أمير قطر يتهم إسرائيل بتوسيع الصراع في المنطقة وفق مخططات مسبقة

الشيخ تميم يعتبر أن إسرائيل تستغل فرصة تقاعس المجتمع الدولي وتعطيل مؤسساته وإحباط قراراته لتنفيذ مخططات استيطانية خطيرة في الضفة وتوسيع الحرب في لبنان.
الثلاثاء 2024/10/15
أمير قطر يريد أن تستعيد الدوحة دور الوساطة بين إسرائيل وحماس

الدوحة - اتّهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الثلاثاء إسرائيل بأنها اختارت توسيع النزاع في الشرق الأوسط بهدف تنفيذ "مخططات معدة مسبقا" في الضفة الغربية المحتلة ولبنان، في تصعيد جديد ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط مخاوف من تحول الصراع إلى حرب إقليمية شاملة في ظل التهديدات الإسرائيلية بضرب إيران ردا على الهجوم الصاروخي الإيراني بداية الشهر الجاري، وتوعد طهران بالرد فيما يحذر حلفاؤها من مغبة استهداف المنشآت النفطية.

وأكد أمير قطر في خطابه السنوي أمام مجلس الشورى القطري، أن "المخرج الأسهل والأسلم لوقف التصعيد على الحدود مع لبنان هو وقف حرب الإبادة على غزة الذي تطالب به غالبية البشرية".

وأضاف "لكن إسرائيل اختارت عن قصد أن توسع العدوان لتنفيذ مخططات معدة سلفا في مواقع أخرى مثل الضفة الغربية ولبنان لأنها ترى أن المجال متاح لذلك".

وفتح حزب الله في جنوب لبنان، جبهة "إسناد" لغزة في أكتوبر 2023 غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس بعد شنّ الأخيرة هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية. وتبادل الحزب وإسرائيل القصف عبر الحدود على مدى الأشهر الماضية. ورفض حزب الله مرارا وقف النار في لبنان ما لم تتوقف حرب غزة.

وتحولت دوامة العنف عبر الحدود التي بدأت قبل عام إلى حرب مفتوحة في 23 سبتمبر، مع بدء الجيش الإسرائيلي قصفا جويا مكثفا يطال مناطق عدة في لبنان وخصوصا معاقل الحزب. وفي 30 من الشهر نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عمليات برية "محدودة".

وقال الشيخ تميم "تستغل إسرائيل فرصة تقاعس المجتمع الدولي وتعطيل مؤسساته وإحباط قراراته لتنفيذ مخططات استيطانية خطيرة في الضفة الغربية وراحت توسع عدوانها إلى لبنان".

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 تصاعدا في وتيرة العنف منذ فترة طويلة، لكن الوضع تدهور منذ اندلعت الحرب في قطاع غزة.

وأسفر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 عن مقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب إحصاء يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتِلوا في الأسر في غزة.

في المقابل، قتل في غزة ما لا يقل عن 42344 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس. وتعتبر الأمم المتحدة هذه الأرقام موثوقة.

وأكد الأمير أنه "لن يكون أمام إسرائيل بعد كل هذا القتل والتدمير سوى الانصياع لما توافق عليه المجتمع الدولي في حل الدولتين... والقبول بدولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب معها".

وعلى مدى أشهر، قادت قطر، إلى جانب مصر والولايات المتحدة جهود وساطة بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة وتبادل رهائن وسجناء. لكن المفاوضات متعثرة حالية.

وترفض الدوحة توسيع الصراع بعد تهديد إسرائيل بتنفيذ هجوم على إيران ردا على القصف الصاروخي الذي نفذته طهران بداية الشهر الجاري. والتقى أمير قطر في بداية الشهر الحالي بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي طالب دول الخليج بعدم التعاون مع الدولة العبرية سواء باستغلال القواعد الأميركية او فسح المجال الجوي.

وتحذيرات إيران تأتي بعد أن وجهت أذرعها في المنطقة تهديدا مبطنا باستهداف دول الخليج ردا على التصعيد الإسرائيلي.

وكان أبوعلي العسكري، المسؤول الأمني في كتائب حزب الله العراقي، قد هدد بحرق المنشآت النفطية في المنطقة. وقال العسكري عبر حسابه على موقع إكس “إذا بدأت حرب الطاقة سيخسر العالم 12 مليون برميل نفط يوميّا، وكما قالت كتائب حزب الله سابقا، إما ينعم الجميع بالخيرات أو يحرم الجميع”.

بدوره شدّد المتحدث باسم كتائب "سيد الشهداء"، كاظم الفرطوسي، على أن "الدستور العراقي لا يمنع (الفصائل) من الرد على الانتهاكات الإسرائيلية".

وتستضيف قطر والكويت والبحرين والإمارات والسعودية منشآت أو عسكريين أميركيين.

وتأتي تصريحات الشيخ تميم في وقت تصر إسرائيل على المضي قدما في عملياتها حتى "تحقق أهداف الحرب"، وأبرزها "القضاء على حماس"، وإعادة سكان الشمال إلى مناطقهم التي نزحوا منها بسبب هجمات حزب الله.

ووسعت إسرائيل نطاق أهدافها خلال الحرب التي تشنها على جماعة حزب الله في لبنان، الاثنين، إذ نفذت غارة جوية شمالي البلاد، قال مسؤولو الصحة اللبنانية إنها أودت بحياة ما لا يقل عن 21 شخصا.

وينصب تركيز العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان حتى الآن على سهل البقاع في الشرق والضاحية الجنوبية لبيروت وعلى الجنوب، حيث أدت وقائع تتضمن القوات الإسرائيلية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى خلق حالة من التوتر.

وعبر مجلس الأمن الدولي، الإثنين، عن قلقه الشديد بعد تعرض عدة مواقع لقوات حفظ السلام جنوبي لبنان لإطلاق نار، وسط اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

وأمرت إسرائيل سكان 25 قرية أخرى بالإخلاء إلى مناطق شمال نهر الأولي الذي يتدفق على بعد نحو 60 كيلومترا شمال الحدود مع إسرائيل.

وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، خلال زيارة لقاعدة عسكرية في وسط إسرائيل استهدفها حزب الله بطائرة مسيرة، الأحد، مما أدى لمقتل 4 جنود، إن إسرائيل ستواصل مهاجمة الجماعة المدعومة من إيران "بلا رحمة في أي مكان في لبنان، حتى في بيروت".