضت تقديم تعهدات فعلية لمنع ذلك.

وأبدى اللواء عبدالعزيز عبدالله الأنصاري، مدير إدارة التعاون الدولي ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية القطرية، في وقت سابق تحفظات على رفع أي أعلام أو رموز تشير إلى المثلية.

وقال الأنصاري لوكالة أسوشيتد برس “إذا رفع أحد المشجعين علم قوس قزح وسحبته منه، فهذا ليس لأنني أريد إهانته، ولكن لحمايته. لأنه إذا لم يكن أنا، فقد يهاجمه شخص آخر من حوله.. فلا يمكنني ضمان سلوك الناس جميعا”.

وتوجه المسؤول القطري إلى أنصار مجتمع الميم “تريد إظهار وجهة نظرك حول وضع مجتمع الميم، أظهر ذلك في مجتمع يتقبلها. نحن ندرك أن هذا الرجل حصل على تذكرة وأتى إلى هنا لمشاهدة المباراة، وليس لإظهار فعل سياسي أو شيء في ذهنه. شاهد المباراة. ذلك جيد. لكن لا تأت وتهن المجتمع بأسره بسبب هذا”.

وشدد الأنصاري على أنه ليس مقبولا ” تغيير الدين من أجل كأس العالم الذي يستمر 28 يوما”.

وتولي قطر الطامحة لأن تصبح مركزا إقليميا للأعمال ووجهة للسياح أهمية كبرى لإنجاح الحدث الرياضي.

وأنفقت قطر المليارات من الدولارات على الملاعب والبنية التحتية للبطولة التي تشارك فيها اثنان وثلاثون دولة، وتعهد أمير قطر بأنها ستكون “مميزة”.

3